واشنطن تشدد على أن البرنامج النووي الإيراني “دمر بالكامل”.. لكن تل أبيب أكثر “تشكيكا”

ترامب، خامنئي ونتانياهو AFP – SAUL LOEB,-
عين اليمن الحر – مونت كارلو
من إعلان الرئيس دونالد ترامب عقب الضربات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، مرورا بتصريحات وزير الدفاع والبنتاغون ونائب الرئيس جيه دي فانس، تتضافر المواقف الأمريكية لتوحي بأن البرنامج النووي الإيراني قد انتهى بلا رجعة. لكن في المقابل، جاءت التصريحات الإسرائيلية أقل ثقة، رغم إشادتها بالعملية وتأييدها للخطوة الأمريكيةّ
فقد أكد ترامب أن منشآت التخصيب النووي في طهران “دُمرت بالكامل”، وقال الرئيس الأميركي في خطاب مقتضب: “تمّ تدمير منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران بشكل تام وكامل. على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن”.
أما تصريحات وزير الدفاع الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الأحد، فقد ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ أكد أن المهمة الأمريكية “قضت على طموحات إيران النووية”.
من جانبه، أكد فانس أيضا أن “أمريكا دمرت البرنامج النووي الإيراني”، مؤكدا “العمل الآن على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم خلال السنوات المقبلة”.
وحرص جميع المسؤولين الأمريكيين على التأكيد بأن الضربة كانت محصورة بالملف النووي الإيراني، مشددين على أن الهدف في هذه المرحلة هو فتح قنوات تواصل مع طهران للتوصل إلى اتفاق، وأن العملية لا تستهدف إسقاط النظام.
إسرائيل لا تزال تتحقق من نتائج الضربات
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه “يقوم بالتحقق” من نتائج الضربات الأميركية على منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم الواقعة في عمق الجبال. وعندما سأل صحافيون المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين عما إذا كانت الضربات الأميركية على المواقع الإيرانية قد تغير مجرى الأمور وتمهّد لنهاية قريبة للحرب، تهرب من الإجابة المباشرة مؤكدا “سنواصل عملياتنا حتى نحقق أهدافنا ونكمل مهمتنا”.
كما شدد على موضوع مخزونات اليورانيوم المخصب، مشيرا إلى أنه “من المبكر جدا” معرفة ما إذا تم تدميرها. وكانت إيران قد أعلنت أنها نقلت هذه المخزونات إلى أماكن محصنة خارج منشآت التخصيب التي استهدفت.
يذكر أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين لم تطرق إلى موضوع مخزونات اليورانيوم بشكل صريح.
إلى ذلك، أشار ديفرين إلى أن الدولة العبرية تواصل تنفيذ ضربات في إيران، موضحا أن لإسرائيل “عدة أهداف” تسعى لتحقيقها داخل إيران، مضيفا: “نواصل عملياتنا ونحن مصممون على تحقيق أهداف العملية، وهي القضاء على التهديد الوجودي لدولة إسرائيل، وإلحاق الضرر ببرنامج إيران النووي، وتدمير منظومتها الصاروخية.
فهل تعكس هذه التباينات في المواقف رغبة إسرائيلية في استمرار القتال لتحقيق أهداف غير معلنة، قد يكون من بينها إسقاط النظام الإيراني، في مقابل مواقف أمريكية تؤكد على ضرورة التوجه نحو اتفاق معه؟