«وول ستريت» تواصل موجة الصعود للعام الثالث على التوالي.. والمؤشرات التاريخية ترجّح استمرار الزخم

مصدر الصورة: AFP

نيويورك – عين اليمن الحر – CNBC

رغم أن موجة الصعود الحالية في سوق الأسهم الأميركيةتقترب من عامها الثالث، إلا أن مؤشرات التاريخ تشير إلى أنها لم تبلغ منتصف عمرها بعد.

فقد واصل مؤشر «إس آند بي 500» تسجيل مستويات قياسية جديدة قبيل الذكرى الثالثة لانطلاق السوق الصاعدة في 12 أكتوبر تشرين الأول 2022، وهو التاريخ الذي شهد أدنى إغلاق للمؤشر خلال الدورة الحالية بعد موجة التشديد النقدي التي قام بها الفدرالي الأميركي.

ومنذ ذلك الحين، قفز المؤشر بنحو 90% مدعوماً بصعود أسهم التكنولوجيا والشركات العملاقة، إلا أن هذه المكاسب لا تزال أقل من متوسط الارتفاع البالغ أكثر من 170% الذي حققته 14 موجة صعود سابقة منذ عام 1932، وفقاً لبيانات هوارد سيلفربلات، كبير محللي المؤشرات في «إس آند بي داو جونز». وبلغ متوسط مدة تلك الأسواق الصاعدة نحو خمس سنوات.

وقال رايان ديتريك، كبير محللي الأسواق في «كارسن غروب»: «هذه ليست سوقاً صاعدة قديمة، والتاريخ يُظهر أنه عندما تصل إلى هذه المرحلة، غالباً ما تستمر لفترة أطول».

ويُعد التفاؤل بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً لموجة الصعود الحالية، إذ دفع بأسهم التكنولوجيا إلى مستويات قياسية، ومن بينها أسهم «إنفيديا» التي شهدت ارتفاعات لافتة. كما ساعدت مرونة الاقتصاد الأميركي المستثمرين على تجاوز مخاوف الركود واستعادة الثقة بعد تراجعات عام 2022، بحسب أنجيلو كوركافاس، كبير استراتيجيي الاستثمار العالمي في «إدوارد جونز».

وقال جيفري بوخبيندر، كبير استراتيجيي الأسهم في «إل بي إل فايننشال»: «النمو الاقتصادي هو العامل الحاسم في مدى استمرار الأسواق الصاعدة، فإذا لم يؤدّ الركود إلى إنهائها، فإنها تميل إلى الاستمرار لأكثر من خمس سنوات».

 

خفض معدلات الفائدة الأميركية

 

ومع تراجع التضخم خلال العام الماضي، تحوّل الفدرالي الأميركي من سياسة رفع معدلات الفائدة إلى الخفض التدريجي، على عكس ما كان عليه الوضع قبل ثلاث سنوات عندما شكّلت دورة التشديد النقدي ضغطاً كبيراً على الأسهم.

وقال كوركافاس: «يُقال إن الأسواق الصاعدة لا تموت بسبب تقدمها في العمر، بل بسبب الفدرالي الذي يقتلها»، مضيفاً: «حالياً لا يبدو أن الفدرالي يعتزم العودة إلى رفع الفائدة، على الأقل خلال العام أو العامين المقبلين».

ومنذ أكتوبر تشرين الأول 2024، ارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بأكثر من 15%، وهي أقوى زيادة يشهدها المؤشر في السنة الثالثة من دورة صعود منذ عام 1957. وقال كيث ليرنر، كبير مسؤولي الاستثمار في «تروست أدفايزري سيرفيسز»، إن العام الرابع عادة ما يكون جيداً أيضاً، «لكن مع مكاسب قوية في العام الثالث، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان ذلك سيؤثر على أداء العام المقبل».

وخلال موجة الصعود الحالية، كانت أسهم قطاعي التكنولوجيا وتقنيات الاتصال الأفضل أداءً، إذ ارتفع قطاع التكنولوجيا بنحو 180%، وقطاع الاتصالات بنحو 160% منذ أكتوبر تشرين الأول 2022. ومن أبرز الرابحين شركات «مايكروسوفت»، و«برودكوم»، و«بالانتير»، و«إنفيديا»، إلى جانب شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «غوغل» و«ميتا» و«نتفليكس».

ويشير الخبراء إلى أن المستثمرين اتجهوا بقوة نحو أسهم الشركات العملاقة المعروفة باسم «السبعة الكبار»، التي تضم «آبل»، و«أمازون»، و«تسلا»، و«مايكروسوفت»، و«إنفيديا»، و«غوغل»، و«ميتا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى