وينيسلاند يدعو لوقف العنف وإحياء عملية السلام في جلسة لمجلس الأمن بشأن فلسطين

 

د / عبدالحميد صيام –  القدس العربي

نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: عقد مجلس الأمن الدولي جلسته الشهرية، التي تعقد تحت بند “مسألة الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية”، الساعة العاشرة صباح الأربعاء بتوقيت نيويورك، بالاستماع إلى إحاطة من تور وينيسلاند، منسق عملية السلام في الشرق الأوسط، وممثل الأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، حول التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار منسق عملية السلام إلى أن الاتجاهات العنيفة التي سادت الأشهر الأخيرة من عام 2022 والتي أدت إلى خسائر إنسانية كبيرة. وقال: “يجب أن يتوقف العنف ووقف المزيد من الخسائر في الأرواح وعكس الاتجاهات السلبية”.

وينسيلاند: “يجب ألا نغفل عن الهدف الأساسي: إنهاء الاحتلال وحل النزاع وتحقيق حل الدولتين”

وأضاف: ” في الوقت نفسه، يجب ألا نغفل عن الهدف الأساسي: إنهاء الاحتلال وحل النزاع وتحقيق حل الدولتين”.
وكرر وينسيلاند التزام الأمم المتحدة بدعم الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق سلام دائم، وقال: “لقد كانت الأمم المتحدة مع الشركاء، وما زالت تشارك في الجهود المبذولة لتحسين الوضع على الأرض. إنني أحث جميع الأطراف على تخفيف حدة التوتر واتخاذ خطوات ملموسة نحو إنشاء أفق سياسي تمشيا مع الأولويات التي حددتها لهذا المجلس في الإحاطة الأخيرة في نوفمبر الماضي.”
وتحدث المسؤول الأممي عن آخر المستجدات على الأرض منذ آخر إحاطة له، قبل قرابة الشهر، حيث قتلت قوات الأمن الإسرائيلية “ما بين 8 ديسمبر و13 يناير، 14 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال، وأصيب بجروح 117 فلسطينيًا، من بينهم ثلاث نساء و18 طفلاً، خلال المظاهرات والاشتباكات وعمليات البحث والاعتقال والهجمات وهجمات مزعومة ضد إسرائيليين، وحوادث أخرى.”

وبالنسبة للهجمات المتزايدة للمستوطنين ضد الفلسطينيين، قال : “ارتكب مستوطنون إسرائيليون أو مدنيون آخرون 63 هجومًا ضد فلسطينيين أسفرت عن إصابة 28 من بينهم ستة أطفال، كما الحقت الأضرار بممتلكات فلسطينية.” وعبر عن فزعه لاستمرار مقتل وجرح الأطفال الفلسطينيين على وجه التحديد.

وتحدث المسؤول الأممي عن استمرار التوسع الاستيطاني مذكّرا المجتمع الدولي “أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي ولا تزال تشكل عقبة كبيرة في طريق السلام.” وعبر عن قلقه البالغ إزاء عمليات الهدم والاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين. حيث هدمت واستولت السلطات الإسرائيلية، خلال الفترة المشمولة بالتقرير، على 126 مبنى مملوكًا لفلسطينيين في الضفة وسبعة في القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى تشريد 127 فلسطينيًا، من بينهم 60 طفلاً.” وأكد أن عمليات الهدم تنفذ بحجج عدم وجود تصاريح بناء إسرائيلية، مؤكدا في الوقت ذاته أنه من شبه المستحيل على الفلسطينيين الحصول عليها.

وأشار وينسلاند إلى العديد من الخطوات الإضافية والعقابية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية الجديدة بما فيها حجز جزء من أموال الضريبة الفلسطينية، كما تحدث عن توجيهات من وزير “الأمن القومي” الإسرائيلي إلى الشرطة الإسرائيلية لمنع رفع العلم الفلسطيني في الأماكن العامة في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة.

منصور: عدم اتخاذ إي إجراءات هو الخيار الخاطئ

وتناول الكلمة مباشرة بعد وينسيلاند، السفير الفلسطيني رياض منصور، الذي دعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات واضحة وفورية من أجل تغيير الوضع الراهن استنادا للقانون الدولي. وأضاف منصور أن ” عدم اتخاذ أي إجراءات سيظل الخيار الخاطئ” وقال، ايضاً، إن الوضع على الأرض عبثي حيث تفلت إسرائيل من العقاب وبشكل مستمر، فيما تقع العقوبة الجماعية على الفلسطينيين الذين يستحقون الحماية. إسرائيل تعتبر أن العالم لا يستطيع محاسبتها على تصرفاتها الأحادية وغير القانونية وتسمح لنفسها بمعاقبتنا لأننا نلجأ إلى الآليات الشرعية متعددة الأطراف.”

وأشار السفير الفلسطيني إلى العقوبات التي فرضتها إسرائيل بعد تبني الجمعية العامة لقرار يطلب من محكمة العدل الدولية إصدار فتوى حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وعدم شرعية الاحتلال. ولفت منصور الانتباه إلى الخطاب التحريضي للسفير الإسرائيلي والذي وصف الخطوات الفلسطينية على المنصة الدولية بأنها “سلاح في حرب الجهاد التي يشنها الفلسطينيون ضد الدولة اليهودية”، هذا خطاب خطير يحرض على صراع ديني.”

منصور: لماذا تستمر إسرائيل بالإفلات من العقاب؟ ولماذا لا يتم محاسبتها؟

واقتبس منصور في كلمته مجموعة من التصريحات لمسؤولين إسرائيليين حول الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها من بينها وصف الأمم المتحدة بالمفلسة أخلاقيا، لأنها تبنت عدداً من القرارات التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وترفض الاحتلال. كما تحدث عن مهاجمة إسرائيل حتى لحلفائها لمجرد تصويتهم لصالح بعض تلك القرارات، وتساءل: “لماذا تستمر إسرائيل بالإفلات من العقاب؟ ولماذا لا يتم محاسبتها؟”.
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، يتهم الأمم المتحدة بالانحياز للجانب الفلسطيني. كما اتهمها بالكذب وتقديم أنصاف الحقائق دون التحري ودون التأكد من الأرقام والحقائق، بسبب تقاريرها التي توثق لمقتل المدنيين الفلسطينيين وخروقات حقوق الإنسان ضدهم وتهمل الضحايا الإسرائيليين أو تقول نصف الحقيقة.

فرحان حق دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لجميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات التي يمكن أن تصعد التوترات في الأماكن المقدسة وحولها وأن يدعم الجميع الوضع الخاص للأماكن المقدسة تماشياً مع الدور الخاص للأردن

وردا على سؤال لـ”القدس العربي” لنائب المتحدث الرسمي للأمين العام، فرحان حق، حول غياب موضوع الأسرى الفلسطينيين واحتجاز الجثامين والاعتقال الإداري وبناء الجدار من تقارير وينيسلاند ولماذا لم يدين اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى قال: “أستطيع أن أشير إلى أنني أحث الجميع على قراءة خطابه بالكامل ومعرفة ما قاله. هناك الكثير من المعلومات، وفيما يتعلق بحالة الأماكن المقدسة ، فقد كرر في الواقع دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات التي يمكن أن تصعد التوترات في الأماكن المقدسة وحولها وأن يدعم الجميع الوضع الخاص للأماكن المقدسة تماشياً مع الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية”.
وردا على سؤال آخر في المؤتمر الصحافي اليومي حول اتهام الأمم المتحدة بالكذب، قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق: “نؤكد على دقة تقاريرنا، كما تعلمون، فإن طاقمنا من مكتب ممثل الأمين العام الخاص على الأرض يعمل على التحقق من الأرقام والمعلومات وما يتم تقديمه في تقاريرنا لمجلس الأمن، كما نؤكد على مهنية وموضوعية موظفي الأمم المتحدة على الأرض حيث يعملون على التأكد من صحة ودقة المعلومات التي نقدمها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى