لعبة العرش !

✍️ متابعات – عين اليمن الحر – النقاط الهامة من تقرير مطول نشرته اليوم واشنطون بوست الأمريكية
محمد بن سلمان يطالب الآن ب ١٥ مليار دولار يقول أن محمد بن نايف المحبوس سرقها !
كيف أنتهت لعبة العروش القذرة بمحمد بن نايف إلى السقوط المأساوي وقد كان نجما صاعدا وباهرا في سماء السعودية وأمريكا ؟!
كان بن نايف يعمل بالعقارات في جدة في ١٩٩٩، عندما طلب منه عمه عبدالله أن يعمل في وزارة الداخلية مساعدا لأبيه نايف . وكان عبدالله هو ولي العهد حينذاك ، وهو الملك الفعلي الذي بيده الأمور كلها بسبب مرض الملك فهد .
وأول عمل قام به بن نايف هو إصلاح اكادمية الشرطة التي كانت تقوم على المحاباة والمحسوبية .
وكانت وزارة الداخلية غارقة في البروقراطية والروتين ، ورأسها نايف محافظ ومنغلق وأهتمامه الكبير ينصب في نشر الإيدلوجية الوهابية فقط .
وأول بروز لأبن نايف كان في عام ٢٠٠٠ عندما أندلعت أنتفاضة غاضبة في نجران بعد إعتقال أحد علماء الإسماعيلية هناك بتهم ممارسة السحر . حل بن نايف المشكلة بطرق سلمية وكسب أول علامة تجارية في التفاوض والدبلوماسية . وكان الحرس القديم ومنهم أبوه يفضل العنف والقسوة وخصوصا بعد هجموم المتضاهرين على المجمع السكني لمحافظ نجران .
ومشت المملكة نائمة حتى فاقت على هجوم ١١ سبتمبر ٢٠٠١ على أمريكا .
غير أن وزير الداخلية نايف ظل يقول أنها مؤامرة لتشويه سمعت بلاده حتى صُدم بضربة أخرى في ٢٠٠٣ عندما قتلت القاعدة ٣٥ شخص منهم ١٠ أمريكيين في هجوم على مجمع سكني بالرياض .
وهرع ريئس المخابرات الأمريكية حينئذ جورج تينيت إلى الرياض حيث أجتمع بالملك الفعلي عبدالله وقال له : إعلن الحرب على القاعدة فهي تستهدفك وأسرتك وعلماء الدين .
فلفت الملك إلى بن نايف وقال له : أنت من يمسك ملف مكافحة الإرهاب . ودعمه بكل شيئ .
ومن هذا الدعم تخصيص ٣٠ ٪ من ايرادات الداخلية لجهود بن نايف .
وزادت هذه النسبة إلى ٤٥ في ٢٠٠٧ عندما أصدر الملك مرسوما يوسع دعم وصلاحية بن نايف الذي
يخاطبه المرسوم بالقول : إنفق ماتحتاج ، واستعن بمن تراه مناسبا وماتراه مناسبا .
قبل أشهر قليلة ، كان قد خرج من خلال نفق سري ٢٣ من أفراد وقادة القاعدة من سجن عالي التحصين والرقابة في صنعاء ومنهم جمال البدوي ، قائد عملية الهجوم على المدمرة الأمريكية يو اس اس كول في ميناء عدن عام نهاية ٢٠٠٠ .
وتسلم محمد بن نايف مبلغ طوارئ ٥٣ مليون دولار لملاحقة الفارين من السجن اليمني ، وتبين أنه لا يكفي .
وبعد الصلاحيات الواسعة من مرسوم ٢٠٠٧، بنى محمد نايف شبكة مكافحة الإرهاب على غرار شبكات المخابرات الأمريكية والبريطانية . وسماها السكٰاب ، وتعني بالعربي الفرس القوي ذو الحركة السريعة والرشيقة .
كان لهذه الشبكة اربع مراكز في الرياض هي : لنقل ضباط المخابرات وأسلحتهم ، وإنشاء المباني الخاصة بمكافحة الإرهاب ، التحكم بالأمن وخدماته والتزويد بالعربات المدرعة ، وتكنلوجية التشفير وفك التشفير .
سعد الجبري ، وعبدالله الحماد ، هما السعوديان المسؤلان على الشبكة . ولهما ٥ ٪ من ارباحها .
وسعد الجبري هو ضابط وخبير كومبيوتر عمل مع بن نايف منذ البداية حتى لجأ إلى كندا في ٢٠١٥ . والحماد لايزال في سجن بن سلمان .
من ثمار هذه الشبكة اكتشاف المتفجرات بداخل طابعة على متن طائرة كانت متوجه للولايات المتحدة في ٢٠٠٩ .
حققت الشبكة أرباح خيالية من خلال ما يعرف بالشركات الواجة ، التي كانت تعمل كشركات عادية ، وهي في نفس الوقت تعمل سرا في مكافحة الإرهاب .
كان وزير الداخلية بن نايف يستلم مخصص شهري ومحافظ الرياض سلمان كان يستلم ايضا !
وكانت تزيد صلاحيات بن نايف كلما زادت ثقة الملك به حتى صار يكتب شيكات على البنك المركزي . فقد كتب شيك ب ٣٠٠ مليون في عام ٢٠٠٨ بإسم مساعد وزير الداخلية لمكافحة الإرهاب .
وزادت ثقة الملك عندما نجى بن نايف من محاولة الإغتيال الشهيرة عام ٢٠٠٩ .
حين أتصل له عبدالله العسيري : أريد أن أسلم نفسي لك شخصيا !
قبل بن نايف العرض وأمر بتسهيل وصول العسيري إليه . وكان عسيري قد حشى جوفه بكمية كافية من المتفجرات استقرت في المستقيم من خلال فتحة الشرج . أنفجر العسيري عند باب المكتب الواسع المترامي فيما بن نايف كان يحيه مبتسما وفارحا !
جرح بن نايف ، وهرع الملك إلى المشفى للإطمئنان عليه .
تعافى الرجل وعينه الملك وزيرا للداخلية في عام ٢٠١٢ خلفا لأبيه الذي ظل وزيرا ٣٧ سنة .
وعندما مات الملك عبدالله بداية ٢٠١٥، ماتت إمتيازات بن نايف .
غير أن الملك الجديد سلمان عينه وليا للعهد وعين محمد بن سلمان نائب له ، ولي ولي العهد ، المنصب الذي لم يسمع به أحد من قبل في أعراف بني سعود .
وتقرب بن سلمان من ترامب حتى كسب تأييده بمساعدة جيرد كوشنر الصهيوني زوج إيفنكا ترامب ومسؤل ملف اسرائيل فلسطين .
وعندما دخل ترامب البيت الأبيض في يناير ٢٠١٧، أستدعى بن سلمان بن نايف إليه وقال له :
تنازل واكتب استقالتك الآن . قال بن نايف : دعني أتصل بمحمد بن فهد وخالد بن سلطان للتشاور ، قيل له : انتهت اللعبة . لقد جاؤا إلى هنا قبلك !
استقال الرجل وظن أنه سيرتاح !
فمنعت زوجته وبناته من السفر . ثم حبس في الفندق . وأفرج عنه . وفي مارس من هذا العام حبس مرة أخرى ومعه عمه أحمد بتهمة التدبير لإنقلاب !
(((((((((