وجهة الحرب بين مشهدين


✍️ عبدالجبار الحاج

قبل قيام القوة الصاروخية اليوم الاثنين بضربة استهدفت ارامكو في مدينة جدة السعودية ..

كنت يوم امس الاحد قد كتبت مقالا صغيرا يتناول بالموجز نظرتي ورؤيتي للحرب وذلك على اثر مداخلة هاتفية اجرتها معي قناة فلسطين الفضائية في نفس اليوم ثم تناولت المداخلة الهاتفية في مقال لي على فيسبوك بعنوان :
( مشهد الحرب بعد معسكر الماس ) .

في اليوم التالي الاثنين عقب توجيه القوة الصاروخية اليمنية ضربة موجعة للعدو السعودية بصاروخ قدس 2 واستهدف خزانات منشأة نفط ارامكو بجدة تناولت بمنشور اخر على الفيس بوك مشهدا اخر للحرب في ضوء تلك الضربة وما اسفرت عنه .

سأتناول هنا اكثر من مشهد للحرب في ضوء وقائع محددة في المعارك والعمليات العسكرية في العناوين التالية………..

مشهد الحرب بعد معسكر الماس ..

عبدالجبار الحاج

في الحساب التكتيكي للمعركة في جبهة مارب فسقوط معسكر الماس بيد الجيش واللجان هذا الاسبوع كبّد قوات التحالف في المعركة من اجل الحفاظ على هذا الموقع الهام لها في الدفاع عن مارب خسارة كبيرة في بالمقابل انجز الجيش واللجان نصرا تكتيكيا يحقق تقدما لايستهان به في التقدم نحو مدينة مارب ولكن بكلفة كبيرة ايضا .

وفي القراءة الاستراتيجية لجبهة مارب فانها سقطت كليا من الناحية العسكرية لصالح الجيش واللجان في معركة نهم النوعية والحاسمة وتم الاستيلاء على اهم موقع استراتيجي مع اكبر واحدث ترسانة عسكرية وخسر العدو موقع في اهميته ليس للدفاع عن مارب التي سيطر عليها سنوات بل خسر العدو موقع تهديد جدي للعاصمة صنعاء

حدث ذلك باقل كلفة وخلال زمن لم يتعد اليومين .

بعد ذلك وما بعد معركة نهم اخذت المعركة ترواح مواقعها بين كر وفر في حالة استنزاف وتضحيات هائلة

لنضع مأرب في خارطة الحرب في مكانها واهميتها .. وهنا اقول بالفعل لمارب اهميتها الخاصة من النواحي الاقتصادية والاستراتيجية ثم اننا اذا اخذنا أهمية جبهات مثل نجران وجيزان وعسير في حساب المعركة الوطنية الكلية فان نقل مركز الثقل الى الجبهات الاخيرة يعد من الناحية العسكرية ومن الناحية الوطنية وضعا ينقل المعركة الوطنية الى مناطق اهم هي نقطة ضعف العدو السعودي ونقطة قوة للمقاتل اليمني اذ المعركة في جبهات شمال الشمال تتجه نحو العدو مباشرة فهي ذات تضاريس جبلية توفر للمقاتل اليمني مجالا اوسع للمناورة وتحاشي سلاح الجو ومنها ويها نستعيد ارض يمنية محتلة وفيها تتوحد الارادة الوطنية اليمنية .

وفي هذه الحالة تضعف معنويات العدو في جبهات الداخل وتقل كلفة استعادتها . ويتحقق النصر بعد ذلك بجبهات الداخل بتكاليف اقل واقل .


كان هذا الكلام في موجز مداخلة هاتفية اجرتها معي قناة فلسطين من بيروت .

واضيف الى مداخلتي هنا القول ..بانني بت اخشى كثيرا من ان تنتهي التضحيات الهائلة في مارب باتفاقيات تشبه اتفاق الحديدة في استوكهلم .

مصدر الخوف عندي مبرر ومشروع من غياب الربط الاستراتيجي للمعركة الوطنية الشاملة التي لا تضع جغرافية اليمن الطبيعية كلية في موازين توزيع الثقل في الحرب بما يجعل نجران وجيزان وعسير على سبيل الاهمية باكثر من اي من اي جبهات اخرى في الداخل وبما لا يقلل بالتاكيد من شان الجبهات الاخرى ولكن في سياق استراتيجي يترسم المعارك الفاصلة على ارض شن العدو وتحالفه العربي والغربي هذه الحرب من اجل تثبيت سيطرته على اراضينا المحتلة عام 1934م .

فهل نتجه نحو حرب وطنية بهذا المفهوم الذي ازعم انه وحده ما سيجعل من هذه الحرب ويحولها الى حرب وطنية .. ويجعل من هذه الحرب اخر الحروب الوطنية و الاهلية في بلدنا اليمن؟

مالم نترسم هذه الاتجاهات فاننا نخوض حربا عبثية ينجو العدو من دفع اثمانها ونخسر نحن امكانات نصر وفرص تحرير اضعناها وضيعناها بمفاهيم حرب وتفاوض ادارها مبعوثي الهيئة الاممية ..

الاحد/22/11/2020

……..

اليوم مختلف عنه في الامس .

سلاح الجو الصاروخي يضرب محطة ارامكو صباح اليوم .

وكلما اتجه السلاح الى ارض العدو وانتقلت ساحة المعركة الى مدنه ومنشآته تتغير المعادلة يوما بعد يوم لصالح اليمن .

ما قلته يوم امس الاحد لقناة فلسطين الفضائية في مداخلة هاتفية وماكتبته يوم امس في مقال : مشهد الحرب بعد معسكر الناس هو المنطق الذي اريد منه ويريده كل يمني في تحويل وجهة الحرب الى وجهة وطنية توظف التضحيات والطاقات نحو استعادة ما سلب من اليمنيين من ارض و قرار وسيادة واستقلال طيلة قرن على الاقل ..

في التعاطي مع ردود الفعل التي خلفتها العملية الصاروخية النوعية الجديدة التي استهدفت منشأة ارامكو الواقعة على البحر الاحمر بالتزامن مع زيارة رئيس وزارة العدو الصهيوني نتنياهو الى السعودية فقد اضحى تاثير العملية النوعية ضد العدو السعودي حدثا عربيا هاما بل حدث في صميم فعل محور المقاومة .

وفي التعاطي مع العملية النوعية في نطاق موازين الحرب وتاثيرها .. فان العملية تأتي في اطار الحق المشروع في استخدام كل الاسلحة المتاحة بين يدي اليمنيين في حق الدفاع اولا وفي سبيل استعادة ارض اليمن المحتله ومياهها وجزرها شبرا شبرا .

على ان تأتي هذه العملية في اطار سلسلة عمليات لاحقة نحو اهداف تمضي تماما بالحرب نحو الحاق الهزيمة بالعدو الرئيسي .

اما الكلام عن ان العملية تاتي في اطار الضغط على العدو لاجباره على وقف النار هو كلام يبهت الفعل وأثره .. فعندما يصبح الهدف لدى الفاعل نحو تحقيق جزئيات تكتيكية من نوع وقف النار او تحسين شروط تفاوضية فان هذا الهدف التكتيكي من شأنه إبطال مفعولية وتاثير هكذا عمليات بل ويشجع العدو على التمادي في عدوانه وخاصة اذا ماادرك بالوقائع التالية محدودية الهدف .

23/11/2020

……..
……..
……


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى