قتلى وجرحى بهجمات متبادلة تدك عمق إيران و”إسرائيل”

دمار كبير خلفته الصواريخ الإيرانية في “إسرائيل”
عين اليمن الحر – الخليج أونلاين
شهدت “إسرائيل” وإيران موجة جديدة من التصعيد العسكري مع شنّ الطرفين هجمات متبادلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، طالت مواقع حيوية داخل العمق الجغرافي لكل منهما.
وأطلقت إيران، فجر الأحد، موجات من الهجمات المكثفة على “إسرائيل” باستخدام صواريخ نوعية ومسيّرات، استهدفت مناطق في تل أبيب، وحيفا، وبات يام، ورحوفوت، وأسفرت عن مقتل وإصابة وفقدان عدد كبير من الإسرائيليين، وفق إحصاءات أولية أوردها الإعلام الإسرائيلي.
وأكّدت هيئة البث الإسرائيلية أن الهجوم شمل إطلاق صواريخ بالتزامن مع تسلل أسراب من الطائرات المسيّرة إلى العمق الإسرائيلي، ما تسبب بحالة استنفار شاملة وسط صفارات الإنذار التي دوّت في تل أبيب الكبرى، وهرتسليا، ونتانيا.
وسُجّلت في مدينة بات يام وحدها 12 إصابة، في حين شهدت رحوفوت 4 إصابات، في حين أعلنت السلطات أن المدينة الجنوبية أصبحت “موقعاً كثيف الإصابات وواسع الدمار”، وسط تقارير عن وجود 35 مفقوداً داخل المباني المدمّرة.
وفي هذا السياق أشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى إصابة مباشرة لأحد الأبراج العالية في تل أبيب، فيما أعلنت صحيفة معاريف أن 6 مواقع مختلفة في المدينة تعرّضت لضربات صاروخية، وسط مخاوف من وجود محتجزين تحت الأنقاض.
من جهتها ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن القصف الإيراني خلّف دماراً واسعاً في وسط “إسرائيل”، وأفادت صحيفة نيويورك تايمز باندلاع حريق كبير في مركز بحثي بسبب صواريخ سقطت على مختبر علمي، في حين أكدت “يديعوت أحرونوت” تضرر معهد وايزمن للأبحاث في رحوفوت بشكل كبير.
وأفاد موقع “والا” العبري أن الهجوم أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 140 في مدينتي بات يام ورحوفوت وحدهما، بينما نقلت الإذاعة عن فرق الإسعاف أنها سجلت مقتل 5 أشخاص: 4 في حيفا وامرأة واحدة في تل أبيب، إضافة إلى إصابة 53 آخرين في العاصمة التجارية.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن الرقابة العسكرية فرضت حظراً على نشر تفاصيل 4 أحداث أمنية وقعت خلال الليلة الماضية، دون تحديد طبيعتها، في حين سُمعت انفجارات قوية قرب مطار بن غوريون، وأُغلقت بعض الطرق المؤدية إلى المناطق المستهدفة.
— الخليج أونلاين (@AlkhaleejOnline) June 15, 2025
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية أن إيران أطلقت أكثر من 40 صاروخاً باليستياً في الموجة الأولى، و50 في الثانية، ضمن ما وصفه التلفزيون الإيراني بـ”الهجوم المركب”، وهو الأكبر من نوعه منذ بدء المواجهات المباشرة بين الطرفين.
بدورها أعلنت وكالة فارس الإيرانية أن الحرس الثوري استخدم صواريخ “عماد”، و”قادر”، و”خيبر” في الهجوم، في الوقت نفسه كشفت وكالة “إرنا” الرسمية عن استخدام صاروخ فرط صوتي في الضربات على حيفا.
وأكد الحرس الثوري الإيراني، في بيان رسمي، أن عملياته ستستمر إذا واصلت إسرائيل “اعتداءاتها”، مشيراً إلى أن الهجوم شمل منشآت تزويد بالوقود للطائرات ومراكز طاقة، باستخدام صواريخ تكتيكية موجّهة مزودة برؤوس شديدة الانفجار.
هجوم إسرائيلي جديد
شنت “إسرائيل” في المقابل، فجر الأحد، غارات على العاصمة الإيرانية طهران، استهدفت مستودع النفط الرئيسي ومنشآت مرتبطة بالبرنامج النووي، ما أدى إلى انفجارات ضخمة، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر إسرائيلية وإيرانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت عدداً من الصواريخ، وطلب من السكان البقاء في الملاجئ.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدّت لـ10 طائرات مسيّرة و3 صواريخ كروز أُطلقت باتجاه مواقع في طهران.
ووفق “تسنيم” استُهدف مقر وزارة الدفاع الإيرانية، وأصيب أحد مبانيها الإدارية بأضرار طفيفة، بينما أُعلن أن مصفاة طهران لم تتأثر وأن نشاطها مستمر، رغم إعلان سابق عن حريق في مستودع نفطي غرب العاصمة.
وتعرّض حقل بارس الجنوبي للغاز بمحافظة بوشهر لقصف إسرائيلي، ما أدى إلى نشوب حريق في المرحلة الرابعة من المصفاة وتعليق الإنتاج في أحد أجزائه. ويُعد هذا الحقل أكبر حقل غاز في العالم، ويقع قرب الحدود البحرية مع قطر.
وسبق أن أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى إسقاط طائرة إف-35 إسرائيلية غرب البلاد واعتقال طيارها بعد هبوطه بالمظلة، في وقت يستمر القصف الإسرائيلي على عدة مواقع إيرانية من بينها قواعد صاروخية ومنشآت طاقة ونفط.
وفجر الجمعة، بدأت “إسرائيل” هجومها الواسع تحت اسم “الأسد الصاعد”، بدعم ضمني من واشنطن، واستهدفت خلاله منشآت نووية ومقار عسكرية، وأسفرت عن مقتل واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين في طهران وأصفهان ومشهد.
ومساء اليوم نفسه أطلقت إيران ردها الأول بصواريخ ومسيّرات استهدفت تل أبيب وحيفا ومناطق وسط “إسرائيل”، ما أوقع 3 قتلى وعشرات الجرحى، فضلاً عن أضرار جسيمة في المباني والسيارات والبنية التحتية.