حرب إسرائيل على غزه-جبهة الشمال تقترب من الانفجار الشامل.

 

✍️ أ د / دحان النجار

في الفترة الماضية المرافقة لحرب إسرائيل في غزه كان التوقع بان تكون جبهة الشمال اي الجبهة اللبنانية التي يقودها حزب الله سوف تشتعل من اجل ان لا تنفرد إسرائيل بالمقاومة في غزه وتقضي عليها وتعود إلى تصفية الحسابات مع مكونات المقاومة في محور المقاومة كل على حده. الضغوط العسكريه والسياسية الأمريكية وكذلك التهديدات الاسرائيلية بشن حرب تدميرية على لبنان وكذلك صمود غزه منفره لأكثر من ثلاثة اشهر واشتعال جبهة البحر الاحمر ادى إلى عقلنة هذه الجبهة وتركها مفتوحه لكل الاحتمالات.
إخفاقات إسرائيل في غزه وإخفاقات حكومة نتانياهو في تحقيق اهدافها هناك جعلها تصوب غضبها نحو الجنوب اللبناني من اجل تحقيق عدة اهداف واولها الهروب من إخفاقات غزه سواء كانت في السابع من اكتوبر او بعده وثانيا رغبة إسرائيل في استفزاز ايران كونها الداعم الرئيسي لمحور المقاومة عن طريق اقرب حلفائها وهو حزب الله من اجل تحقيق هدف استراتيجي للقضاء على مكمن الخطر على امنها ووجودها ودفع الولايات المتحدة إلى المواجهه وضرب ايران وأذرعها وثالثا اطالة عمر حكومة نتانياهو والهاربة من الحساب عبر خلط الأوراق .
المطالب الاسرائيلية التعجيزية من حزب الله بالتراجع بقوات النخبة قوة الرضوان إلى ما وراء نهر الليطاني ليس المقصود منه تحقيق منطقة عازله فقط بل طلب يرافقه استفزازات كلامية واغتيالات في لبنان وسوريا وضربات متتالية مكثفه في الجنوب اللبناني تدفعه الى اللاعودة وجره إلى المواجهة المباشرة.
الولايات المتحده الأمريكية تحاول جاهده منع هذه الجبهه من الانفجار ولكن في تبني وجهة النظر الاسرائلية اي الضغط على لبنان بتقديم التنازلات المختلفة وقيام القوات الامريكية بدور الشرطي والمحارب في البحر الاحمر لصالح إسرائيل علها تمتص غضب الحكومة الاسرائيلية هناك وثنيها عن فتح جبهة الشمال لانه في حالة انفجارها الولايات المتحده كحليف استراتيجي لإسرائيل سوف تدخلها مكرهه وقد ينفجر الاقليم وتتحمل نتائج متعدده تبعدها عن جبهتها الاستراتيجية مع الصين وروسيا والغرق في حرب اقليمية متشعبة ومتعددة الأطراف .
نتانياهو يعرف ان طوق النجاة له شخصيا ولحكومته المتطرف يكمن في بدء حرب اقليمية شاملة سوف تجر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها اليها وهم لن يقبلون بالهزيمة وبالتالي تدويل الصراع الذي قد يقود إلى ضرب ايران التي كانت عبر المحادثات الدبلوماسية السرية قد اقتربت مع الولايات المتحده من اعادة توقيع الاتفاق النووي وبالتالي يخرج نتانياهو من أزمته الداخليه وربما تنتقل إسرائيل إلى مستوى مهيمن في المنطقة ان نجحت الضربة العسكرية ضد ايران مباشره وتدمير قدراتها العسكرية والنووية.
الضربات الاسرائلية المتكرره على الخبراء الإيرانيين في سوريا وآخرها عملية المزة كل ذلك باتجاه جر كل الأطراف الى الحرب الإقليمية التي سيكون فيها المحارب الرئيسي بالوكالة هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
هل سينجح نتانياهو بجر الولايات المتحده إلى الحرب ؟ الاحتمال نعم ٧٠٪؜ وفي الساعات او الايام القريبة العاجلة سيتحدد مصير الاقليم وربما العالم بالسلم او الحرب من البيت الأبيض والبنتاجون وهما من تقع على عاتقهما مهمة ردع او التجاوب مع نتانياهو وخطته التفجيرية في المنطقة.
د.دحان النجار ولاية تنسي الأمريكية ٢٠ يناير ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى