اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط و الهجوم الإسرائيلي في قطر

اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قطر.11/9/2025. (الأمم المتحدة)

نيويورك – رشادالخضر – الأمم المتحدة

يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا حول الوضع في الشرق الأوسط، يبحث خلاله الهجوم الإسرائيلي في قطر. يشارك في الاجتماع رئيس وزراء دولة قطر ووزير خارجيتها. وقدمت خلاله وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام إحاطة للأعضاء بهذا الشأن قالت خلالها إن الهجوم “صدم العالم”.

أدان السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد بأشد العبارات ما وصفه بـ “العدوان غير القانوني وغير المبرر ضد دولة قطر الشقيقة”. وقال إن الهجوم ليس حادثة منفردة بل “جزء من نهج أوسع وممنهج للعدوان وانتهاك القانون الدولي من قبل إسرائيل، يقوض السلم والأمن الإقليميين”.

وأعرب عن تضامن باكستان الكامل مع حكومة وشعب قطر، ودعمها لحق قطر غير القابل للتصرف لاتخاذ كل التدابير الضرورية – بموجب ميثاق الأمم المتحدة – للدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وأمان جميع الأشخاص الموجودين في أرضها.

عمار بن جامع السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة أكد إدانة بلاده القوية لما وصفه بـ “العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة” وأعرب عن التضامن الكامل مع دولة قطر وشعبها.

وقال إن الهجوم الأخير في الدوحة أكبر من كونه انتهاكا لسيادة دولة عضو بالأمم المتحدة، بل هو إهانة للدبلوماسية، وإثبات أن “القوة الإسرائيلية القائمة بالاحتلال لا تسعى لتحقيق السلام والإفراج عن الرهائن وإنهاء الأعمال القتالية”.

وأضاف أن صمت المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، يشعل الفوضى. وقال إن المجلس “يبقى مقيدا غير قادر حتى على تسمية المعتدي” ووصف الاعتداء بأنه انتهاك للقانون الدولي.

وشدد على ضرورة أن يستخدم مجلس الأمن كل أدواته بما في ذلك فرض العقوبات قبل فوات الأوان.

و قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة “صدم العالم”، مضيفة أنه قد يفتح “فصلا جديدا وخطيرا” في الصراع المدمر، مما يهدد السلام والاستقرار الإقليميين بشكل خطير.

ووصفت السيدة روزماري ديكارلو أمام مجلس الأمن الهجوم الإسرائيلي بـ “التصعيد المُقلق”، لا سيما أنه استهدف أفرادا، كانوا مجتمعين لمناقشة أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، حسبما ورد.

وشددت على أن أي إجراء يُقوّض جهود الوساطة والحوار “يُضعف الثقة في الآليات ذاتها التي نعتمد عليها لحل النزاعات”.
وأكدت على ضرورة احترام سيادة أي دولة وسلامة أراضيها، بما في ذلك قطر، التي تُعدّ “شريكا قيّما في تعزيز صنع السلام وحل النزاعات”.

ومع اقتراب الذكرى الثانية لـ”الأعمال الإرهابية المروعة التي أشعلت فتيل الأعمال العدائية في غزة”، ذكّرت السيدة ديكارلو بأن الصراع قد أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من المدنيين، ودمر غزة بالكامل تقريبا، بينما يتدهور الوضع في الضفة الغربية، وشهدت المنطقة تصعيدا خطيرا، بما في ذلك في إيران ولبنان وسوريا واليمن.

وأضافت: “لن تأتي الحلول الدائمة والعادلة للأزمات في الشرق الأوسط من المزيد من العنف والقتال. أدعو جميع أصحاب المصلحة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحساس والالتزام مجددا بالدبلوماسية. هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة أكبر من أي وقت مضى. أبرموا صفقة. حرروا الرهائن. أنهوا معاناة شعب غزة”.

بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، يشارك في اجتماع المجلس رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، والمستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش، بالإضافة إلى ممثلي تركيا والعراق والكويت ومصر وإسرائيل.

يُعقد الاجتماع بطلب من الجزائر والصومال وباكستان، وبدعم من فرنسا والمملكة المتحدة.

وأدان مجلس الأمن  الدولي و أعرب أعضاء المجلس عن إدانتهم للقصف الأخير في الدوحة في التاسع من الشهر الحالي، “وهي أرض تابعة لوسيط رئيسي” كما جاء في بيان صحفي صادر عن المجلس.

وأبدى الأعضاء الأسف البالغ إزاء وقوع خسارة في أرواح المدنيين. وشددوا على أهمية تهدئة التصعيد وأعربوا عن تضامنهم مع قطر.

وأكد أعضاء المجلس على دعمهم القوي لسيادة قطر وسلامة أراضيها، بموجب مبادئ مـيثاق الأمم المتحدة. وأشاروا إلى دعمهم للدور الحيوي الذي تواصل قطر القيام به في جهود الوساطة في المنطقة، إلى جانب مصر والولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد أعضاء مجلس الأمن على أن الإفراج عن الرهائن، بمن فيهم من قتلتهم حركة حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة يجب أن يظلا أولوية رئيسية.

وفي هذا الشأن، شددوا على أهمية الجهود الدبلوماسية الحالية التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة ودعوا الأطراف إلى انتهاز فرصة السلام.

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش تحدث هاتفيا اليوم مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعرب له عن تضامنه بعد الهجوم الإسرائيلي في الدوحة.

وفور وقوع الهجوم يوم الثلاثاء، أدان غوتيريش ما وصفه بأنه هجوم صارخ على سيادة قطر وسلامة أراضيها. وقال إن قطر تقوم بدور إيجابي للغاية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن.

وشدد غوتيريش على ضرورة أن تعمل جميع الأطراف باتجاه التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لا تدميره.

وكانت أنالينا بيربوك رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة – التي تولت منصبها رسميا يوم الثلاثاء- قد أعربت عن القلق بشأن هذا “التصعيد”. وردا على أسئلة الصحفيين، دعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وقالت إن سيادة جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وسلامة أراضيها، بموجب مـيثاق الأمم المتحدة، يجب أن يُحترما وألا يُنتهكا من أي دولة عضو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى