حرب إسرائيل على غزه-هل يدخل الجيش الإسرائيلي محافظة رفح؟
أ د / دحان النجار
ضاقت الارض بالمدنيين الفلسطينين في قطاع غزه بعد ان تم ترحيلهم من الشمال إلى الجنوب واستهدافهم في الاحياء والمستشفيات والمدارس وحتى في تجمعاتهم لاستلام ما امكن من السلع الغذائية هربا من الموت جوعا وعطشا.
نتانياهو يريد دخول رفح وكما يدعي من اجل تدمير اربع كتائب لقوات القسام تتواجد هناك مع ان المحافظة اصبحت تكتض بمليون وثلاثمائة الف مدني الكثير منهم في العراء في خيام متواضعه جدا يتضورون جوعا وعطشا ويتعرضون للقصف الاسرائيلي من حين لآخر الامر الذي جعل حياتهم جحيم لا يطاق.
هناك صرخات دوليه او بالاصح ضغوط دوليه من الولايات المتحده الإمريكية وبعض الدول الاخرى والأمم المتحدة لثني اسرائيل عن شن هجومها على رفح خوفا على المدنيين والمجازر التي تنتظرهم لكن هذه الضغوطات الى الان لا ترقى إلى مستوى التحذير من عقوبات قاسية ان اقدمت اسرائيل على الاقتحام للمحافظة.
اصرار نتانياهو على مواصلة العملية في المحافظة يلقى دعم جماهيري حسب استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي وايضا لانه يرى بان الولايات المتحدة لن تقوم بعقابه جديا برغم التحذير وانها في الاخير سوف تحميه من اي عقوبات دوليه قاسية ، كيف لا وهي وحلفائها الغربيين بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية المطالب لاسرئيل بتجنب أعمال الاباده وبدلا من ذلك عاقبوا الأونروا التي تقدم المساعدات للفلسطينين وهي رساله سلبية جدا تشجع اسرائيل على ارتكاب المزيد من أعمال القتل والتدمير .
نتانياهو من خلال رفضة الصفقة مع حماس وإعلانه انه لن يقبل بوقف الحرب ولن ينسحب من القطاع الفاصل لشمالها عن جنوبها والإفراج عن المحكومين الفلسطينيين الذين يتهمهم بالتخريب وبالرغم من ضغط عائلات الرهائن الاسرائيليبن لدى حماس نجده يختار مواصلة العملية العسكريه وربما انه يراهن بان حماس نقلت المختطفين إلى محافظة رفح كونها آخر ملاذ آمن إلى الآن وانه في حال اقتحام المحافظة سوف يعثر على من تبقى منهم حيا وبهذه الحالة يفلت من شروط حماس التي حملها الوسطاء القطريين والمصريين ومن ضغط عائلاتهم.
نتانياهو ليس مهتم بعودة اسراه احيا مقابل فك الخناق عن حماس حسب زعمه بإعلان وقف العملية العسكريه بغزه وإطلاق سراح الالاف من المسجونين الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلية لانه يرى بان التضحية باي عدد منهم هي مسألة طبيعية في الحروب بدل من ان يكونوا عامل ابتزاز له من قبل حماس وتملي شروطها وتصبح هي المنتصره في الحرب.
نتانياهو مغامر ومتشدد كما هي عادته ولا يريد ان يتراجع عن اهدافه المعلنه بتدمير حماس والبقاء في غزه امنيا ولذلك ان لم يواجه معارضه دوليه حقيقية تثنيه عن اقتحام رفح سوف يقتحمها بغض النظر عن التحذيرات الحالية ولان هناك ضغوطات على اسرائيل من اجل عدم اشعال الجبهة الشمالية مع حزب الله فقد يكون خيار نتانياهو هو اقتحام رفح ليعلن لشعبه انه حقق نصرا مكتمل.
الولايات المتحده الامريكية تحاول ثني نتانياهو عن الاقتحام لكنها ولاسباب داخلية خاصة بها ولدعمها العملية العسكرية في غزه من البداية بشكل مطلق لا اعتقد بانها سوف تتخذ خطوات عقابية متشدده تجاه الحكومة الاسرائلية ان قررت اقتحام محافظة رفح.
مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحده كان الأجدر به ان يجتمع ويتخذ قرار شجاع وواضح بمنع اعمال الابادة الجماعية المنتظره بمحافظة رفح ايضا.
خطر اقتحام محافظة رفح مرتفع جدا ويمكن يحصل في اي لحظة وبذلك يتعرض النازحون هناك إلى مجازر اشد واعنف من سابقاتها بحكم الكثافة للتجمعات البشرية في مساحات محدوده ، فمن لم يمت بالرصاص قد يموت من الجوع والبرد. فهل يتحرك المجتمع الدولي والإنسانية بخطوات حاسمه تجاه إسرائيل لحماية المدنيين الفلسطينيين ؟ يظل هذا احتمال ضعيف لكنه ممكن ان توفرت الإرادة والقناعه لدى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحكومات الدول الأوروبية وغيرها الداعمة لاسرائيل.
د.دحان النجار ميشجان ١١ فبراير ٢٠٢٤م