‏الحوثي يحشد حول مأرب أو بالأصح مابقي منها وهما مديريتان في العلم العسكري تعد في حكم الساقط نيرانياً.

✍️ خالد سلمان

نصف مليون مقاتل شرعي يحتشدون في رقعة جغرافية محدودة ،يحمون لاشيء من السيادة سوى ثروات السلطات المهيمنة ، دون التفكير ببحث سؤال ماذا بعد كل هذا الإسترخاء، وتراجع الجاهزية إلى درجة صفر إستعداد.
‏يبدو وبحياد تام وموضوعية مطلقة، إن طرفي الصراع لا يملكان بذات الدرجة الحافز السياسي الوطني، فأحدهما مدجج عقائدياً ، وعلى إستعداد أن يضحي ويجترح (الإنتصارات) ، في ما الآخر وهو الشرعي فقد كل محفزات خوض المعركة، وتآكل لديه الحافز الوطني للتضحية من أجل بقاء وضع كل مافيه يتسم بالفساد ، ليس صغار الجند هم وحدهم من تتراجع لديهم هذه الحوافز جراء تدهور مستوى المعيشة، بل وحتى قبائل مأرب الذين هم صمام أمان حماية المحافظة ، يعانون من شظف العيش وإرتفاع منسوب المظالم وفرض سياسة التمييز والتجويع ،في منطقة تجري من تحت أقدام الفقراء الحفاة المغبونيين الثروات ، وتنحرف بمساراتها بعيداً عن بيوت المأربيين لتصب في مصارف البنوك الاجنبية ،مخلفة الفاقة وتراكم مشاعر عدم الشراكة في سلطة منفي عنها المأربيين ، ومكدسة بيد تنظيم سياسي مستجلب من خارج منطقة، سجل أبناء مأرب التضحوي يفوق جميع مراكز السلطة الحاكمة.
‏مأرب على موعد مع معركة الحسم ، وهي تميل بكل معطياتها لغير الجيش الوطني ،الذي تجرد من وطنيته وبات فئوياً حزبياً بإمتياز.
‏لتلافي مالات ونتائج المواجهة القادمة ، علينا أن نعيد ترتيب مشاكل مأرب تفكيكها إلى مربعات ونبحث عن حلها ، محددين نقطة البداية فمدخل تعزيز تماسك أبناء مأرب يبدأ بالإجابة على أسئلة السلطة والثروة ،ومن يجب أن يكون شريكاً بهما ، وحجم المظالم وسياسة التمييز ،وتحويل قبائل مأرب إلى أقليات منفية خارج أرض، لم تعد بمعطيات كل شيء يمتلكونها.
‏هذه المعالجات المستعجلة تسبق الحشود العسكرية والجاهزية ، حيث لا أحد بحسابات العقل والمصالح الوطنية ،سيضحي دفاعاً عن كارتيلات نهب النفط ومراكز قوى حكم وافد ، منعزل عن هموم المنطقة واحتياجات الناس.
‏نعم الحوثي يحشد والشرعية تمعن في فسادها وتوسيع القطيعة مع البيئة المحلية ،والنتيجة عليكم ان تتخيلوا خواتيمها : لا جاهزية قتالية ولا حاضنة شعبية لشرعية تدير مأرب بعقلية الفيد والبسط على الغنائم.
‏وبجملة ختامية واحدة :
‏من هو مقصي عن السلطة والثروة لن يدافع عن لصوصهما.

من صفحة الكاتب على منصة X

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى