إيران تعلن أن هجومها على إسرائيل “حقق كل أهدافه” والدولة العبرية تؤكد “إحباطه”

 

عين اليمن الحر

نفذت إيران هجوما بمسيرات وصواريخ ليل السبت الأحد أعلنت إسرائيل “إحباطه”، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنها طهران ضد الدولة العبرية، بعد حوالي أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانية في دمشق. ويثير الهجوم مخاوف من استمرار التصعيد في المنطقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض معظم الصواريخ خارج الحدود الإسرائيلية، مشيرا إلى أن بعض الطائرات ألحقت أضرارا طفيفة بمنشأة عسكرية إسرائيلية. في حين أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الأحد أن الهجوم “حقق كل أهدافه”.

شنت إيران هجوما بمسيرات وصواريخ ليل السبت الأحد أعلنت إسرائيل “إحباطه”، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنها طهران ضد الدولة العبرية، بعد حوالي أسبوعين على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

ويأتي الهجوم الذي أكدت واشنطن حليفة إسرائيل مشاركتها في التصدي له، في خضم الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.

وأكد الحرس الثوري الإيراني شن هجوم “بمسيرات وصواريخ” على إسرائيل ردا على القصف الذي نُسب الى الدولة العبرية في الأول من نيسان/أبريل، وأدى إلى تدمير مبنى قنصلية طهران في العاصمة السورية، ومقتل 16 شخصا بينهم قياديان وعناصر في الحرس.

وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الأحد أن الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ الذي شنته طهران على إسرائيل ليلا، “حقق كل أهدافه”. وقال باقري في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن “عملية الوعد الصادق نفذت بنجاح بين ليل السبت وصباح الأحد وحققت كل أهدافها”.

بينما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد في بيان “إحباط” الهجوم مؤكدا اعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.

الجيش الإيراني يعتبر أن الهجوم “حقق أهدافه”

الجيش الأمريكي يشارك في التصدي للهجوم

وقال الجيش “الهجوم الإيراني كما تم التخطيط له من قبل إيران أحبِط”، مضيفا “اعترضنا 99 بالمئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية. هذا انجاز استراتيجي مهم”.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان أن واشنطن ساهمت في إسقاط “تقريبا كل” المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل.

وشدد على أنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي “التزام الولايات المتحدة الثابت أمن إسرائيل”.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قد قال في وقت سابق إن إيران أطلقت أكثر من 200 مسيرة وصاروخ.

وتزامنا مع الهجوم الذي انطلق من الأراضي الإيرانية، نفذ حلفاء لطهران في المنطقة هجمات ضد إسرائيل، اذ أطلق حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتجاه هضبة الجولان المحتلة، وأطلق الحوثيون في اليمن مسيرات في اتجاه جنوب الأراضي الإسرائيلية.

وفي مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي اعتبارا من الساعة 04:30 ت غ الأحد، بعد إغلاقه تزامنا مع الهجوم، وفق هيئة المطارات المحلية. كذلك فعل الأردن ولبنان والعراق.

ونددت دول عدة بالهجوم، وتخوفت من خطورة التصعيد فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأحد بناء على طلب إسرائيل، للبحث في العملية الإيرانية.

وذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيدعو قادة مجموعة السبع الأحد إلى تنسيق “رد دبلوماسي موحد” على الهجوم الإيراني واصفا إياه بـ”الوقح”.

في المقابل، أعربت الصين عن “بالغ القلق جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.

من جهتها، كتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر منصة  “إكس” إن “المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أشد خطورة بكثير”.

وطلبت طهران من واشنطن عدم التدخل في هذا التصعيد. وأكدت البعثة الإيرانية “هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى عنه”.

وسمع دوي انفجارات فجرا في أجواء القدس، وفق صحافيين في وكالة الأنباء الفرنسية، وانطلقت صفارات الإنذار في المدينة. كذلك، أطلِقت الصفارات في شمال إسرائيل وفي النقب جنوبا.

تباين روايات

أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن أكبر قاعدة جوية في النقب تعرضت “لأضرار جسيمة” بعدما أصابتها صواريخ إيرانية ليلا. وقال التلفزيون الرسمي إن “نصف الصواريخ التي أُطلِقت قد أصابت هدفها بنجاح”.

من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار “طفيفة” في القاعدة. وقال في بيان “من أصل أكثر من 120 صاروخا بالستيا، اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الإسرائيلية… سقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم (جنوب) وألحقت أضرارا طفيفة في منشأة”.

إلا أنه أكد أن “القاعدة تواصل عملها ومهامها”، وأن إيران “فشلت” في اعتقادها بأنها “ستشل عمل القاعدة الجوية وستضر بقدراتنا الجوية”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد قال مساء السبت إن إسرائيل “مستعدة لمواجهة أي سيناريو دفاعيا كان أو هجوميا”.

وفي وقت مبكر الأحد، أعلن حزب الله اللبناني الذي يتبادل القصف يوميا مع إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر، أنه استهدف بصواريخ الكاتيوشا، قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، للمرة الثانية خلال ساعات قليلة.

وقال إنه استهدف “المواقع الإسرائيلية نفح ويردن وكيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.

إلى ذلك، أفادت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري بأنها تلقت تقارير مفادها أن “الحوثيين أطلقوا طائرات من دون طيار باتجاه إسرائيل”.

ولفتت إلى أن عملية الإطلاق من جانب الحوثيين تمت “بالتنسيق مع إيران”، مشيرة إلى أن “الموانئ الإسرائيلية تُعتبر أهدافا محتملة” للهجوم.

وأتت هذه الإطلاقات بعد ساعات من قيام القوة البحرية للحرس الثوري السبت، باعتراض سفينة حاويات تحمل اسم “إم سي إس أريز” (MCS Aries) “مرتبطة” بإسرائيل قرب مضيق هرمز وعلى متنها 25 بحارا واقتادتها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.

ودعا البيت الأبيض إيران إلى الإفراج فورا عن ناقلة الحاويات وطاقمها.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاتحاد الأوروبي إلى إدراج الحرس على قائمة “المنظمات الإرهابية” بعد احتجاز السفينة.

امتداد لأحداث السابع من أكتوبر

ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وخلفت الحرب آلاف القتلى والجرحى ودمارا واسعا وأزمة إنسانية حادة في القطاع أوصلت سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص إلى حافة الجوع، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وتستمر الحرب من دون أفق للتهدئة.

فقد أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) الذي يتولى المفاوضات مع حماس بهذا الشأن، الأحد أن الحركة رفضت مقترح الوسطاء لهدنة تشمل الإفراج عن الرهائن في القطاع وإطلاق معتقلين فلسطينيين.

وقال الموساد إن “رفض المقترح… يُظهِر أن رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار لا يريد اتفاقا إنسانيا ولا عودة الرهائن، ويواصل استغلال التوتر مع إيران” ويسعى الى “تصعيد شامل في المنطقة”.

وكانت حماس قد أكدت ليل السبت أنها ردت على المقترح، وأعادت تأكيد مطالبها القائمة على “وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار”.

وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتعهدت إسرائيل بـ”القضاء” على الحركة، وتشن عمليات قصف أتبعتها بهجوم بري في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 33686 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وخُطف خلال هجوم حماس نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى