أمريكا وأكذوبة الكيميائي تتكرر
الأمريكية والبريطانية لاستباحة ثروات العراق واحتلال أرضه وتدمير مقدراته وتراثه الإنساني وتمزيق نسيجه الاجتماعي وقتل وتشريد شعبه وتقسيم وحدته الجغرافية ليصبح مسرحا للقتل اليومي ووكرا للإرهابيين وبؤرة للصراع العرقي والطائفي والديني والمذهبي .. تحاول أمريكا إعادة السيناريو وتكرار أكذوبة السلاح الكيميائي مرة أخرى ولكن هذه المرة في سوريا .. هذا الإصرار الأمريكي في الهيمنة على الشعوب بقوة السلاح بقدر ما يكشف نوايا الإدارة الأمريكية وجديتها في محاربة الإرهاب كما تدعي أعادت الحرب الباردة أكثر سخونة وتدفع نحو حرب عالمية ثالثة بدأت تلوح في الأفق حينا من شرق أسيا وبالتحديد من كوريا الشمالية وحينا أخر من الأرض والمياه والأجواء السورية التي أرادت أمريكا أن تنطلق منها أول شرارة لهذه الحرب الشاملة… فما يجري اليوم بين قطبي الصراع الدولي المتمثل بروسيا وحلفائها من جانب وأمريكا وحلفائها من جانب أخر من مواجهة سياسية والتحشيد لمواجهة عسكرية ينشد فيها الجميع الدفاع عن مصالحهم قبل الدفاع عن حلفائهم وإصرار الطرفين على خوض المواجهة حتى النهاية مهما كانت النتائج التي ستؤول اليها هذه المواجهة التي أن حدثت فعلا ستفضي إلى حرب شاملة يكون ضحيتها الملايين من البشر وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية اخلاقية وإنسانية تحتم عليهم نزع فتيل هذه الحرب وأنها أسباب التوتر بما يضمن احترام سيادة الدول واستقلالها وقبل ذلك احترام المواثيق الدولية .
أمريكا التي كانت قد خسرت وجودها في سوريا لصالح روسيا تحاول اليوم استعادة مكانتها وهيمنتها واتخاذ قضية الكيميائي التي تدعي أن النظام السوري أستخدمه في دوما ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا تكون بمثابة ضربة تأديبية لروسيا وايران وحزب الله الذين كانوا سببا في تقليص وجودها واستعادة الجيش السوري لمعظم المدن السورية التي كانت قد سقطت بيد الجماعات الإرهابية.. فعلا نفذت أمريكا قانونها وشاركتها بريطانيا وفرنسا وقامت بضرب سوريا بأكثر من مئة صاروخ في عملية استباقية لتقرير لجنة الخبراء الدوليين الذين وصلوا لأجراء تحقيق حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي وتحديد الطرف المسؤول عن ذلك لأن أمريكا على يقين بأن نتائج التحقيقات لن تأتي على هواها ومن جانب أخر الحفاظ على هيبتها العسكرية فقامت بتلك الضربة المحدودة لتثبت انها لازالت قادره على تجاوز كل القوانين الدولية وليس هناك قوة تستطيع إيقافها لكن الحقيقة تقول عكس ذلك وأن أمريكا أخفقت في سوريا سياسيا وعسكريا كونها لم تتوقع الرد الروسي الذي وصل حد التهديد بالرد وبكل قوة وهو ما وضعها أمام خيارين أحلاهما مر أما أن تتراجع عن خطتها بالتدخل العسكري وتقبل بالحلول السياسية وأما أن تغامر وتنفذ هجومها العسكري حتى وأن قادها إلى مواجهة عسكرية مع الروس الذين لا خيار أمامهم غير أثبات وجودهم والدفاع عن هيبة روسيا ومكانتها العالمية ومصالحها في سوريا التي تعتبر أخر حليف لهم في الشرق الأوسط .. فا سوريا لا تمثل فقط مصالح روسيا وأنما أيضا الاختبار الحقيقي لكبريائها وبقاءها قوة عظمى وند قوي في مواجهة خصومها التقليديين أمريكا والغرب .. وسقوطها في سوريا يعني سقوطها عالميا واندثار هيبة الدب الروسي إلى الأبد .. فكانت تلك الضربة الصاروخية أشبه بتسوية سياسية أعادة لأمريكا رشدها وأثرت عدم خوض مواجهة عسكرية مع روسيا … لم تحقق الضربة الثلاثية هدفها وتم أيقاظ 70 صاروخا من أصل 103 تم أطلاقهم على عدر من الأهداف داخل سوريا ليعلن الجميع انتهاء المهمة والعودة إلى الأمم المتحدة المضحك هو حال العرب ومواقفهم الذين لازالوا غير قادرين على قراءة الواقع وما يدور من حولهم فسارعوا إلى تأييد الضربة الصاروخية التي وجهت ضد سوريا غير مدركين أن هذه الضربة عززت من بقاء النظام السوري ومنحته قوة أكبر كما زادت الروس قوة ونفوذ في المنطقة بعد أن نجحوا في كبح جماح أمريكا ولم يسمحوا لها بتنفيذ خطتها للتدخل العسكري في سوريا .. والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى ستظل أمريكا تطبق قانون الغاب وتستخدم قوتها العسكرية لفرض هيمنتها على الدول ؟؟؟ وإلى متى سيبقى مجلس الأمن والأمم المتحدة أداة من أدوات أمريكا ؟؟ وأخيرا متى يدرك العرب إنهم جميعا في المصيدة وكلهم طرائد للصيادين ولن ينجو مهما بذلوا من مليارات ومهما بالغوا في الولاء لأمريكا وإسرائيل وغيرها من دول الغرب والشرق ؟؟؟