اعتقالات الأردن.. “شريف” وشخصية كانت “أقوى من الحكومات”

متابعات – عين اليمن الحر
اعتقلت السلطات الأردنية، السبت، مجموعة من المسؤولين رفيعي المستوى، على خلفية أسباب وصفت بالـ”أمنية”.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية الأردنية “بترا” نبأ اعتقال الشريف حسن بن زيد، وباسم عوض الله، ومدير مكتب الأمير، حمزة ياسر المجالي، ومجموعة من المسؤولين الآخرين.
صحيفة “واشنطن بوست” قالت إن الاعتقالات جاءت على خلفية “مؤامرة معقدة للإطاحة بالملك عبدالله الثاني، وأشارت إلى وضع ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين قد الإقامة الجبرية في منزله بعمان، وهو ما نفته السلطات الأردنية.
الكاتب والمحلل السياسي، مالك العثامنة قال لموقع “الحرة” إن الشريف حسن بن زيد، الذي ذكر اسمه في نبأ الاعتقال، هو شقيق علي بن زيد، الذي قتل في حادث إرهابي عام 2009 في أفغانستان، على يد جماعة متطرفة.
ولفت المحلل الأردني إلى أن حسس بن زيد، من الشرفاء، وهم أعضاء العائلة المالكة، “لكن اسمه ظل مجهولا لدى الشعب الأردني إلى وقت نشر نبأ الاعتقال، ولا نعلم ماذا يشغل أو ماذا يعمل”.
ولفت العثامنة إلى أن أخا حسن بن زيد، كان مستشارا للملك عبد الله الثاني،ثم انتقل للعمل في السعودية مع باسم عوض الله وهو أحد المعتقلين.
وأكد الصحفي الأردني، جهاد أبو بيدار، في منشور على فيسبوك، أن الشريف حسن الذي أعلن اعتقاله، “هو شقيق النقيب الشريف علي بن زيد آل عون، الذي استشهد قبل سنوات خلال واجب في أفغانستان”.
وَقال أبو بيدار، “إن شقيقه (الشريف حسن) الآخر هو عبد الله آل عون، وكان قد عمل مستشارا في مكتب جلالة الملك عبد الله الثاني، (مسؤول الاتصال الاستراتيجي)، قبل أن ينتقل للعمل مع (باسم عوض الله) في السعودية”.
وشغل عوض الله منصب رئاسة الديوان الملكي الهاشمي الأردني، في الفترة من 2007 حتى 2008، إلى أن تمت الإطاحة به من منصبه إثر أزمة مع مدير المخابرات السابق، محمد الذهبي، وفقا للعثمامنة الذي أضاف أن “عوض الله هو الشخصية الأكثر جدلا في الأردن، وكان اليد اليمنى للملك عبد الله الثاني، ومدير مكتبه، ورئيس ديوانه، لكن كانت شعبيته محدودة جدا داخل الأردن”.
وتابع العثامنة أن عوض الله المتهم شعبيا، بتدمير اقتصاد الأردن من خلال سياسة الخصخصة، كان يقال إنه أقوى من الحكومات الأردنية بحكم قربه من الملك، لكن تم الإطاحة به من منصبه، بعد أزمته مع الذهبي.
وتابع العثامنة “الملك أزاح الاثنين (الذهبي وعوض الله)، من منصبهما، وأدين الذهبي آنذاك بالفساد في المحكمة، أما عوض الله فقد اختفى عن الساحة، لكنه كان يظهر من حين لآخر في منتدى دافوس (السنوي في سويسرا)”.
وقال الكاتب الأردني إنه تم تعيين عوض الله، لاحقا، منسقا للعلاقات مع السعودية، فور تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، ثم انتقل بعدها ليعمل بشكل كامل مع ولي العهد السعودي.
وأبدى العثامنة اعتقاده بأن اعتقال عوض الله، “يعتبر رسالة شديدة اللهجة للسعودية”، مؤكدا على أن الرجل مشهور بـ “دينيماكياته وذكائه، فهو اقتصادي، ودائما يضع حلولا اقتصادية تعجب مسؤولين في الشرق الأوسط، لكن ماذا حدث في الكواليس، لا أعلم”.
واستبعد الكاتب الأردني نضال منصور إن يكون هناك خلاف بين اللملك وعوض الله بسبب علاقة الأخير بالسعودية.
وأصدر الديوان الملكي السعودي، السبت، بيانا قال فيه إن “الرياض تؤكد وقوفها التام إلى جانب الأردن ومساندتها لما يتخذه الملك عبد الله الثاني من قرارات.
ويختتم العثامنة حواره مع الحرة قائلا “وجهة نظري، أنا من الأردنيين الذين يطالبون بالملكية الدستورية، فأنا أعتقد أن الحاكم الوحيد هو الدستور، بعيدا عن العواطف، ولا داعي للتهويل كما جاء في تقرير واشنطن بوست”.
“في النهاية الملك هو الملك، والدستور هو الدستور وهو النظام والحاكم لكل العلاقات في أي دولة، بما في ذلك الأردن”، يقول العثامنة.
وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير السبت، إن حملة الاعتقالات في الأردن جاءت بعد اكتشاف ما يصفه المسؤولون في القصر الملكي، بأنه “مؤامرة معقدة وواسعة”، اشترك فيها مسؤول، على الأقل، من العائلة المالكة، إضافة إلى قادة عشائر وأعضاء في المؤسسة الأمنية الأردنية، بحسب الصحيفة.
المصدر : الحرة – واشنطن