كُنْ شاهدة قبري !

✍️صباح نور الصباح

كُنْ شاهدة قبري !
أَهْرُبُ من زمن الحريم والجواري
من البياض الدّامي على وجه الغيشا
من عطانة مخادع المحظيّات..
أهرب من زمن الرّقيق الأبيض
من الأجساد السندوتش على قارعة الطرقات
من المسدسات الكاتمة للصوت
من الآهات حين تغتصب على الشفاه..
أهرب من طيني
من وجهي العتيق
من ثقوب الدانتيل
من عطر شانيل…
وأضع زماني على زمانك
وأرتب أنفاسي على وتيرة أنفاسك
وأسكب وجهي في وجهك
وأتوه …أتوه : مني فيك…
لا وقت للموت الآن
الحب قيامة !
ارتعاشة الرّب لحظة الخلق
رائحة البعث
طين أول التكوين…
الحب : انسكاب العمر خارج كلّ تقويم..
لا وقت للموت الآن
ففي حانة المساء
وعلى تخوم الخريف
مازال هناك زمن ننساه وينسانا
من أجل الرقص
والقهقهة
والجنون
والمجون
مازال هناك : كأس أخيرة نشربها من أجل موت مشتهى..
موت لذيذ..
ولتكن بعدها شاهدة قبري
وحبك تاريخ ولادتي ورحيلي ..

صباح نور الصباح
تونس : 14_7_2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى