الولايات المتحدة تعود للمفاوضات: خطوة استراتيجية نحو ضبط التهديد الإيراني

✍️ هيثم جسار – عين اليمن الحر
في خطوة تعكس حرص الولايات المتحدة على حماية الاستقرار الإقليمي ومنع انتشار الأسلحة النووية، استؤنفت المفاوضات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران في سلطنة عُمان. وتُظهر هذه العودة رغبة أميركية صادقة في تجنب الصراع، مع الحفاظ على موقف صارم تجاه الخروقات الإيرانية المتكررة للاتفاق النووي السابق.
الوفد الأميركي، بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، دخل المحادثات برؤية واضحة ومطالب محددة تهدف لضمان منع إيران من الوصول إلى قدرات نووية عسكرية، وهو ما يشكل تهديداً ليس فقط لجيرانها، بل للعالم بأسره. وتأتي هذه الجهود في وقت تتزايد فيه التقارير الدولية التي تؤكد اقتراب طهران من مستويات تخصيب اليورانيوم الخطرة.
الولايات المتحدة، التي انسحبت سابقاً من الاتفاق النووي في عهد الرئيس ترامب بسبب انتهاكات إيرانية متعددة، تثبت اليوم من جديد أنها القوة الوحيدة القادرة على فرض التوازن في الشرق الأوسط. فبينما تسعى طهران إلى كسب الوقت وتوسيع نفوذها عبر أذرعها المسلحة في المنطقة، تتحرك واشنطن من منطلق حماية الأمن العالمي، لا المصالح الضيقة.
سلطنة عُمان، بحيادها التقليدي، توفر الأرضية الملائمة لهذا النوع من التفاوض، لكن يبقى نجاح هذه المحادثات مرهوناً بإرادة إيران في التراجع عن مشروعها العدائي. أما الولايات المتحدة، فهي تملك أوراق الضغط كافة – من العقوبات الاقتصادية إلى الخيارات العسكرية – ولكنها تفضّل الحل الدبلوماسي حفاظاً على الاستقرار الدولي.
في النهاية، تثبت واشنطن أنها رغم ضغوط الداخل الأميركي وتقلبات السياسة العالمية، لا تزال تقف في مقدمة الصفوف لحماية القيم الديمقراطية ومنع انتشار الفوضى التي قد تنجم عن نظام متطرف مثل النظام الإيراني.