قصة نجاح ..ألاء العولقي تكسر احتكار الرجل لهندسة معدات طبية


عين اليمن الحر ..
النجاح ليس حكراً على احد كما انه ليس مقتصراً على الرجل دون المرأة ولا يرتبط بسن معين . والنجاح لا يوهب بل ينتزع بالجد والمثابرة والتعلم والعزيمة وتحدي الذات وقبل كل شيء الاختيار السليم لما يتوافق مع رغباتنا وقدراتنا . ولذلك نحن من يصنع النجاح بإرادتنا واصرارنا وفي مختلف المجالات مادمنا مؤهلين لذلك وما دام النجاح هدفنا المنشود في الحياة فبكل تأكيد سوف نتجاوز كل المعوقات التي تعترض طريقنا بما فيها عادات المجتمع وتقاليده وبالذات تلك التي تتعلق بالمرأة وترا أن انخراطها في مجال العمل تمرد غير مقبول وأن كان ولا بد من عملها فعليها تختار عمل يتناسب معها كأنثى وليس الذي ترغب به وتجد نغسها فيه ويتوافق مع تطلعاتها وطموحاتها والمقتصر غالبا على الأعمال الإدارية والفنية التي لا تحتاج لمجهود عضلي …الاء العولقي قررت التميز وكسر هذه القاعدة المجتمعية من حيث التخصص الذي اختارت ان تقتحمه..عارضها البعض وسخر منها البعض الأخر كونهم ام يتقبلوا فكرة ان تكون مهندسة معدات طبية حتى وإن نجحت في الدراسة الا أن الفشل سيكون ملازما لها في حقل العمل .لكن الواقع اليوم يقول غير ذلك … عين اليمن الحر ..التقى العولقي في فعالية اليوم العالني للمرأة الذي نظمته منظمة كلنا مبدعون .. والأن لنترك الاء تحكي قصة مسيرتها وكيف استطاعت ان تغير مفهوم منتقديها..وهل نجحت فعلا ؟؟ وإلى أي مدى تغيرت نظرة المجتمع لها ؟؟

(بداية المشوار)

..تقول إلاء تخرجت من الثانوية العامه في العام ٢٠١٣ ومثل اي طالبة تبحث عن التعليم الجامعي بدأت صراعي في البحث عن التخصصات من اجل اختيار التخصص الجامعي المناسب الذي سوف يكون الطريق لتحديد مستقبلي العملي وتحديد مصير حياتي العملية وبعد البحث والتفكير الطويل قررت ان التحق بتخصص مساعد طبيب والتحقت بهذا التخصص لعدم وجود رؤية وأضحة وهدف معين ولكن لفترة بسيطة.

(إعلان على الطريق غير مسار حياتي) .

ذات يوم وأنا أسير في أحدى الشوارع وقعت عيني على اعلان ملصق في احد وسائل النقل يتحدث عن وجود تخصص هندسه اجهزة طبيه في أحدى الجامعات ولأن مساعد طبيب لم يروق لي بدأت التفكير في هذا التخصص والمرتبط أيضا بالجانب الطبي .. وبدات اسال عليه وعن تفاصيله وبعد بحث طويل قررت الالتحاق بهذا التخصص فانسحبت من التمريض للالتحاق بتخصص هندسة أجهزة طبية

ا(المفأجاه..أنا الأنثى الوحيدة)
بعد الالتحاق بهذا التخصص اتفاجاء اني الأنثى الوحيدة في هذا التخصص وجميع زملائي ذكور ومن أول يوم كنت اجد في اعينهم سؤال يخفوه عني لماذا فتاة التحقت بهذا التخصص الشاق الذي والذي يحتاج الي مجهود عضلي ومجهود هندسي وبحكم ان المجتمع اليمني مجتمع محافظ ولا يقبل للمرأة الأعمال الشاقة والمتعبة كانت انظار الجميع لي زملاء الدراسة وكذلك المدرسين نظرة غرابة ودهشة والسؤال يدور في خاطرهم عن هذا الكائن الغريب الذي أقتحم عالمهم .. تغاضيت عن كل ذلك واستمريت بكل .

(لحظات أحباط.وبداية أمل )

وبعد التعرف على التخصص ومعرفة تفاصيله عرفت أن هناك اجهزه ضخمة وعملاقه في الأجهزة الطبية تحتاج الي اعمال شاقه يصعب على الانثى التعامل معها وخصوصا في المجتمع اليمني وان صاحب العمل لايرضى بتسليم جهازه لمن ليس لديه خبرة طويلة في سوق العمل فشعرت بالإحباط وخيبه الأمل ولكن وفي السنه الاخيره من الدراسه التقيت باستاذي المهندس صالح مسعود الذي اعاد لي الأمل وانار لي الطريق وكان له الفضل الكبير في غرس التفائل حيث اعطاني نظرة اخرى ان المرأة يمكن ان تكون لها مجالات اخرى في هذا التخصص وتحقق نجاح دون بذل مجهود وتستثمر قدراتها العلمية .

(أول خطوات النجاح )

ومن هنا بدات بالتفكير واستشارة المهندس الذي كان سبب في نجاحي ووبعد مشاورات كثيره
وضعت قدمي على أول خطوات قصه نجاحي وذلك بانشاء مركز (توب بايونيرز لتدريب والتاهيل ) في المجال الهندسي والطبي والذي كان نتاج معاناة واحباط ومتاعب شديدة تغلبت عليها بالاصرار والعزيمة والقدرة علي تحمل ضغط العمل ومواجهه المتاعب وعدم الاستسلام منذ بدايه التحاقي بتخصص هندسه الاجهزه الطبية ونظره زملائي والمدرسين والمجتمع من حولي تخطيت الصعاب وبدعم ايضاً من والدي حفظهم الله وتشجعي انشاءت مشروعي مركز توب بايونيرز الذي يظم تخصصات هندسة الاجهزة الطبيه وكذلك التخصصات الطبيه وانطلقت في ريادة الأعمال واستثمار تخصصي الذي أخترته رغم نظره الجميع لي بأنه تخصص للذكور فقط كونه شاق ومتعب ولا يصلح للانثى ولكني حققت مشروعي وجعلت من ممارسة تخصصي سهل على العمل دون بذل الجهد كما كان يتوقع الجميع انه سوف يكون عملي في الصيانه والاعمال الشاقه واصبح مشروعي هو الذي يحقق فرصه للجميع من اجل التعلم واكتساب الخبرة والخروج الي سوق العمل بجداره وثقه عالية

( نظرة المجتمع تتغير)

لم اكن اتوقع انه في يوم من الايام سوف تتبدل نظرة الجميع زملاء ومدرسين وأفراد مجتمع وستتحول من نظرة الشفقه والاستهزاء إلى نظرة الإحترام والتقدير ويصبح من كنت ارى في اعينهم سؤال بالأمس اليوم يحضرون إلى المركز للتدريب والتأهيل لمساعدتهم في سوق العمل والرفع من مهارتهم

( الحلم الذي تحقق )

تحقق حلمي كما تمنيت وهذه قصة نجاحي وهذا مشروعي والحمد لله أنشىء بمعايير ومواصفات عالية وانصح الجميع الالتحاق بالمركز من آجل اكتساب المهارات والتدريب والتأهيل العلمي والمركز يضم التخصصات التاليه. دورات صيانة الاجهزة الطبية. برنامج مساعدين اطباء اسنان. … برنامج تمريض اطباء اسنان. برنامج تمريض عام كما أن البرامج والدورات معده بعناية وبتركيز عالي وعلى ايدي كفاءات وخبرات تتوافق مع
شروط ومعايير وزارة الصحة ووزارة التعليم الفني والتدريب المهني وبشكل معتمد من لديهم ..وأخيرا ..أدعو كل فتاة وأمرأة أن تتمسك بحلمها مهما بدأ مستحيلا .لا تلتفت لأقوال الأخرين .ولكل مجتهد نصيب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى