الجزائر: بدء حملة الانتخابات الرئاسية وسط تساؤلات حول مدى الإقبال عليها

 

عين اليمن الحر –

تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر/أيلول المقبل، بدأت الخميس الحملة الانتخابية بمشاركة ثلاثة مرشحين فقط. وهم الرئيس عبد المجيد تبون الذي يسعى إلى عهدة رئاسية ثانية ويوسف أوشيش، رئيس جبهة القوى الاشتراكية وحسن شريف عبد العالي رئيس حزب حركة مجتمع السلم. ويبقى السؤال المطروح حول مدى الإقبال على هذه الانتخابات لا سيما في منطقة القبائل التي تشهد حرائق هائلة والمعروفة بمقاطعتها للاقتراعات.

في خضم الصيف والحرائق التي تلتهم الغابات والمنازل، انطلقت الخميس في الجزائر حملة الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 7 سبتمبر/أيلول المقبل.

ثلاثة مرشحين سيجوبون مدن البلاد وقراها لإقناع الناخبين بالتصويت عليهم. وهم الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون الذي سيشارك كمرشح حر ويوسف أوشيش، رئيس حزب جبهة القوى الاشتراكية (أقدم حزب معارض في الجزائر أسسه حسين آيت أحمد) إضافة إلى حسن شريف عبد العالي، زعيم حركة مجتمع السلم (حزب إسلامي).

وتجدر الإشارة إلى أنه كان من المفروض أن تنظم هذه الانتخابات في موعدها القانوني وهو 19 ديسمبر/كانون الأول. لكن الرئيس تبون قرر تقديم تاريخ إجرائها ثلاثة أشهر لأسباب تتعلق بـ”الوضع الدولي الراهن والأخطار التي تحدق بالجزائر” كما صرح دون أن يفسر أو يشرح طبيعة هذه الأخطار.

إقصاء عدد كبير من المرشحين لأسباب “تقنية”

من جهتها، أقصت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عدة مرشحين آخرين لأسباب “تقنية”، تتعلق بوجود خلل في ملفات الترشيح وفق هذه اللجنة.

من بينهم رئيسة الكونفدرالية العامة للشركات الجزائرية سعيدة نغزة التي عبرت عن غضبها واستغرابها لعدم قبول اللجنة الوطنية للانتخابات ملف ترشيحها.

 

وانتقدت خلال ندوة صحافية قرار هذه اللجنة واتهمتها بتبذير المال العام. وشرحت نغزة أن “التطبيق الآلي الذي تم إطلاقه من أجل ضمان النزاهة فيما يتعلق بعملية جمع التوقيعات فشل في أداء مهمته”.

وأضافت: “لقد اتبعنا جميع الخطوات اللازمة من أجل إرسال ملفاتنا والتوقيعات المطلوبة في الوقت المحدد للمشاركة في الانتخابات، لكن دون جدوى”، منتقدة بذلك مشروع الرقمنة الذي كانت تريد الجزائر القيام به. وأضافت: “كنا نعتقد بأن الجزائر كانت تتجه نحو الرقمنة الحديثة لكنها في الحقيقة تتجه نحو الرداءة”.

غياب المنافسة الحقيقة؟

هذا، وأقصت لجنة تنظيم الانتخابات أيضا مرشحا آخر يدعى بلقاسم ساحلي، وهو رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري لنفس الأسباب، وكذلك المحامية زبيدة عسول التي لعبت دورا بارزا في الحراك الجزائري.

من جهتها، قررت زعيمة حزب العمال لويزة حنون سحب ترشحها من تلقاء نفسها بسبب عدم تمكنها من جمع العدد الكافي من التوقيعات. علما بأن هذه المناضلة السياسية اعتادت أن تشارك في جميع الاستحقاقات الانتخابية التي تنظمها الجزائر.

هذا، ويرى بعض متتبعي الشؤون الجزائرية أن عبد المجيد تبون مرشح للفوز بعهدة رئاسية ثانية بسبب ضعف منافسيه من جهة وعدم امتلاكهم قاعدة شعبية ذات وزن من جهة أخرى. فيما تساءل البعض الآخر عن كيفية القيام بحملة انتخابية في عز الصيف الحار وفي وقت يوجد غالبية الجزائريين في عطلة.

وكانت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر قد أعلنت سابقا أن 31 شخصا سحبوا استمارات الترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في السابع من سبتمبر/أيلول المقبل.

لكن في نهاية المطاف ثلاثة مرشحين فقط سيشاركون في السباق الانتخابي الذي يمنع فيه استخدام أية لغة أجنبية خلال المهرجانات الانتخابية. وهي المرة الأولى التي يتم فيها فرض مثل هذه القيود على المتنافسين.

أما فيما يتعلق برهانات هذه الانتخابات، فهي عديدة. أولها النهوض بالاقتصاد الجزائري وتحسين عجلة النمو، لا سيما بعدما فشلت في الانضمام إلى منظمة “بريكس” على الرغم من الوعد الذي أطلقه عبد المجيد تبون.

استتباب الأمن على الحدود أحد أبرز الرهانات

ويتمثل الرهان الثاني في الحفاظ على أمن البلاد، لا سيما في المناطق الحدودية مع النيجر ومالي وليبيا، حيث نشرت الجزائر قوات عسكرية لمنع تسلسل الإرهابين إليها، إضافة إلى مكافحة الجريمة العابرة للحدود.

على المستوى الدبلوماسي، ينتظر من الرئيس المقبل أن يعزز علاقات الجزائر مع بعض شركائها الاستراتيجيين، على غرار فرنسا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى، وفي وقت بدأت القنوات الإعلامية التابعة للدولة تفتح أبوابها للمتنافسين الثلاثة، لا تزال عدة تساؤلات تطرح بشأن هذه الانتخابات، أبرزها نسبة المشاركة.

بعض المختصين يتساءلون هل سيشارك الشعب الجزائري هذه المرة بكثافة في الانتخابات أم سيقاطعها كما قام بذلك في 2019 خاصة في منطقة القبائل (شمال الجزائر) التي لم تتجاوز نسبة التصويت فيها 12 بالمائة.

وفي انتظار هذا الموعد الانتخابي، لا يزال المواطن الجزائري يعاني من ارتفاع أسعار المواد الأساسية ونقص فرص العمل فضلا عن الأفق المسدود.  فهل ستأتي الانتخابات المقبلة بجديد؟

فرانس24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى