“الولايات المتحدة تكشف أوراق الحوثيين: ضربة أمريكية لأذرع إيران المالية في اليمن”

نيويورك – هيثم جسار – عين اليمن الحر
في خطوة تعكس تصعيداً واضحاً في مساعي واشنطن لكبح النفوذ الإيراني في اليمن، كشفت السفارة الأمريكية لدى اليمن عن دور تاجر النفط الحوثي المعروف باسم “دبش” في تمويل جماعة الحوثي عبر السوق السوداء، ما يُعد صفعة جديدة لشبكات الاقتصاد الموازي التي تغذي آلة الحرب وتُغرق الشعب اليمني في مستنقع المعاناة.
السوق السوداء: خزينة الحرب الحوثية
ليس من قبيل الصدفة أن يظهر اسم “دبش” اليوم في الواجهة، فالرجل يعد أحد أبرز رجال الظل الذين يديرون تجارة النفط في مناطق سيطرة الحوثيين. وعبر شبكات معقدة من السماسرة وشركات وهمية، يتحرك نفط مهرب من مصادر مختلفة، ليباع بأسعار خيالية في السوق السوداء. والعائد؟ لا يذهب لخزينة الدولة أو لصالح الشعب، بل يُضخ مباشرة إلى حسابات الحوثيين لتمويل المعارك، تصنيع الصواريخ، ودفع رواتب عناصرهم ومشرفيهم.
واشنطن: نحو قطع شرايين إيران المالية
إدراج اسم دبش وغيره من تجار الظل في قائمة العقوبات ليس مجرد إجراء رمزي. بل يُعَد جزءاً من استراتيجية أمريكية أوسع تستهدف شبكات إيران غير الرسمية في المنطقة. إذ تدرك واشنطن أن الحوثي، وإن بدا كياناً يمنياً، ليس سوى ذراع إيراني يدور في فلك الولي الفقيه.
من طهران تُرسم السياسات، وفي صنعاء تُنفّذ عبر أدوات مثل “دبش”، الذي لم يكن سوى قناة نقل للأموال الإيرانية وتحويل موارد اليمن إلى وقود لصراع خارجي.
الاستثمار في المعاناة
المثير للسخرية – والمؤلم في آن – أن هؤلاء التجار والقيادات الحوثية “الحكيمة” كما يطلقون على أنفسهم، لا يحكمون بقدر ما يستثمرون في معاناة الناس.
ففي الوقت الذي يُحرم فيه الموظفون من رواتبهم، ويبحث المرضى عن دواء مفقود، تُحمَّل ناقلات النفط المهرب من الموانئ، ويُباع لتر الديزل بأسعار مضاعفة لتمويل القتل لا البناء.
تحرك أمريكي متصاعد
الخطاب الأمريكي بات أكثر صراحة. من بيانات السفارة في اليمن إلى تصريحات وزارة الخزانة، تتضح النية في تفكيك البنية الاقتصادية للحوثيين، ومن ورائهم إيران.
واشنطن باتت تدرك أن أي حل سياسي لا يمكن أن يرى النور طالما بقيت هذه الشبكات قائمة. فتمويل الحرب أكثر خطراً من السلاح نفسه.
اليمن ساحة معركة إقليمية
في كل مرة تضرب فيها أمريكا شبكة حوثية اقتصادية، فهي لا تستهدف الحوثي فحسب، بل تضرب واحداً من أذرع إيران الممتدة في خاصرة الجزيرة العربية.
وبينما يستمر اليمنيون في دفع ثمن الحرب، تتحرك واشنطن اليوم بخطى أكثر وضوحاً، في محاولة لفكفكة منظومة الاحتلال الإيراني غير المعلن في اليمن، بدءاً من حقول النفط المهرّب… وليس انتهاءً بأقبية السجون السرية.
إنها معركة تقودها أمريكا، ولكن وقودها الحقيقي هو معاناة شعب لم يختَر الحرب، بل اختطفته الأذرع الطائفية، وتاجره “دبش”، وتخادُم المصالح بين قم وصنعاء




