الحقيقة المرة
أحلام شاكر
أن ما يجري اليوم من أحداث مؤلمة في أكثر من دولة عربية هي بفعل الجهل المهيمن على العقول وبشكل يجعلنا ننقاد دون وعي خلف دعوات الفتنة ومشاريع التشرذم غير مدركين إننا نقتل أنفسنا ندمر أوطاننا بأيدينا ونحن نظن أننا نحسن صنعا .. نعم الجهل هو كارثة الشعوب وسبب تخلفها وأنحطاطها.. قد يقول قائل أن من يشعلون الصراعات ويؤججون الحروب ويثيرون الفتن هم من المتعلمون وكثيرون منهم يحملون شهادات عليا بما فيهم علماء ومشايخ دين .. ولا خلاف في ذلك وهنا تكمن الكارثة فجهل المتعلم أشد خطرا على الأوطان والشعوب من جهل الأمي لإن هذا المتعلم يسخر علمه بما يضر ولا ينفع ويستغل علمه لتحقيق مصالحه الشخصية والمذهبية والحزبية على حساب مصالح الشعب والوطن .. فلولا الجهل ما كان الأرهاب وما وجد هؤلاء الذين يقتلون بأسم الله وباسم الدين ويهلكون الحرث والنسل وهم لا يشعرون .. ولولا الجهل ما كان هذا الأنقياد الأعمى خلف علماء ومشايخ الفتنة .. ولولا الجهل لم قتل الأخ أخاه طمعا بالجنة وتنفيذا لفتاوى علماء ومشايخ الدفع المسبق ..ولولا الجهل لم سيق مئات الأطفال والشباب إلى محارق الموت تحت شعار الجهاد المزعوم … ولولا الجهل لما دمرت المدارس والجامعات … ولولا الجهل لم ترك الطلاب مقاعد دراستهم واستبدلوا القلم بالكلاشنكوف.. نعم نحن بحاجة لعلم يغير العقول .. نحن بحاجة لمتعلم ينفع وطنه ويراعي مصالح شعبه .. نحن بحاجة لعلماء ومشايخ دين يجعون ولا يفرقون ينصحون ولا يحرضون .. علماء ومشايخ دين يعملون بجوهر الدين وتعاليمه ينبذون الحرب ويؤمنون بالسلام لكل الشعوب .. فالجهل هو الداء العضال الذي ينهش شعوبنا ويحطم أحلامنا وطموحاتنا للعيش بوطن مزدهر يعمه الأمن والسلام .. وهذه هي الحقيقة المرة التي نحاول القفز فوقها وتجاهلها رغم أدركنا لها بكل أبعادها .. ولهذا سيبقى الخطر قائما وستبقى الشعوب عرضة للأستغلال وستبقى الأوطان عرضة لعبث العابثين والأنتهازيين والمقامرين وتجار الموت والحروب ..ولا عزاء للأطفال اليتامى والنساء الأرامل والأمهات الثكالى ..ولا عزاء للأوطان التي دمرت بيد العاقين من أبناءها