من منطقة “عصية” على طالبان .. نجل “أسد بانشير” يعد العدة للحرب على خطا أبيه

 

عين اليمن الحر – الحرة

“أكتب من وادي بانشير اليوم، مستعد لاتباع خطوات والدي (…) لدينا السلاح الذي جمعناه بصبر من أيام والدي، لأننا كنا نعرف أن هذا اليوم سيأتي”، بهذه الكلمات أعلن أحمد مسعود، ابن القيادي الأفغاني الشهير الراحل، أحمد شاه مسعود، في مقال رأي على صفحات “واشنطن بوست” الأميركية، انطلاق ما وصفه بـ”مقاومة المجاهدين” ضد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.

وبمظهره الذي يحمل أكثر من شبه عابر بوالده، خصوصا إطلاقه لحية وارتدائه القبعة الصوفية التقليدية، التي اشتهر بها والده، قدم مسعود الابن، 30 عاما، الخميس، نفسه أمام آلاف من محبي والده الراحل في الولاية، كشخصية قادرة على توحيد الشعب الأفغاني وتحدي طالبان الصاعدة وإعادة تجربة والده.

وفي مقاله على واشنطن بوست كشف أن الأفغان استجابوا خلال الـ 72 ساعة الماضية، لندائه للانضمام إلى المقاومة وهم الآن يشقون طريقهم إلى تلال بانشير بمعداتهم.

على خطا أبيه
كان مسعود في الثانية عشرة من عمره عندما اغتيل والده، زعيم جبهة المقاومة الأفغانية، في التاسع من سبتمبر 2001 على أيدي تونسيين اثنين، يعتقد أنهما كانا يعملان بناء على أوامر من زعيم القاعدة أسامة بن لادن.

وحتى في تلك السن الصغيرة، قال مسعود إنه كان واعيا بالإيمان الذي يكنه الناس لوالده، وفق ما جاء في حوار له مع موقع “آسيا تايمز”.

وكان أحمد شاه مسعود قاد المقاومة ضد الاحتلال السوفياتي في الثمانينيات ثم ضد حركة طالبان عندما حكمت الأخيرة أفغانستان، بين 1996 و2001.

وقُتل قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر 2001 التي دفعت واشنطن إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في أفغانستان لإزاحة حركة طالبان عن السلطة.

أكمل مسعود الابن دراسته الثانوية في إيران والتحق بعد ذلك بمدرسة عسكرية في أكاديمية ساندهيرست المرموقة في المملكة المتحدة، كانت خياره الثاني بعد فشله في الالتحاق بكلية ويست بوينت في نيويورك — قبل أن يحصل على شهادتين في لندن.

ومسعود الذي عاد إلى أفغانستان عام 2016، والأخ لخمس بنات، هو أكبر بكثير مما كان عليه والده عندما بدأ نضاله ضد السوفييت في السبعينيات، لكن هل ينجح بعد أن فر رئيس البلاد، أشرف غني، إلى الخارج، وإعلان نائبه أنه سيتولى بموجب القانون إدارة البلاد؟

المحلل السياسي الأفغاني، وحيد الله غازي خيل، في حديث لموقع قناة الحرة، قال إنه لا يتوقع أن ينجح أحمد مسعود في مسعاه لأن البلاد تحت حكم طالبان ستقيم حكومة شاملة تجمع جميع الأطراف” بحسب تعبيره.

وظهر مسعود في صورة مع نائب الرئيس الأفغاني، أمر الله صالح، في ولاية بانشير، المنطقة الوحيدة التي لم تدخلها طالبان حتى الآن، وفوقهما صورة للقائد الشهير أحمد شاه مسعود.

وناشد أحمد مسعود في مقاله القوى الغربية بمساعدته على في مواجهة حركة طالبان.

ويرى الصحفي والمحلل الأفغاني، حكمت باينده، في حديث لموقع “الحرة”، أن أحمد مسعود رمز القیادة القادمة وله ثقل شعبي وله دور مهم في المعادلات السیاسیة” في أفغانستان.

ويقود مسعود قوة ميليشيا، ويبدو أنه يقوم بتجميع حركة لحرب عصابات في مواجهة مسلحي طالبان، وفق تقرير من موقع قناة “فرنسا 24”.

مسعود و “خمسة أسود”
يتواجد مسعود في ولاية بانشير المعروفة بأنها ظلت دائما عصية على طالبان، وأظهر مقطع فيديو على تويتر ، قيل إنه لموظف في السفارة الأفغانية، أحمد مسعود يستقل مروحية باتجاه الولاية.

وتناقل مغردون على وسائل التواصل الاجتماعي مقع فيديو آخر يظهر مسعود ويحث الأفغان على المقاومة من الولاية التي تعني “خمسة أسود” بالفارسية، هي واحدة من المقاطعات الأربع والثلاثين في أفغانستان وتضم حوالي 1,73,000 نسمة.

ويجد مسعود نفسه أمام المقارنات بينه وبين والده الذي يعرف بـ”أسد بانشير” وصوره ترتفع على اللوحات الإعلانية والجدران ونوافذ السيارات وحتى أكواب القهوة في البلاد، بحسب تقرير نشرته فرانس برس العام الماضي.

وعلى خطا والده بدأ يسعى مسعود إلى تشكيل تحالف من المناهضين لطالبان وحمل السلاح، فهل يكون ينجح في قلب موزاين القوى في البلاد؟

واستبعد وحيد الله في حديثه لموقع قناة الحرة أن “يكون ابن مسعود ناجحا كقائد مثل والده الذي حظي بدعم بدول في صراعه ضد طالبان”.

وتوقع أن الدول التي دعمت والده في السابق مثل روسيا، الهند، والصين ستكون من الدول الأولى التي تعترف بطالبان”.

“إن الطالبان ليسوا مشكلة للشعب الأفغاني وحده، يكتب أحمد مسعود في مقاله في واشنطن بوست، مضيفا “وتحت سيطرة طالبان، ستصبح أفغانستان بلا شك نقطة الصفر للإرهاب الإسلامي المتطرف”.

بالنسبة للمحلل الأفغاني حكمت “طالبان أعلنت أنها ستقيم حكومة شاملة، وإن فعلت ذلك فقد يكون الأمر مقبولا من أحمد مسعود المتواجد حاليا في أفغانستان”.

وتوقع أن تكون هناك مقاومة من أحمد مسعود في حال خالفت طالبان وعدها.

“ولدينا أيضا الأسلحة التي يحملها الأفغان الذين استجابوا خلال الـ 72 ساعة الماضية لندائي للانضمام إلى المقاومة في بنشير. ولدينا جنود من الجيش النظامي الأفغاني والذين اشمأزوا من استسلام قادتهم، وهم يشقون طريقهم الآن إلى تلال بنشير بمعداتهم. كما انضم أعضاء سابقون في القوات الخاصة الأفغانية إلى نضالنا”، قال أحمد شاه في مقاله.

وبعد 20 عاما على غزو تحالف بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان وطرد حركة طالبان، التي كانت تربطها علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة، من السلطة، سيطرت الحركة منذ الأحد، إثر هجوم واسع النطاق أطلقته في مايو، على أفغانستان. وانتشر مقاتلو الحركة في شوارع العاصمة كابول التي فرّ منها الرئيس الأفغاني أشرف غني.

وقدمت الحركة، الثلاثاء، ما وصف بـ”عرض مصالحة” متعهدة بعدم الانتقام من معارضيها، وباحترام حقوق النساء في حكم “مختلف” لأفغانستان عما كان عليه قبل عشرين عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى