حرب إسرائيل على غزه في خطاب الرئيس بايدن “حالة الاتحاد “:

 

أ د / دحان  النجار

الرئيس بايدن لم يسبقه اي رئيس أمريكي
في التعبير عن دعمه لإسرائيل من قبل ان يصبح رئيسا منتخبا للولايات المتحدة الأمريكية ٢٠٢١. قال انه لو لم تكن اسرائيل موجوده لعمل على وجودها وقال انه صهيوني وهو اقوى تعبير لرئيس أمريكي منذ قيام الدولة ، لم يضع حدود بين مسؤليته كرئيس لأكبر دولة تقود العالم وتقوم على اسس التعددية السياسية والتنوع السكاني دون تمييز وبين كيان حديث يحتل اراضي الغير ويميز بين مواطنيه وايديولوجيته الصهيونية إلى بداية تسعينيات القرن الماضي كانت بحسب الامم المتحده تعتبر ايديولوجية عنصرية.
وأكثر من ذلك منذ ٧ اكتوبر حتى اليوم قدمت الولايات المتحدة الأمريكية حوالي ١٠٠ شحنه سلاح إلى إسرائيل بحسب جورنال ستريت لم يُعلن إلا عن اثنتين منها وهي اسلحة وذخائر ذكيه وغبيه أدت الى تدمير قطاع غزه وتشريد وتجويع المدنيين في سابقه لا شبيه لها في التاريخ الإنساني المعاصر.في بداية الحرب كانت تصريحات الرئيس بايدن وفريقه بلهجة متشدده وقاسية تجاه الفلسطينيين لا تستطيع ان تفرق بين ما يقوله وما يصدر من تصريحات لنتانياهو وحكومته.
الصحوة الدوليه الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية حول الاباده الجماعيه في غزة والضغط الذي يمثله الناخبين الشباب من كل الأعراق والناخبين المسلمين والجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي أدى إلى ان يتراجع الرئيس بايدن في خطاباته ومواقفه خوفا من خسارة حزبه للانتخابات ولذلك بداء بالتركيز على الجانب الانساني وضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزه ولكنها تظل مطالبات خجوله من أسراً ئيل لما ترافقها اي اجراءات عقابية جاده ضدها وكان من اهمها وقف شحنات السلاح والذخائر على اقل تقدير . عندما يذهب الرئيس إلى الكلام عن اخذ ضمانات من اسرائيل حول استخدام الأسلحة والذخائر فيا لا يتسبب بايذا المدنيين ليس إلا حالة إعلامية لتخفيف الضغط عليه من قبل الناخبين الأمريكيين والمناهضين للاباده الجماعية في غزه دوليا .
عندما كان الرئيس ذاهبا من مكتبه البيضاوي إلى الكونجرس لإلقاء خطابه عن حالة الاتحاد كانت هناك جموع غفيره تحاصر الطريق وتدعو الى وقف شامل للحرب في غزه وتعبر عن استيائها من سياسة ادارته تجاه الفلسطينيين الامر الذي دفعه لسلوك طريق ملتوي تجنبا للصدام مع المتظاهرين و هذه رسائل قويه سبقتها مظاهرات حاشده تدين ما يحدث في غزه في واشنطن العاصمة وفي كثير من المدن والولايات الامريكية في سابقة لم تكن في حسبان الساسة المؤيدين لإسرائيل بدون حدود وهو الأمر الذي التقطه الرئيس وحاول تخفيف الضغط من خلال تكرار الحديث عن حماية المدنيين وتقديم المساعدات الانسانية والحديث عن حل الدولتين بشكل مبهم سبق وان كرره العديد من الرؤساء السابقين باكثر جرأة على شكل وعود فارغه لذر الرماد على الأعين حتى تنجز إسرائيل مهمتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الاستيطان والضم وتنجز الولايات المتحده بعض مهامها الإقليمية كما حصل بعد حرب الخليج الثانية وغيرها لم ترافقها اي اجراءات فعليه عقابية وخطة مزمنه ملزمه لإسرائيل .
عموما لم يوجد اي جديد في خطاب حالة الاتحاد حول الحرب في غزه سوى التاكيد على المساعده الانسانية والبدء في انشاء ميناء بحري مؤقت لادخالها إلى القطاع مع التاكيد على ضرورة استسلام حماس وترك أسلحتها وإطلاق سراح الرهائن وهي العبارات التي تدل على ان الحرب مستمره بعد الهدنة المؤقته لستة اسابيع وليس وقف دائم للحرب . الدعم الكامل والشامل والغير محدود لإسرائيل كان هو سمة الخطاب عن حالة الاتحاد.
الرئيس بايدن ايضا يبحث عن مبررات لتحسين صورة امريكاء داخليا وخارجيا والتي تشوهت بسبب الدعم اللامحدود للسلوك الاسرائيلي في غزه المدان عالميا لكن دون الاقدام على موقف رادع للتصرفات الاسرائيلية المتهوره في حربها على غزة. وقوع الادارة الأمريكية ومعظم المشرعين تحت ضغط الجماعات اليهودية النافذه في الولايات المتحده الامريكية يجعل اي أداره فاقده لوسيلة الردع تجاه اسرائيل بل ويجعلها عرضة لابتزاز الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وبالذات ناتانياهو وحكومته التي تعتمد على اللوبي اليهودي وتأثيره في منع اي اجراءات حازمة ضد التصرفات الاسرائيلية المتهوره في الأراضي المحتلة وفي حربه على غزة بالتحديد.
بعد خمسة اشهر من الحرب ودون القضاء على حماس عسكريا والإيغال في قتل المدنيين حتى وان كانوا في طوابير استلام الاغاثة الإنسانية وتجويعهم وتعطيشهم وتشريدهم سيقود إلى تفجير بركان المنطقة بشكل او بآخر ان لم تعمل الادارة الامريكية على تعديل موقفها جوهريا من الدعم المطلق لإسرائيل في حربها في غزه وهي الحرب التدميرية التي لا مثيل لها في عصرنا الراهن من حيث القسوة والعنف والتدمير وتعمل على وقف إطلاق النار بشكل دائم واخذ خطوات جاده باتجاه حل الدولتين قولا وفعلا.
صمود الفلسطينيين على الارض والإسناد لهم اقليميا ودوليا هو الذي سيقود إلى تغيير الموقف الأمريكي الذي لن يكون اكثر من طوق نجاه لإسرائيل في حالة عجزها عن اقتلاع المقاومة نهائيا ومواجهة التطورات الاقليمية المسانده للفلسطينيين وهو ما يلوح في الأفق بالرغم من الخسائر المؤلمة البشرية والمادية في أوساط المدنيين في قطاع غزه والضفة الغربية.
د. دحان النجار ٨ مارس ٢٠٢٤ م ميشجان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى