حرب إسرائيل على غزة- امريكا وايران ينتصران في هجوم اليوم على إسرائيل!

 

أ د / دحان النجار

حاولت إسرائيل بقيادة ناتانياهو جر الولايات المتحدة الى حرب اقليمية عبر الجنوب اللبناني كي تخلط الأوراق وتغطي على فشلها السياسي والعسكري والأخلاقي في حربها على غزة.

واخيراً اقدم نتانياهو على ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل الخبراء والقادة العسكريين دون اشعار الولايات المتحدة مسبقا بما ينوي القيام به وهذا حسب تصريح وزير الدفاع الأمريكي وهو الاعتداء المهين والمؤلم على السيادة الإيرانية والذي يتطلب رد إيراني قوي ومع ان الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بأمن إسرائيل وتفوقها فقد هدف نتانياهو الى جرها للمعركة بشكل مباشر لتحقيق عدة اهداف.
اولا :اطالة امد الحرب ومعها اطالة عمر حكومته الفاشلة وخلق ظروف اقليمية ودوليه جديده تلعب لصالحه.
ثانيا: حرف انضار المجتمع والرأي العام الدوليين الذين يتصاعدان ضد إسرائيل بسبب جرائمها في غزه عن طريق تصوير الصراع انه مع ايران والتطرف الإسلامي وان معركتها مع محيط معادي يهدف الى إزاحتها من على الوجود كي يستعيد سمعة دولته التي تكسرت وتشوهت وكسب التعاطف الغربي الرسمي والشعبي من جديد.
ثالثا: جر الولايات المتحدة للمواجهة العسكرية المباشره مع ايران وتوجيه ضربه موجعه للمواقع العسكرية والنووية الإيرانية داخل ايران التي تعتبر الخصم اللدود لإسرائيل والتي ألحقت الضرر بها عبر اذرعها في المنطقة.
الولايات المتحدة وايران كلاهما عمليا لا يريدان التورط في حرب شاملة ومباشرة بينهما لما لها من مخاطر استراتيجية على الطرفين. لا يستبعد ان هناك تفاهمات بين الطرفين على الرد الإيراني في حدود معينه بحيث تستعيد ايران هيبتها بقصف العمق الإسرائيلي وتثبت اسرائيل قدرتها التقنية والعسكرية في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية وإسقاط معظمها وبمساعدة أمريكية مباشره وهو ما يعتبر نصرا استراتيجيا.
الولايات المتحدة الأمريكية اثبتت مصداقيتها في حماية امن إسرائيل وتفوقها وشاركت مباشره في اسقاط المسيرات والصواريخ الإيرانية ولكنها في نفس الوقت تجنبت الهجوم العسكري على الأراضي والمنشاءات الإيرانية التي كان يهدف اليها ناتانياهو.
في تجنب الحرب المباشرة مع ايران حافظت الولايات المتحدة على حرية تجارة الطاقة في المنطقة التي كانت سوف تتاثر بشكل مباشر تقود الى ارتفاع أسعار النفط والغاز الأمر الذي يقود إلى ازمة اقتصادية عالمية وتحميل الولايات المتحدة تبعات حرب اقليمية ليست جاهزة لها وبالذات مع الحرب في أوكرانيا والمواجهة الاستراتيجية مع الصين وروسيا.
ايران تعتبر منتصره استراتيجيا لانها افشلت مخطط نتانياهو في جر الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة معها بما لها من تبعات خطيره على البلدين وعليها بالذات التي جنبت منشاءاتها النووية والعسكرية الضربه الامريكية وحافظة على تجارت نفطها وغازها ومصالحها الاقتصادية في المنطقة وحافظة ايضاً على حلفائها في الاقليم.
وعليه فان الولايات المتحدة الأمريكية وايران باحتوا ئهما للازمة وعدم اتساعها إلى حرب اقليمية مباشرة بينهما يعتبران منتصرتان استراتيجيا.
المسؤلين الأمريكيين والبنتاجون والبيت الأبيض وبعض وسائل المعلومات سربت الاخبار مقدما بان الهجوم الإيراني سيكون في نهاية الاسبوع وانه سيكون بواسطة المسيرات والصواريخ المنطلقة من ايران وهذا يدل على بعض التفاهمات الغير مباشره ولو بالإيحاء بعدم التورط بحرب ضروس مباشره بين الطرفين كما كان يريدها نتانياهو وحكومته المتطرفة.
كنا رجحنا في مقال سابق بان ايران ممكن تختار ضرب سفارات او قنصليات اسرائيلية في اي بلد كي لا تستفز الولايات المتحدة وتجرها إلى مواجهة مباشرة لكن بإصرارها على الرد إلى الارض الاسرائيلية كنوع من الردع والحفاظ على هيبتها داخليا وخارجيا وتفهم الولايات المتحدة لذلك فقد تم الهجوم بشكله الحالي والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيتم ردع اسرائيل من قبل الولايات المتحدة من توجيه ضربه مؤلمه لايران بعد هجوم اليوم عليها ؟ بالنسبة لي شخصيا ارجح ذلك مع بقاء الشك قائم بان اسرائيل قد ترد بضرب الداخل الايراني ولكن بدون مشاركة الولايات المتحدة .
د. دحان النجار ميشجان ١٣ ابريل ٢٠٢٤م

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى