الميليشيات كأداة استراتيجية بيد طهران

هيثم جسار – عين اليمن الحر
ترتكز الاستراتيجية الإيرانية في “حرب الوكالة” على إنشاء ودعم ميليشيات مسلحة تعمل خارج سلطة الدولة، وتتبع الحرس الثوري الإيراني أيديولوجيًا وعملياتيًا. من أبرز هذه الأدوات:
• حزب الله في لبنان: ذراع إيران الأقوى في المنطقة، يمتلك ترسانة عسكرية تفوق قدرة الجيش اللبناني، ويهدد أمن إسرائيل واستقرار الدولة اللبنانية.
• الحوثيون في اليمن: أداة إيرانية لتهديد أمن السعودية والملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، وابتزاز المجتمع الدولي.
• الحشد الشعبي في العراق: قوة شبه عسكرية تعمل على تقويض سيادة الدولة العراقية، وتستخدم لمهاجمة القوات الأمريكية هناك.
• الميليشيات الشيعية في سوريا: جزء من المشروع الإيراني لتثبيت النفوذ الإيراني غرب الفرات.
• خلايا نائمة في البحرين والكويت والسعودية: تسعى إيران من خلالها لإثارة الفوضى وخلق بؤر توتر داخلي.
⸻
التهديد المباشر للأمن القومي الأمريكي
حرب الوكالة التي تقودها إيران لا تستهدف فقط خصومها الإقليميين، بل تهدد مباشرة المصالح الأمريكية:
• أمن الممرات البحرية الدولية: الهجمات المتكررة للحوثيين على السفن التجارية تُعد تهديدًا مباشرًا لحرية الملاحة العالمية، وهو ما يمس الأمن البحري الأمريكي ومصالحه الاقتصادية.
• الهجمات على القواعد الأمريكية: استهداف الميليشيات الموالية لإيران للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا يشير إلى تصعيد خطير ضد الوجود الأمريكي في المنطقة.
⸻
ضرورة الردع الأمريكي
أمام هذا التمدد الخطير، تبرز أهمية تبني الولايات المتحدة سياسة ردع مزدوجة: عسكرية واقتصادية، وذات أفق استراتيجي طويل الأمد، تتمثل في:
• تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في نقاط التماس كالبحر الأحمر والخليج العربي.
• توجيه ضربات دقيقة للمنشآت والبُنى اللوجستية للميليشيات
• توسيع العقوبات على الحرس الثوري والكيانات الداعمة له ماليًا وتقنيًا.
إن استمرار حرب الوكالة التي تخوضها إيران يُعد واحدًا من أخطر التهديدات لأمن الشرق الأوسط وللمصالح الأمريكية على حد سواء. تجاهل هذا التمدد سيمنح طهران مزيدًا من الجرأة لإعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة، على حساب واشنطن وحلفائها. إن تفكيك أدوات إيران لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لحماية التوازن والاستقرار الإقليمي والدولي، ولضمان استمرار الدور الأمريكي كقوة ردع عالمية تُحسب لها الحساب