حرب إسرائيل على غزة-جبهة الشمال تشتعل وخيارات مفتوحة!

أ د / دخان النجار
منذ بداية الحرب على غزة وتدخل حزب الله كقوة ضاغطة من جهة الشمال ونحن نؤكد ان هذه الجبهة سوف تشتعل في اي لحظة ومعها قد يشتعل الاقليم بكاملة. حدة التوتر كانت ترتفع احيانا وتنخفض احيانا اخرى لكن مؤشرها دائما كان يتجه تصعيديا على كل المستويات . اسرائيل امتصت الضربات الاولى لحزب الله منذ الثامن من اكتوبر ٢٠٢٣ م على امل العودة السريعة إلى الشمال بعد إتمام المهمة في قطاع غزة. وها هو الجيش الاسرائيلي مع مخابراته العسكرية واجهزة الموساد يبدأون حربهم المتعددة الاوجه ضد حزب الله اغتيالات لقادته وضرب لقواعده العسكرية في جنوب وشرق لبنان مع استخدام اشد الأسلحة فتكا.
نتانياهو يصعد بحجة تامين الوضع لنازحي الشمال للعودة إلى قراهم ومدنهم ومستوطناتهم بعيدا عن تهديد حزب الله وهو شعار للاستهلاك الداخلي اما على ارض الواقع اشتداد القتال يزيد من عدد النازحين وليس العكس لكن نتانياهو إلى جانب الهدف الاسرائيلي الاستراتيجي في تدمير قوة حزب الله لديه هدف آخر شخصي وهو فرض حالة الطوارىء من اجل تجنيب نفسه المحاكمة بتهم الفساد والتي كان مقررا لها شهر ديسمبر القادم. ايضا التعثر في حسم المعركة في قطاع غزة والاشتعال الجزئي للأوضاع في الضفة الغربية كل ذلك يقود الى الهروب إلى الامام و إلى المواجهة مع حزب الله علها تخلق وضع دولي وإقليمي جديد يجر اليه اطراف اخرى بعضها قد يحارب نيابة عن إسرائيل وتحقيق اهدافها في تدمير حزب الله وتوجيه ضربه إلى ايران للحد من قدرتها العسكرية والنووية المتنامية وباعتبار ها الراعي الأكبر والمتحكم باطراف محور المقاومة.
لا استبعد ان تقوم إسرائيل بتدمير المدن والقرى في جنوب وشرق لبنان كما عملت في قطاع غزة بحجة ان الحزب يستخدم الاحياء المدنية لاطلاق صواريخه عليها وكذلك من اجل إثارة الرأي العام اللبناني ضده وتكبيده خساره معنوية في أوساط قواعده ومناصريه وخصومه. بالتاكيد ان الهجمات الاسرائيلية العنيفة سوف تستمر ضد حزب الله وقد تصل حد الاستيلاء على بعض المناطق الحدودية. اسرائيل تضغط وتهدف أيضا إلى فصل جبهة الشمال عن جبهة غزة لكن يبدو ان حزب الله لن يقدم على خطوة كهذه لانه يعرف بان الدور قادم عليه.
حزب الله لدية خبرة متراكمة في الصراع مع إسرائيل وبالتأكيد انه يحسب بدقة قدراتها العسكرية والأمنية ولديه البدائل التي تمكنه من ردعها وما تصريح الشيخ نعيم القاسم نائب الامين العام للحزب يوم امس حول ان كل الخيارات مفتوحة في المواجهة مع إسرائيل إلا دليل على استعداد الحزب للمعركة الفاصلة معها بالرغم من تصريحات قادته بانه لا يرغب في الحرب وان توقف القتال في غزة سيؤدي إلى وقف جبهة الشمال لكن إذا فُرضت فهو جاهز لها وما ضربه امس الاحد لاهداف في عمق إسرائيل إلا دليل على جاهزيته القتالية بغض النظر عن خسائره الاخيره في أوساط قادته ومنتسبيه ومناصرية جراء تفجير البيجرات واغتيال قادة من الصف الاول. واليوم الاثنين ٢٣ سبتمبر كانت الهجمات الإسرائيلية الجوية مكثفة جدا على جنوب وشرق لبنان واتوقع بان حزب الله سوف يرد ويُفاجىء اصدقائه وخصومه بقوة عقيدة الردع لديه.
الحزب يدرك بان إسرائيل تخشى المعركة البرية ولذلك سوف تكثف من هجماتها الجوية والبحرية ومن عمليات الاغتيالات من اجل إبعاده عن حدودها والحاق اكبر ضرر فيه لكن الرد من حزب الله قادم بالتاكيد ولن يستطيع احد التكهن فيه شكلا ومضمونا إلا انه سيكون مؤلم وهكذا تستمر الأوضاع في الاحتقان والتي قد تقود إلى التفجير الشامل في المنطقة.
د. دحان النجار القاهرة ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤م