قائد جديد للقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط؟ وماذا يقول عن الحوثيين وإيران؟

عين اليمن الحر

أعلنت القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، في الـ 8 أغسطس، تعيين الأدميرال البحري براد كوبر قائداً جديداً لها، خلفاً للجنرال مايكل إريك كوريلا الذي انتهت فترة ولايته، وفي اليوم ذاته، أُقيم حفل وداع لكوريلا في مركز مؤتمرات تامبا بولاية فلوريدا، لكن الإعلان لم يحظَ بتغطية واسعة في وسائل الإعلام، على خلاف العادة.

وأوضحت القيادة المركزية أن كوبر شغل قبل تعيينه قائداً منصب نائب القائد، مشيرة إلى أن القائد السابق، كوريلا، قاد خلال فترة توليه المنصب الجهود العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، محافظاً – وفق بيانها – على “الاستقرار والأمن الإقليميين”، واستمر في عمليات “دحر تنظيم داعش”.

كما أشرف كوبر على تخطيط وتنفيذ أكثر من “15 عملية قتالية مشتركة كبرى”، منها عمليات “الفارس الخشن” و”مطرقة منتصف الليل”، وكانت الأولى موجهة ضد الحوثيين.

وبراد كوبر خريج الأكاديمية البحرية الأميركية عام 1989، ويحمل درجة الماجستير في الاستخبارات الاستراتيجية من جامعة الاستخبارات الوطنية.

وبصفته القائد الجديد لـ”سنتكوم”، سيتولى كوبر الإشراف على جميع المهام العسكرية الأميركية في نطاق يشمل 21 دولة، بينها دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وفق ما نشرته القيادة على صفحتها في منصة “إكس”.

وتُعد القيادة المركزية الأميركية واحدة من 11 قيادة قتالية موحدة تابعة لوزارة الدفاع الأميركية، تأسست عام 1983، وتغطي نطاقاً واسعاً من مناطق النزاع والممرات المائية الإستراتيجية.

وفي أول تعليق له بعد توليه المنصب، قال كوبر: “أدّت القيادة المركزية الأميركية والقوات المشتركة أداء استثنائياً تحت قيادة الجنرال كوريلا، مما ساهم في تعزيز الشراكات وزيادة قوة القوات الأميركية، والدفاع عن الأميركيين والمدنيين في الخارج، وأنا ممتن للغاية لهذه الفرصة لقيادة أبناء أميركا أثناء دعم المهمة المميزة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي في منطقة مسؤولية القيادة المركزية”.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإن وزارة الدفاع الأميركية رشحت كوبر في يونيو الماضي لتولي منصب القائد الأعلى للقوات الأميركية، في ثاني مرة فقط يتولى فيها أدميرال من البحرية هذا الموقع القيادي.

تتبّع “المصدر أونلاين” مواقف وتصريحات كوبر السابقة، بصفته نائب قائد القيادة المركزية، بشأن الحوثيين في اليمن وداعمهم الرئيسي إيران، وقد كرر مراراً تحذيراته من الخطر الإيراني على المنطقة وعلى أمن الملاحة الدولية.

كوبر أشار في أكثر من مناسبة إلى ضبط شحنات أسلحة نوعية ومخدرات في ممرات تهريب قادمة من إيران إلى الحوثيين، مؤكداً أن طهران تمثل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة.

وفي تصريحات أواخر 2022، وصف كوبر إيران بأنها “التهديد الأكبر على أمن الملاحة”، محذراً من خطورة استخدامها ووكلائها للأسلحة النوعية في زعزعة استقرار المنطقة برمتها.

وأوضح أن الهجمات المرتبطة بإيران لم تعد تقتصر على الخليج العربي ومضيق هرمز، بل امتدت إلى مناطق أوسع في الشرق الأوسط، معتبرا أن “هجمات الحوثيين على السفن التجارية هي الأبرز منذ جيلين”، وأضاف: “إنهم يهاجمون المجتمع الدولي”، في إشارة إلى العمليات التي نفذتها جماعة الحوثي خلال العام ونصف الماضيين تحت مبرر دعم الفلسطينيين والرد على جرائم الاحتلال في غزة.

وشدد كوبر في أكثر من مناسبة على أن الدعم الإيراني كان عاملاً حاسماً في تعزيز ترسانة الحوثيين العسكرية وقدرتهم على استهداف السفن التجارية.

وكشف عن وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني داخل اليمن يعملون جنباً إلى جنب مع الحوثيين، ويقدّمون لهم التدريب والمشورة والمعلومات الدقيقة عن الأهداف التي يهاجمونها.

وأكد أن هذا الدعم مستمر منذ أكثر من عقد، ويتضمن إمدادات متواصلة من طهران، قائلاً: “نعلم أنهم يقدّمون النصح والمعلومات، وهذا واضح تماماً”.

وفي جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي بتاريخ 24 يونيو الماضي، حذر كوبر من أن إيران لا تزال تحتفظ بـ”قدرة تكتيكية كبيرة” على ضرب القوات الأميركية في المنطقة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية.

وأشار إلى أن الحوثيين والجماعات المسلحة الأخرى ما زالوا يشكلون مصدر قلق لواشنطن، وهو ما يستدعي بقاء القوات الأميركية في “حالة تأهب قصوى”، مع مواصلة مراقبة طهران ووكلائها عن كثب.

ولفت إلى أن واشنطن رصدت بوضوح نقل شركات صينية أجهزة استشعار ومكونات عسكرية إلى إيران، تقوم الأخيرة بدورها بتمريرها إلى الحوثيين لاستخدامها في مهاجمة القوات الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى