حرب إسرائيل على غزه-ناتانياهو كبش فداء وتبييض صفحة النظام:

 

✍️ أ د / دحان النجار

اكيد ان الحرب الحالية منذ بدء عملية طوفان الأقصى في ٧ اكتوبر الماضي مرورا بالهجوم على غزه والحصار والقتل المتعمد للمدنيين بما فيها اعمال الاباده الجماعية والتجويع المدانة دوليا ومحاولة ناتانياهو اخراج المعركة إلى دول الجوار وادخال امريكا وحلفائها اليها كما يقول المثل عليا وعلى اعدائي فقد أضاف اليها ناتانياهو مفهموم جديد ” عليا وعلى حلفائي” والمماطلة في حل قضية الاسرى والمختطفين كل ذلك قد وضع نهاية منتظره لحكومته التي تترنح وتقف في مواجهة المجتمع الدولي الذي اصبح ينظر إلى اسرائيل بانها لم تعد واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط كما كانت تسمي نفسها بل سقطت عنها كل مقاييس الديمقراطية والإنسانية واصبح حلفائها محرجين امام مجتمعاتهم التي بدأت تبصر حقيقة نظام الأبارثيد الاسرائيلي وامام المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة المختلفه ومنظمات المجتمع المدني الدولية.

اسرائيل كدولة لها مهمة استراتيجية وظيفية في المنطقة وكما قال الرئيس بايدن “لو لم تكن موجوده لأوجدناها ” قد حظيت بالكثير من الحماية المبالغ فيها حد تبرير كثير من اعمال الاباده الجماعية والتمردعلى القانون الدولي الانساني التي تقوم بها ولعل من اهمها اسقاط كل مشاريع القرارات الدولية في مجلس الامن التي تدينها وكذلك قرارات محكمة العدل الدولية. اسرائيل وصلت حد تحديد ما يمكن ان يقوله حلفائها وتوجيه آليتهم الاعلامية والعسكريه لصالحها حتى لو كانت مخالفه لرغبات شعوبهم مستغلة بذلك إلى جانب الهدف الاستراتيجي من تكوينها قدرة جماعات الضغط الصهيونية في بلدان صنع القرار في الغرب واولها الولايات المتحدة الأمريكية.

الولايات المتحدة وحلفائها تلقوا ضغط كبير على مستوى العالم وعلى مستوى الرأي العام الداخلي بسبب دعمهم اللامحدود لإسرائيل في ظل خروقاتها الفاضحة ومع ذلك استمروا بدعمها باحدث أنواع الأسلحة والذخائر لكي تحافظ على تفوقها وانتهجوا طريق الإدانة الخجوله لإعمالها المخالفة للقوانين الدولية والمطالبه البارده بتعديل موقفها من ادخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ومن وقف اطلاق نار مؤقت حتى تنتهي قضية تبادل الاسرى والمعتقلين.
اسرائيل تعاني من ازمة اقتصاديه ولم تحقق اهدافها في الحرب بالقضاء على حماس ، ومدنها في الشمال وفي الغلاف الغزاوي خاوية على عروشها والضفة الغربية وسكان اراضي ٤٨ في حالة غليان وسوف تنفجر عن قريب والحرب الاقليمية التي تبحث عنها حكومة ناتانياهو الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تجنبها ، وضرب قنصلية ايران في دمشق دفع بالولايات المتحدة ان تتخلص من المسؤلية المباشره كي لا تعطي ذريعه لايران تهاجم قواعدها وتجعلها طرف في حرب يبحث عنها ناتانياهو ، لكن بقاء حكومة ناتانياهو قد تتسبب في مشكله اقليمية اخرى لا يمكن معها اخذ موقف المتفرج او الحياد الشكلي . الادارة الأمريكية على وشك الانتخابات الرئاسية ومن الواضح ان الرئيس بايدن يخسر الكثير من النقاط ولابد للإدارة من محاولة استعادة مستوى التأييد الشعبي لها كي لا تخسر الناخبين المناهضين للتصرفات اللإنسانية للحكومة الاسرائيلية تجاه المدنيين في غزه كما سبقت الاشارة. و يبدو واضحا للعيان ان انقاذ اسرائيل سيتم اولا عن طريق التخلص من ناتانياهو وحكومته ككبش فداء ورمي كل الاخطاء والانتهاكات علىها وبالتالي يجد الحلفاء فرصة لمواصلة الدعم المادي والمعنوي سواء اقتصاديا او بالتسليح او الوقوف معها في المحافل الدولية والدفاع عنها . آلت تصريحات المعتدلة للمسؤلين الامريكيين والبريطانيين وغيرهم من مسؤلي الدول الحليفة لإسرائيل تهدف ايضا إلى امتصاص الغضب الإيراني وغضب محور المقاومة من التهور في رد مؤلم قد يحرجهم وان حصل ما لا يتوافق مع استراتيجيتهم فسيتم الرد وبحجة ان ايران أفسدت عملية التهدئة والمفاوضات حول وقف الحرب وإطلاق الإسراء والمعتقلين وحول فكرة حل الدولتين التي بدأوا يطرحونها من جديد كما هو الحال مع اي ازمة اقليمية حاده تكون القضية الفلسطينية احد عناوينها.

ومن اجل تبييض صفحة إسرائيل امام الشعوب العربية التي بدات تبتعد عن تأييدها وامام المجتمع الدولي لا يِستبعد ان تقوم التنظيمات الإسلامية المتطرفة بعمليات هجومية في بعض البلدان الغربية او الحليفة والمتواطئة في الاقليم والتي سوف ينتج عنها اعادة انتاج الصورة النمطية السلبية في الغرب عن الارهاب الاسلامي الذي يهدده ويحيط باسرائيل على حدا سواء وهو الامر الذي يستدعي اعادة توحيد الجبهة المشتركة بتأييد شعبي داخلي في كل بلد على حدة وعلى المستوى الدولي ويعطي المبرر لاستمرار الدعم بكل اشكاله والدفاع عنها في المحافل الدولية .

اسرائيل تحتل اهمية استراتيجية خاصة لحلفائها في المنطقة ولا يمكن التفريط بها وداعميها واللوبيات ألمؤيدة لها في تلك البلدان ذات نفوذ اقتصادي وسياسي واجتماعي قوي لن تألوا جهدا في سبيل تبييض صفحتها ولكن من يدري كيف سوف تسير أوضاعها الداخلية وصمود مجتمعها الذي بداء يعاني من عدم الامان وخاصة في ظل استمرار صمود المقاومة الفلسطينية الأسطوري والى اي مدى الرأي العام في البلدان الحليفة قابل للعودة الى ماكن عليه في الماضي؟
د.دحان النجار ميشجان ٧ ابريل ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى