الذكاء الاصطناعي.. يد تقتل.. واخرى تداوي/عبده بغيل

 

تقرير/عبده بغيل صحفي يمني  – عين اليمن الحر

27=7=2023

صراعا.. ام بناءا :

هل فعلا بدأت معركة الذكاء الاصطناعي مع البشر، ولماذا تسعى العقول الالية للسيطرة على الجوانب المهمة والحيوية من حياتهم، وإذا كان صراعا لا بناءا.. الى اي جهة ستميل شوكة الميزان إلى ما يخطط له الإرهابيون البشريون وينفذه الاليون، أم إلى العلم وصناع الحياة..

الروبوتات تطمئن البشر:

الادمغة الالية بشرت البشر بحياة افضل في مؤتمرها الصحفي الأول للذكاء الاصطناعي في تاريخ البشرية الذي عقد في جنيف في السابع من يوليو 2023، وهو الأول من نوعه، وشاركت فيه مجموعة من الروبوتات. بمشاركة حكومات وقادة صناعة ومبتكرين،وبحثت القمة التعاون بين الإنسان والروبوت في مختلف الأنشطة والمجالات، فضلا عن دور الذكاء الاصطناعي في معالجة المشكلات الأكثر إلحاحًا على كوكب الأرض، بدورها طمأنت الروبوتات البشر وأكدت على عدم رغبتها في سرقة وظائفهم وعدم التمرد عليهم، بل شددت الروبوتات على تعاونها معهم لتحسين حياتهم وجعل العالم مكانًا أفضل. وأشارت الروبوتات إلى قدرتها حكم العالم يومًا ما أفضل من البشر،

الذكاء الاصطناعي تجاوز العقل البشري:

 

من جانبهم حذر خبراء في الذكاء الاصطناعي من أن التسارع في تطوير هذا الذكاء قد يؤدي إلى أخطار جسيمة تضاهي تهديد الإرهابيين الذين يستخدمون التكنولوجيا لصنع أسلحة بيولوجية.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن قادة الذكاء الاصطناعي الثلاث، وأثناء شهادتهم في جلسة استماع بالكونغرس، حذروا من أن التسارع الكبير في تطوير الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى أضرار جسيمة خلال السنوات القليلة المقبلة، تضاهي الإرهابيين الذين يستخدمون التكنولوجيا لصنع أسلحة بيولوجية.

ووفقا للصحيفة، أظهرت جلسة الاستماع حجم المخاوف بشأن تجاوز الذكاء الاصطناعي للذكاء البشري والخروج عن نطاق السيطرة لإلحاق الضرر بالبشرية والذي قد أصبح واقعا وليس خيالا علميا.

الأمم المتحدة:الذكاء الاصطناعي خطر على الأمن والسلم الدولي:

من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،الاسبوع الماضي من أن الذكاء الاصطناعي أصبح خطرا جديدا على السلم والأمن الدوليين، وذلك بعد أن اقتحم مجالات عدة.

وأشار غوتيريش الذي كان يتحدث في أول جلسة يخصصها مجلس الأمن الدولي لبحث مسألة الذكاء الاصطناعي حذر من خطورة الأمر، ودعا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.

وقال غوتيريش إنه “من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة”.

وأضاف: “الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر، والتقنية قادرة على المساعدة في وضع حد للفقر أو علاج السرطان، لكن قد تكون لها عواقب خطيرة جدا على السلام والأمن الدوليين”.

ودعا غوتيريش الدول الأعضاء إلى إعداد وثيقة ملزمة قانونيا بحلول عام 2026 “لحظر استخدام الأسلحة الذاتية المميتة”.

وأشار إلى إمكان استخدام الذكاء الاصطناعي في “التعرف على أنماط العنف ومراقبة وقف إطلاق النار وتعزيز جهود حفظ السلام والوساطة والجهود الإنسانية”.

وقال غوتيريش “لكن من جهة أخرى، الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور”.

واعتبر أن التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة النووية والتكنولوجيا البيولوجية والتكنولوجيا العصبية وتكنولوجيا الروبوتات، هو “أمر مقلق للغاية”.

ودعا غوتيريش إلى “الاتفاق على المبدأ العام ومفاده أن الفاعلية والسيطرة البشرية ضرورية في ما يتعلّق بالأسلحة النووية ولا ينبغي سحبها إطلاقا، كما دعا إلى إنشاء مجموعة عمل تكلف إعداد تقرير بحلول نهاية العام عن خيارات الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.

وجدد التأكيد على دعمه إنشاء كيان أممي لمؤازرة جهود حوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو منظمة الطيران المدني الدولي.

مذبحة الروبوتات:

مع النزاعات المشتعلة في العالم أصبح من الصعب تجاهل الواقع المُروِّع للصراعات المسلحة والتحدي الذي تفرضه الهجمات الإرهابية الانتحارية غير المتكافئة، لأن تكنولوجيا الأسلحة تغيَّرت كثيرا على مدى العقدين الماضيين، ومع الثورة الثالثة للحروب تُعَدُّ الأسلحة المستقلة أو الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل، المعروفة باسم “الروبوتات القاتلة”، هي الثورة الثالثة في مجال الحروب بعد البارود والأسلحة النووية. فالتطور الذي حدث، بداية من الألغام الأرضية وصولا إلى الصواريخ الموجَّهة، كان مجرد مُقدِّمة لاستقلال حقيقي لمجال الذكاء الاصطناعي، وإدماجه في عمليات القتل من خلال البحث عن أشخاص معينين، واتخاذ قرارات بالاشتباك معهم، ثم القضاء عليهم تماما دون أدنى تدخُّل بشري.

لقد شهدنا بالفعل التقدُّم السريع الذي أحرزه الذكاء الاصطناعي في نطاقات عدة، ومع هذه التطورات، من المرجَّح أننا سنشهد في المستقبل القريب سرعة انتشار هذه الأسلحة المستقلة التي لن تكتفي بكونها أصبحت أكثر ذكاء ودقة، وأسرع، وأرخص ثمنا، بل ستتعلَّم أيضا إمكانات جديدة، مثل كيفية تكوين أسراب تعتمد في تحرُّكاتها على العمل الجماعي، ومضاعفة سرعتها، وتكرار حركاتها، مما يجعل مهماتها فعليا غير قابلة للردع. المُثير للقلق أن تكلفة سرب مُكوَّن من 10.000 طائرة بدون طيار قادرة على إبادة مدينة باكملها،

ماهي الروبوتات المستقلة القاتلة :

الروبوتات المستقلة القاتلة هي أسلحة تعمل بشكل مستقل وتستخدم في الحرب. تشمل هذه الأسلحة الروبوتات التي يمكنها اختيار الأهداف والهجوم عليها بدون تدخل بشري. وتعتبر هذه الأسلحة مثيرة للجدل، حيث يشير البعض إلى أن استخدامها يمكن أن يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني

وفي نوفمبر 2021، دعت منظمة العفو الدولية جميع الحكومات إلى دعم مفاوضات لإنشاء معاهدة دولية تحظر استخدام الروبوتات المستقلة القاتلة

أما الخطر الأكبر فهو قدرة هذه الأسلحة المستقلة على استهداف الأفراد باستخدام خاصية التعرُّف على الوجه أو حركة المشي، وتتبُّع إشارات الهاتف أو “إنترنت الأشياء” (Internet of Things- IOT)، (وهو مصطلح يُشير إلى مليارات الأجهزة المادية في جميع أنحاء العالم المتصلة بالإنترنت، التي بإمكانها جمع وإرسال ومعالجة البيانات من البيئة المحيطة باستخدام حساسات ومعالجات)*. وهذا قد لا يتسبَّب في اغتيال شخص واحد فحسب، بل يؤدي إلى إبادة جماعية لأي مجموعة مُستهدَفة.

 

روبوتات الخدمة العسكرية:

هي وحدات مستقلة مسلحة بمجمعات ضاربة من الرجال الآلين والطائرات دون طيار وأجهزة آلية أخرى يعتبر مرحلة جديدة في استخدام أسلحة حديثة لتسليح الجيش والأسطول تكون قادرة على توجيه ضربات نوعية ويطلب إدخال الروبوتات القتالية في خدمة القوات المسلحة وضع نظام تكتيكي لاستخدامها في الظروف القتالية وكذلك إدخال تعديلات في أنظمة وتعليمات قتالية موجودة حاليًا ويتجلى دور الروبوتات القتالية بتنفيذ مهماتها المتمثلة بتصفية المجموعات المسلحة غير الشرعية المفترضة في ظروف قتال الشوارع وتوجيه ضربات للأهداف الثابتة والمتحركة هدف هذه الخدمة التي تم دمجها في مجموعة من الجيوش العالمية كوحدات مستقاة هو تقليل الخسائر البشرية.

الإرهابيون يستخدمون الذكاء لصنع أسلحة بيولوجية:

التفكير في المستقبل القريب يفرض علينا أن نتساءل: ماذا سيحدث إذا تطوَّرت تكنولوجيا الأسلحة وتمكَّن “الإرهابيون” من استبدال العنصر البشري (هؤلاء الذين يُقْدِمون على تفجير أنفسهم)* لصالح الذكاء الاصطناعي؟

يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي في صنع الأسلحة البيولوجية، حيث يمكن للإرهابيين استخدامه في صنع وزراعة ونشر فيروسات وبكتيريا ذكية وسامه تقضي على البشر ويمكن استخدامها في صنع أسلحة جرثومة وبيلوجية ، وتحديد أفضل الطرق لتفشي هذه الأمراض، والتخطيط للهجمات المستقبلية.

يميل الإرهابيون إلى استخدام العوامل البيولوجية لأنه من الصعب للغاية اكتشافها ولا تظهر علامات المرض إلا بعد انقضاء عدة ساعات أو عدة أيام.

وفي الختام يبقى الذكاء الاصطناعي بيد يقتل البشرية ويستهدفها بلا رحمة وبالأخرى يقدم الحلول والابتكارات في مختلف المجالات لمساعدتهم واسعادهم.

________
المصادر :
الواشطن بوست، الجزيرة،ويكبيديا rt, msn

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى