الانهيار النفسي والتدهور الاقتصادي .

بقلم : رشادالخضر
قد يكون من السهل اكتشاف الاختلالات الكامنة في صميم أمتنا، وأن نجار بالشكوى من أوضاعا التي تعيق محاولات النهوض، ولكن الأصعب هو أن نحدد ونرسم إستراتيجية التحرك!ينبغي أن نتحرك.. ثم نمضي في هذا الموقع وفراغاته دون إحراز خطوة واحدة في التقدم، وفي الطريق العملي نحو النهوض..
إن الإحساس بالمشكلة والشعور بالخطر يدفعان إلى ضرورة التحرك لعمل شيء في الاتجاه الصحيح نحو التقدم إلى الأمام في كل المجالات، ولكن إطالة أمد الشكوى، والحديث عن المخاطر يحيلها إلى مرض محبط باتجاه الانهيار النفسي، الذي هو أفظع بكثير من أي انهيار مادي- مهما عظمت قيمته لدى الكثير من الشعوب.
ومع التسليم الأولي بأن هناك علاقة كبيرة بين الانهيار النفسي والتدهور الاقتصادي، كضعف العملة المحلية وغلاء الأسعار، ولكن ما يعنينا في الموضوع هو آثار الانهيار النفسي الناتج عن تداعي القيم الاجتماعية، والمثل الإنسانية التي تؤثر في العقيدة الدينية بشكل مباشر، فيفقد المجتمع التماسك المرادف للاضطرابات النفسية الشديدة.
وهناك عوامل كثيرة لذلك الانهيار، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- تجاهل القدرات الفردية، وتقديم العلاقة الخاصة على تلك القدرات الإبداعية.
2- تصاعد التدرج الوظيفي بصورة مختلفة وإخضاعه للمعايير المزاجية.
3- تقييد الحرية تحت ستار شعار الديمقراطية التي تمارس بأشكال عكسية- فوضوية عبثية خاضعة لمعادلات الأقوى.
4- تسيير الأمور عبر قيادات إدارية هشة غير مؤهلة ولا خبرات لديها في هذا الجانب.
5- تهميش القيادات الإدارية الوطنية المؤهلة وعلى قدرة عالية من الكفاءة والخبرة.
6- تزايد الفوارق الطبقية وبشكل مذهل لا يمكن معه عقد أي مقارنة بين الثراء الفاحش والفقر الموحش الذي ينعكس سلباً على العلاقات الاجتماعية.
7- تناقص فرص العمل وتفشي البطالة في ظل عدم توجيه الرأسمال الاستثماري في المجالات الإنتاجية مع احتكار الوظائف العامة لبعض مركز القوى الحزبية كانت أم بحسب الانتماءات الأخرى ذات الطابع التقليدي للموروث منذ آلاف السنين والتلاعب في مقدرات وثروات الشعوب، واستغلال مواقع المسئولية في سبيل المصالح الشخصية دون النظر حتى للمصالح الوطنية.
8- المؤثرات الخارجية والعلاقات الآخذة ذات طابع السرية التي تنعكس على السياسة الاقتصادية التي تعتبر العمود الفقري لأي مجتمع من المجتمعات.
هذه بعض العوامل للانهيار النفسي الخطير في أي مجتمع من المجتمعات بدون تحديد.. وهو الأمر الذي يدعوننا إلى مزيد من التفكير!!
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى