نص إحاطة شفهية – بمناسبة الذكرى الثلاثين لبرنامج العمل العالمي للشباب

محمد علي علاو رئيس رابطة معونه لحقوق الإنسان

نيويورك – عين اليمن الحر – الأمم المتحدة

 

في الاجتماع العام الرفيع المستوى للجمعية العامة للامم المتحدة لإحياء الذكرى الثلاثين لبرنامج العمل العالمي للشباب “برنامج العمل العالمي للشباب بعد 30 عاماً: تسريع التقدم العالمي من خلال التعاون بين الأجيال”

مقدم الاحاطة / محمد علي علاو رئيس رابطة معونه لحقوق الإنسان والهجرة (AMHRI)

السيد الرئيس،
السيدات والسادة،

-المعروف ان اليمن دولة شابة، وان ثلاثة أرباع سكانها شباب دون سن الثلاثين، وعلى الرغم من أن الشباب اليمني يعيشون في مناطق نزاع نشطة ، إلا أنهم أظهروا علاقة معقدة مع الحرب تتحدى التوصيفات النمطية للشباب التي تصنفهم إما كممارسين للعنف أو من ضحاياه وخصوصًا في مناطق النزاع. فكما يميلون إلى العنف في ظل الظروف السيئة في مناطق النزاع، فإنهم -شباناً وفتيات- يلعبون أيضًا أدوارًا نشطة في قيادة الجهود من أجل السلام والتغيير الإيجابي. فالمرونة والبراغماتية والبراعة التي أظهروها في الاستجابة للحرب تجعلهم جهات فاعلة محورية في تغيير بيئة الصراع وخلق سلام إيجابي في مجتمعاتهم .
إن بناء السلام في اليمن من خلال إشراك الشباب وفقا لرؤية إنقاذ وطنية جامعة بقيادة جديدة شابة لم تتورط في الصراع هو قضية جوهرية لا تعني اليمنيين اليوم فقط، بل تعني كل المحيط العربي والمجتمع الدولي بأسره وسواء كانوا  حكومات اومنظمات غير حكومية او أفرادًا ، وخاصة واليمن تتهيأ الان للخروج من حالة الصراع والحرب الدامية برعاية اممية نتمنى لها التوفيق والنجاح ، حيث ستساعدها هذه القيادة وتوصياتكم في إنشاء مؤسسات اجتماعية وسياسية وقضائية جديدة قوية وسيكون بمثابة القوة الدافعة نحو تحقيق السلام والتطور والتنمية المستدامة، بتبني استراتيجيات سياسية، أمنية وهيكلية وإشراك فواعل دولية ومحلية بضمان المشاركة النشطة والمنهجية والهادفة للشباب في قضايا السلام والأمن ضرورة ديمغرافية وديمقراطية، وهي أيضا وسيلة لمنع نشوب الصراعات المسلحة.
إن الإقصاء السياسي والاجتماعي واستمرار سياسة الانتقام في اليمن في العهد الجديد للدولة اليمنية يجب ان ينتهي فورا ،وهو أكبر خطر يفزعنا اليوم وهوعامل مهم وجوهري في فهم مبررات هذه الرؤية ،إذ سيؤدي استمراره إلى الانتكاسة وإلى نزاعات عنيفة .
-وفي هذه الذكرى الثلاثين لبرنامج العمل العالمي للشباب، تود رابطة معونه لحقوق الإنسان والهجرة أن تسلّط الضوء على الوضع المأساوي الذي يعيشه الشباب في اليمن، حيث يواجهون تحديات قاسية تهدد حاضرهم ومستقبلهم، وهو ما يتعارض مع روح هذا البرنامج الأممي.

أولاً: التعليم والعمل. أكثر من نصف المؤسسات التعليمية تعطلت أو دُمّرت بفعل الانقلاب الحوثي على هياكل الدولة ، مما حرم مئات الآلاف من فرص التعلم. كما بلغت نسبة البطالة بين الشباب أكثر من 65%، وهي من الأعلى في العالم.

ثانياً: الأمن والحماية. يتعرض الشباب، رجالاً ونساءً، لانتهاكات جسيمة، أبرزها القتل والتجنيد القسري والاعتقالات التعسفية والإخفاءات القسرية والتي ترتكب ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني اغلبها . وفي هذا السياق، نعرب عن إدانتنا البالغة لجريمة اغتيال الناشطة أفتهان المشهري مدير صندوق النظافة والتحسين في مدينة تعز، والتي تشير معلوماتنا ان خلفها تقف جماعة سياسية متطرفة وإرهابية تسيطر على مدينة تعز بقوة السلاح وارهاب المواطنين . إن هذه الجريمة الأرهابية تستهدف إسكات صوت الشباب والمرأة، ويجب ألا تمرّ دون محاسبة. إننا نطالب بفتح تحقيق شفاف من لجنة تحقيق خاصة ومحاكمة الجناة والمحرضين ومن يقفون وراءهم ، باعتبار ذلك جزءاً من الالتزامات الدولية بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان وضمان المساءلة.

-وبالرغم من أن الشباب يشكّلون الغالبية السكانية في اليمن، إلا أنهم ما زالوا مُستبعدين من دوائر صنع القرار السياسي والاقتصادي للدولة اليمنية الحالية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي ، بل ويتم تجاهلهم في اي ترتيبات سياسية وهو ما يفاقم الإقصاء ويُقوّض فرص السلام.

السيد الرئيس،
إن برنامج العمل العالمي للشباب، بعد ثلاثين عاماً، يذكّرنا بأن الاستثمار في الشباب يولّد أثراً مضاعفاً لصالح المجتمع كله. وفي الحالة اليمنية، فإن حماية الشباب والنساء وتمكينهم ليست فقط التزاماً أخلاقياً وحقوقياً، بل هي شرط أساسي لإنهاء الحرب وبناء سلام عادل ومستدام.

وعليه، تدعو رابطة معونه المجتمع الدولي إلى الأخذ بالتوصيات الاتية :
1. مواءمة الدعم الموجه لليمن مع أولويات برنامج العمل العالمي للشباب، وخاصة في مجالات التعليم، التوظيف، والمشاركة السياسية ، من خلال دعم برنامج إنقاذ وطني بقيادة جديدة لليمن .
2. دعم آليات المساءلة وإنصاف الضحايا، بما في ذلك محاكمة مرتكبي ومن يقف وراء جريمة اغتيال الناشطة أفتهان المشهري.
3. تعزيز التعاون بين الأجيال، وإشراك الشباب في صياغة الحلول الوطنية والدولية، بما ينسجم مع خطة 2030 و”ميثاق المستقبل”.

ختاماً، نؤكد أن نجاح برنامج العمل العالمي للشباب يقاس بقدرتنا على حماية وتمكين الشباب في أكثر البيئات هشاشة، واليمن شاهد حيّ على ذلك.

وشكرا لكم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى