إذا سيطر الجمهوريون على الكونغرس.. بايدن سيستخدم “قلم الفيتو”

نيويورك – عين اليمن الحر – الحرة – متابعات الانتخابات الامريكية
مع استطلاعات الرأي التي ترجح فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية الأميركية، وجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحذيرا صارما من تبعات “عامين فظيعين”.
ففي حفل عشاء خيري، الأسبوع الماضي في شيكاغو، قال بايدن أمام حشد صغير في قاعة منعت منها كاميرات الصحافة: “إن خسرنا مجلسي الشيوخ والنواب، فإننا سنمر بعامين فظيعين”، مضيفا “النبأ الجيد هو أني أملك قلم الفيتو”، وفقا لما نقلته شبكة “سي إن إن”.
وبعد عامين من سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس، من شأن تغيير في قيادة مجلس الشيوخ أو النواب، أو كليهما، أن يغير من وجه سياسة إدارة بايدن كليا، أو أن يعيق تمرير الأجندة الرئيسية التي طمح إليها في رئاسته.
وتشير الشبكة إلى بدء المسؤولين في البيت الأبيض في الاعتراف بأن خسارتهم قد لا تكون بنفس السوء الذي اتسمت به الانتخابات النصفية السابقة، من ضمنها تلك التي جرت عام 2010.
إلا أن “سي أن أن” ذكرت أن مستشاري بايدن أكدوا بعيدا عن الأضواء عدم وجود طريق واضح للحفاظ على مجلس النواب، وفي الوقت ذاته أبدى الرئيس الأميركي والمسؤولون في إدارته تفاؤلا بالحفاظ على مجلس الشيوخ، حتى لو تطلب الحصول على نتائجه النهائية أياما أو أكثر.
وأشارت إلى أن تصعيد حدة الخطاب السياسي المتوقع خلال الأسابيع القادمة دفع البيت الأبيض، الثلاثاء، “لفصل أجندة بايدن، والرئيس نفسه، من قائمة الأهداف المتوقعة” للجمهوريين.
وذكرت أن البيت الأبيض أرسل مذكرة خاصة بيوم الانتخابات لحلفاء ركزت على مدى شعبية عدد من العناصر الأساسية في أجندة أعمال بايدن، بدءا من الاستجابة لكوفيد وحتى قروض الطلبة.
وأشارت المذكرة التي نقلتها “سي إن إن” في مقدمتها إلى أنه “وقبل أن تأتي الأصوات، فإن النقاد يعلنون أن هذه الانتخابات النصفية بمثابة تعديل لأجندة الرئيس، ولا يمكن أن يكون هذا أبعد من الحقيقة”.
لكن الشبكة أكدت أن الإدارة الأميركية تدرك أن أجندة بايدن لم تصل فعلا إلى الشعب الأميركي، مشيرة إلى أن بايدن عكس ذلك بقوله: “لقد مررنا العديد من الأمور.. كانت جيدة للغاية حتى أن الشعب لم يدرك قيمتها بعد”.
وتأتي “محاولات استباق الهزيمة” وفقا لتعبير الشبكة بعد أشهر من محاولة ديمقراطيين درء أنفسهم عن بايدن، بمحاولة لإنقاذ الأغلبية الديمقراطية، بالأخص مع انخفاض شعبيته.
لكن “سي أن أن” أكدت أن بايدن، ذو الباع السياسي الذي يزيد عن 36 عاما في مجلس الشيوخ، يدرك أن الأمر ليس شخصيا وأن المرشحين يدركون مصلحة ولاياتهم أو مقاطعاتهم.
ومن أبرز النقاط التي يمكن أن تتأثر بسبب عودة الجمهوريين لقيادة المجلسين أو أحدهما، هي الانتخابات الجمهورية وأجندة بايدن وقرار بايدن بالترشح للانتخابات عام 2024، بالإضافة إلى تغيرات في المناصب بالإدارة الأميركية.
التحقيقات الجمهورية
لقد أوضح الجمهوريون في الكابيتول أنهم سيعمدون إلى إجراء تحقيقات، إذ ستمنح الأغلبية في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ ممثلي الحزب الجمهوري رئاسات قوية في عدد من لجان الرقابة، ما يمنحهم القدرة على بدء التحقيقات التي تستهدف بايدن والبيت الأبيض وحتى أفراد عائلة الرئيس.
أجندة بايدن و”قلم الفيتو”
كان التهديد بحدوث تغيير في السلطة لصالح الحزب الجمهوري حافزا أساسيا لدى بايدن ليتمكن من تمرير أجندته التشريعية الطموحة، على رأسها حزم الدعم الاقتصادي وحزمة البنية التحتية، في الأشهر الأولى من رئاسته.
لكن إذا سيطر الجمهوريون على أحد المجلسين أو كليهما، فمن المرجح أن ينتهي عصر مشاريع القوانين الضخمة المدفوعة من الحزب الديمقراطي، وفقا لشبكة “سي أن أن”، التي توقعت أن بايدن سيصبح في موقف دفاع وأن الجمهوريين قد يدفعونه إلى التراجع عن الكثير مما أنجزه في العامين الأولين من ولايته.
أما المجالات الأخرى التي تعهد الرئيس التركيز عليها، مثل ترسيخ الحق في الإجهاض على مستوى البلاد، لن يكون لها فرصة للتقدم إذا سيطر الجمهوريون، وفقا لتحليل الشبكة. وقد تخضع البرامج الأخرى، مثل إعفاء قروض الطلاب، لعرقلة من الحزب الجمهوري.
ولكن، وفي كل هذه المجالات، يستعد بايدن لاستخدام “قلم الفيتو” الخاص به في رفض محاولات الجمهوريين المحتملة لتقويض أجندته.
وأكدت الشبكة أن بايدن، لم يستخدم حق النقض ضد أي مشاريع قوانين، وهو تجسيد لميزة السيطرة الديمقراطية على الكونغرس.
ترشح بايدن للرئاسة
بمجرد ظهور نتائج الانتخابات النصفية لعام 2022، سيتحول الاهتمام الوطني على الفور إلى عام 2024، بما في ذلك ما إن كان بايدن سيسعى إلى فترة رئاسية ثانية.
وبينما كان بايدن ومساعدوه يفكرون بهدوء في مستقبله السياسي لأشهر، ذكرت الشبكة أنهم قاموا بتسريع المحادثات في الشهر الماضي، مشيرة إلى أن هذه المداولات ستتسارع مع نهاية منتصف رئاسته.
وتوقعت الشبكة أن يكون قرار ترامب بالسعي لولاية ثانية، وتوقيت هذا الإعلان المحتمل، عاملا رئيسيا في حث بايدن على الترشح مجددا، في حين لا يزال مستشارو بايدن يعتقدون أن الرئيس هو الأفضل لمواجهة سلفه، وهم واثقون من منافسة بايدن الثانية ضد ترامب، وفقا للشبكة.
وأشارت، في الوقت ذاته، إلى أن نتائج الانتخابات النصفية، في حال صبت لصالح الجمهوريين، فإن العديد من الديمقراطيين قد يدعون بايدن إلى عدم الترشح مجددا.
تغييرات في المناصب الإدارية
وحصلت تغييرات طفيفة في المناصب الإدارية منذ بداية رئاسة بايدن، إلا أن “سي أن أن” أكدت أن الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي لا تزال سليمة في الغالب.
وقال مسؤولون للشبكة إن التغييرات ممكنة في إدارة الرئيس وكبار موظفيه في البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا العام، على الرغم من عدم ضمان أي تحركات.
لكن الشبكة نوهت إلى أن هذه التغييرات قد تكون “طبيعية” ولا يشترط كونها متعلقة بسيطرة الجمهوريين على أي من المجلسين أو كليهما.
وأشارت إلى أنه إذا أعلن بايدن قراره الترشح في عام 2024، فمن المحتمل أن ينتقل العديد من أعضاء فريقه الأساسي إلى العملية السياسية.