الأمم المتحدة تعترف بفشل ألية مكافحة الأرهاب
أحلام شاكر
رغم الحرب الشرسة التي يشنها المجتمع الدولي على الأرهاب أو هكذا يقال…لا زال مئات الشباب يتقاطرون كل يوم للإلتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية .. أما إيمانا بمبادئ هذه الجماعات وأن أتباعها هو الطريق الأقصر إلى الجنة والأقرب لنيل رضا الله تعالى …وأما بسبب الأوضاع الأقتصادية وحاجة هؤلاء الشباب للمال وأما لأسباب عقائدية ومذهبية وربما طائفية وسياسية بعد وجد الكثير ممن بستغلون الدين لصالح السياسة بما بات يعرف بمصطلح الأسلام السياسي وأما لأسباب أخرى …في نهاية المطاف يتحول هؤلاء الشباب إلى مقاتلين في صفوف الأرهابين يدينون بدينهم ويعملون لتحقيق أهدافهم .. وبغض النظر عن الأسباب والمبررات التي دفعت هؤلاء الشباب للإلتحاق بالجماعات الأرهابيه فإن النتيجة تصب في صالح الإرهاب وتزيد من قوته وتعزز من أنتشاره وديمومته… كما لازالت ملايين الدولارات تتدفق إلى خزائن الجماعات الإرهابية والتي يستغلونها في أستقطاب مزيدا من المقاتلين وشراء الأسلحة وأنشاء المعسكرات واستجلاب الخبراء .. فيزداد خطرهم وقوتهم كل يوم ولم تفلح الأجراءات التي إتخذها المجتمع الدولي لمكافحة الأرهاب حتى الأن في الحد من التحاق الشباب بهذه الجماعات أو تجفيف مصادرها الماليه التي تعتبر شريان الحياة وأساس استمرارها وقوتها .. والجميع يدرك أن هذه الجماعات لا تعمل لوحدها ولها أذرع وقيادات خفيه ولها مناصريها ورجالها المخلصين الذين يعملون ليل نهار لخدمة أهدافها وتوجاتها وبقائها من منطلق إيمانهم بمبادئ وأهداف وتوجهات هذه الجماعات أو لوجود مصالح مشتركة يجتمعون عليها ولا نتجاوز الحقيقة إذا ما قولنا أن هناك دول مستفيدة سياسيا وأقتصاديا من وجود الأرهاب وأستمراره وأن هناك سياسيون ورجال أعمال ورجال دين ومثقفين وأحزاب وحتى أنظمة ودول جميعهم لهم أرتباطات بالجماعات الأرهابية بشكل أو بأخر ولا يخفى ذلك على أحد كما لم يعد بأمكان أي جهة الأدعاء بنجاح ألية مكافحة الأرهاب التي تبناها المجتمع الدولي منذ سنوات خلت لأن من يحاول قول ذلك سيكون كالذي يحاول سد عين الشمس بغربال .. كما لم يعد هنالك من يتحرج من الأعتراف بفشل مكافحة الأرهاب فقول الحقيقة والبحث عن حلول ومعالجات أفضل الف مرة من السكوت والتغاضي الذي يفاقم من المشكلة أكثر وأكثر …وهذا الفشل في مكافحة الأرهاب والحد من مخاطره كان وراء عقد الأمم المتحدة مؤتمر رفيع على مستوى أجهزة مكافحة الأرهاب للدول الأعضاء … المؤتمر الذي عقد في مقر الأمم المتحدة خلال الفترة من 28 إلى 29 حزيران يونيو الماضي هدف وبحسب الأمين العام للمنظمة الدولية إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل مكافحة خطر الأرهاب المتغير الأشكال وإلى بناء شراكة جديدة فاعلة بغية تحقيق التعاون المتعدد الأطراف لتعزيز جهود المجتمع الدولي النبذولة لمكافحة الأرهاب ….. وهذا أعتراف صريح وواضح من قبل الأمم المتحدة بفشل الأجراءات التي أتبعت في مكافحة الأرهاب خلال السنوات الماضية وهو ما يتطلب بالضرورة البحث عن أليات أخرى أكثر فاعلية يتشارك في تنفيذها جميع الكيانات المنضوية في الأتفاق العالمي لمكافحة الأرهاب وأن تكون هناك جدية وتوجه حقيقي للقضاء على هذه الأفة التي تهدد السلم والأستقرار العالميين وتقوض حلم البشرية بالتعايش السلمي بين بني الأنسان بمختلف أثنياتهم وطوافهم ومعتقداتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم السياسية ..فالإنسان وجد لتعمير الأرض وأستمرار الحياة ولم يوجد لنشر الخراب والموت.
فمتى سيدرك المجتمع الدولي خطر الأرهاب على الأنسانية ويعمل بفاعلية وجدية للقضاء علية .؟؟