في عيدها الـ 75.. الأمم المتحدة الضمان الوحيد لاستقرار العالم

متابعة – رشادالخضر – الأمم المتحدة نيويورك


تحتفل الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشائها في وقت يشهد فيه العالم اضطرابا كبيرا يتفاقم بفعل أزمة صحية عالمية غير مسبوقة ذات آثار اقتصادية واجتماعية خطيرة. فهل سنخرج من هذا المحك أكثر قوة وأكثر استعدادا للعمل معا؟ أم هل سيزيد مستوى انعدام الثقة والعزلة أكثر؟ ويجب أن يكون عام 2020 عاما للحوار، نجتمع فيه لمناقشة أولوياتنا بوصفنا أسرة بشرية، والكيفية التي يمكننا أن نبني بها مستقبلا أفضل للجميع.

وقد نص ميثاق هيئة الأمم المتحدة الذي تم التوقيع عليه في 26 يونيو عام 1945 على حفظ السلم والأمن الدولي، وإنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب، وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها، وتحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا، والتشجيع على ذلك إطلاقا بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين، ولا تفريق بين الرجال والنساء.

وأكد الميثاق في مادته الثانية على المساواة في السيادة بين جميع الدول الأعضاء، والالتزام بفض المنازعات الدولية بالوسائل السلمية على وجه لا يجعل السلم والأمن والعدل الدولي عرضة للخطر. كما يمتنع أعضاء الهيئة في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد “الأمم المتحدة”.

وفي ضل إن فيروس كوفيد-19 يشكل تذكيرا صارخا بضرورة التعاون عبر الحدود وعلى نطاق القطاعات والأجيال. واستجابتنا له ستحدد مدى سرعة تعافي العالم، وما إذا كنا سنحقق أهداف التنمية المستدامة، ومدى نجاحنا في التصدي للتحديات الملحة، بدءا من أزمة المناخ ووصولا إلى الأوبئة، وأوجه عدم المساواة، وأشكال العنف الجديدة، والتغيرات السريعة في التكنولوجيا وفي أوضاعنا السكانية.
ولكن في الوقت بالذات الذي نحتاج فيه إلى العمل الجماعي أكثر من أي وقت مضى، ما فتئ الدعم العالمي للتعاون يتلاشى. ففي العديد من البلدان، تتراجع ثقة الجمهور بالمؤسسات التقليدية وتتعرض العلاقات بين البلدان لضغوط. فهل ستؤدي هذه الجائحة إلى جمع شمل العالم؟ أم ستؤدي إلى مزيد من عدم الثقة؟ وإن الحوار، والعمل، على الصعيد العالمي أصبحا الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

إلا أنّ اجتماعات هذه السنة والتي تعقد عن بعد في أغلبها، تأتي في ظلّ تحديات فيروس كورونا. وليست الجائحة السبب لما وصل إليه العالم اليوم من تشرذم وتراجع اقتصادي، على الرغم من وفاة قرابة مليون شخص نتيجة الإصابة بها. بل إنّ ردود فعل الدول، خصوصاً الغنية منها كالولايات المتحدة، هي التي عرّت الثغرات الشديدة في النظام العالمي من النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وعرّت بذلك الفروق الطبقية الشاسعة. وهنا، تواجه الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة تحدياً قد يكون واحداً من أكبر التحديات منذ تأسيسها، وهو محاولة تهميش أي دور تلعبه دولياً حتى على مستوى التنمية المستدامة وأهدافها أو توفير اللقاح لفيروس كورونا للجميع وبأسعار شبه مجانية، وخصوصاً للدول الفقيرة.

وستعتمد الدول الأعضاء بالأمم المتحدة اليوم رسمياً، إعلاناً للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة. كما ستصدر نتائج تقرير مبادرتها تحت اسم “حوار UN75″، الذي يلخص نتائج الحوارات العالمية التي باشرتها الأمم المتحدة منذ يناير/كانون الثاني الماضي حول العالم، وتطلب في شق منه من الناس الإجابة عن بعض الأسئلة حول المستقبل الذي يريدونه للأمم المتحدة والدور الذي يريدون أن تلعبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى