حرب إسرائيل على غزة ولبنان – مؤشرات وقف إطلاق النار وصفقة الاسرى تقترب

 

أ د / دحان النجار

اخبار الحرب في جنوب لبنان سيطرت على اخبار الحرب في غزة ولكن مع توقفها عاد الاهتمام الداخلي في إسرائيل وفي الاقليم والعالم حولها ووضع الاسرى والمختطفين وما يترتب على ذلك من اجراءات.

اسرائيل تقول بان توقف الحرب في لبنان يعيد التركيز على غزة والرهائن والرئيس بايدن يقول انه من الجنون الانتظار بقضية الاسرى والمختطفين حتى جلوس ترامب على الكرسي والجيش الاسرائيلي يعيد التذكير بالتحقيق حول قتل ستة رهائن في خان يونس في اغسطس الماضي على يده.
الرئيس ترامب الذي يريد تنظيف الملعب قبل وصوله إلى البيت الأبيض يضغط من ناحيته من اجل التوصل إلى وقف إطلاق النار ويقول انه إذا لم يتم إطلاق الرهائن فسيشهد الشرق الأوسط أحداثا كارثية وكل هذه المؤشرات تقود الى قرب صفقة تبادل باي شروط ، واعتقد بان الطرفين حماس واسرائيل قراء موقف الرئيس ترامب جيدا الذي يميل كثيرا لصالح اسرائيل وأصبحا على وشك تقديم التنازلات عن سقوفهم المرتفعة.
قطر ايضا تستعيد دورها في الوساطة بعد ان كانت قد أعلنت نفض يدها من هذا الملف بعد كل الاخفاقات التي حصلت نتيجة تشدد الطرفين وبالذات اسرائيل وهذا مؤشر آخر على إيحاءات دولية للاستمرار في التفاوض حتى الوصول إلى حل مقبول من الطرفين، وسيعود الدور المصري إلى الواجهة ايضا.
مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس يصرح لصحيفة لوبوان بحسب قناة الجزيرة الإخبارية اليوم الخميس الخامس من ديسمبر بانه تم وضع خارطة طريق لتنفيذ وقف اطلاق النار في غزة خلال شهر او شهرين وان الاتفاق على اطلاق سراح المختطفين والاسرى يتم نقاشه ولم تعد هناك إلا التفاصيل حول عددهم وقد التقى رئيس الوزرا القطري ورئيس الوزراء الإسرائيلي لهذا الغرض نفسة.
وكما اشرنا سابقا كل الأطراف مهيئة لوقف إطلاق النار في غزة مع تغيير في سقف شروطه حيث ان المعادلات على الارض تغيرت كثيرا منذ الحوار سابقا حوله ،فحماس خسرت المساندة من الشمال وتخشى وصول ترامب الى البيت الأبيض والجيش الاسرائيلي لم يعد يحتمل مزيد من العمليات في القطاع وخاصة انه قد دمره تدميرا شبه تام وأوغل بحق المدنيين الامر الذي يوحي بقرارات اخرى من محكمة الجنايات الدولية تخص قادة عسكريين وسياسيين آخرين الى جانب نتنياهو وجالانت.
وبحسب صحيفة الغارديان بان تقريرا لمنظمة العفو الدولية يقول بان إسرائيل ارتكبت أفعالا محظورة في قطاع غزة بحسب اتفاقية جنيف واطلقت النار بشكل وقح ومتواصل على سكانه وان الحرب تشكل جريمة ابادة جماعية ، هذا الضغط يشكل عاملا اخراً على حكومة نتنياهو للقبول بصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الاسرى والمختطفين.
الضغط من قبل اهالي الاسرى والمختطفين على حكومة نتنياهو هو الآخر سبب رئيسي في تقارب الحكومة الاسرائيلية بهذا الشأن وخاصة ان الجيش بعد كل هذا العبث في القطاع لم يصل اليهم ولم يحررهم بل تسبب بوفاة العديد منهم . وهناك ضغط من عدد من ضباط الجيش الاحتياطيين الرافضين للخدمة بسبب ان الحكومة لم تعمل بجدية تامة على اطلاق سراح الاسرى والمختطفين .
ومن المعروف بان الحرب على غزة لا تلقى نفس التأييد الشعبي في إسرائيل كما كان الامر مع الحرب على حزب الله التي لقيت تأييدا شعبيا واسعا.
والخلاصة ان الطرفان اي اسرائيل وحماس قد وصلا إلى قناعة بوقف اطلاق النار وإطلاق الاسرى والمختطفين ولكن لم تعود غزة كما كانت قبل الحرب ولم تحقق اسرائيل كل اهدافها وبالتحديد استئصال حماس وتظل مراوغة نتنياهو ومماطلته في التوصل إلى حلول مرضية محتملة.
د.دحان النجار
القاهرة ٢٠٢٤/١٢/٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى