طارق صالح: إجبار الحوثي «مهمة يمنية» ويجب تصحيح الإدارة العسكرية لبعض الجبهات

 

عدن – عين اليمن الحر

قال العميد الركن، طارق محمد عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية، رئيس المكتب السياسي، إن إجبار الحوثيين ، على احترام الشعب وحقوقه “مهمة يمنية”، مشددا على “توحد مختلف الأطراف اليمنية” لتحقيق ذلك.

وأضاف العميد طارق صالح، في حوار مع صحيفة “عكاظ” السعودية، نشرته في عددها الصادر اليوم (الخميس): “نحن لا نطالب المجتمع الدولي بإجبار الحوثي، لأن إجبار الحوثي مهمة يمنية، وعلى مختلف الأطراف اليمنية أن تتوحد لإجباره على احترام الشعب وحقوقه”.

وأردف: “كل ما نريده من المجتمع الدولي تطبيق قرارات مجلس الأمن، وأهمها قرار منع تصدير السلاح للحوثي، فالقرار الحوثي في طهران وليس بيد هذه الجماعة، لأنها مجرد كتيبة متقدمة من كتائب الحرس الثوري وفيلق القدس”.

وأشار إلى أن “المجتمع الدولي يستطيع الضغط عبر دعم نضال اليمنيين المشروع ضد هذه الجماعة التي دمّرت دولة ذات سيادة وأدخلت شعباً كاملاً في أتون محرقة كبرى”.

وأكد أنه “ما دام الحوثيين لا يريدون السلام ولا يملكون قرار السلام أصلاً فإن المجتمع الدولي يصبح معنياً بدعم معركة اليمنيين ودعم التحالف العربي الذي اضطلع بمسؤولية مواجهة هذه الجماعة دفاعاً عن أمن اليمن ومصالح وأمن المنطقة والعالم بشكل عام”.

وتابع: “الحوثي لم يلتزم باتفاق ستوكهولم، كما لم يلتزم بأي عهد أو اتفاق مع أي طرف محلي أو إقليمي أو دولي، والمجتمع الدولي يدرك ذلك ويتحدث عن ذلك، وفي وقت الأفعال تتحكم به عوامل لا تمت بصلة لمصلحة الشعب اليمني ولا لدماء اليمنيين ولا لحقوقهم”.

ودعا طارق صالح إلى “توحيد الجهود ورص الصفوف”، معتبراً أن “لحوثيين يستفيدون من تجزئة المعركة وتشتت الجبهات والجهود”.

وذكر أن “الرغبة موجودة لدى الجميع لتوحيد الجهود، لكن البعض يتعثر بمخاوفه ووساوسه غير المنطقية وغير الواقعية، والبعض يمنعه الفساد وواقع الفساد داخل المعركة، والذي يستفيد منه بطريقة أو بأخرى”.

وأبدى قائد ألوية حراس الجمهورية، “الاستعداد لرفد جميع الجبهات بلا استثناء لمواجهة الحوثي”، مؤكداً “القدرة على ذلك”.

وأكد أن “الجيش بفضل الأداء البطولي الكبير لأبناء قبائل مأرب وبإسناد الدعم الجوي لقوات التحالف، يستطيع حماية مأرب بل واستعادة تقدماته السابقة”.

وقال إن “المقاتلين على الأرض في كل الجبهات أبطال وشجعان ومؤمنون بقضيتهم لكن الإدارة العسكرية في بعض الجبهات مختلة ولا بد من معالجتها، وهذا يشمل الأداء الإداري والاقتصادي وحتى الخطاب الإعلامي، فهناك قصور كبير لا يتواكب مع التضحيات المبذولة من قبل المقاتلين في الجبهات أو الظروف التي يستحقها الشعب ويجب على الشرعية تحقيقها”.

في حين لفت قائد المقاومة الوطنية إلى أن التحالف العربي، بقيادة السعودية وفّر إمكانات كبيرة لدعم معركة الشرعية، والشعب اليمني وجبهاته ولا يزال. وقال “إن الدعم مقدّر من اليمنيين جميعاً ولا ينكره إلا جاحد”.

وبشأن اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وصف رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الاتفاق بأنه “إنجاز وطني سياسي”، مؤكداً أنه “لا تزال فرصة هذا الاتفاق في تحقيق اختراق إيجابي في إصلاح أداء الشرعية وتوحيد الصفوف في مواجهة الحوثي”.

وأضاف: “على الرغم من عدم تمثيلنا في هذا الاتفاق فإن ما يهمنا هو أن تترك الأطراف السياسية الحكومة تنفذه، لأن الاختلافات التي تحدث تعد خدمة مجانية للحوثي وتؤخر معركة الانتصار، ويجب تقديم حسن النية والعمل بصدق بعيداً عن التآمر واختلاق الذرائع”.

وأوضح العميد طارق صالح، أن الحكومة مشكّلة من الأطراف السياسية بمن فيهم الانتقالي، لذا لم تعد الحكومة طرفاً والانتقالي طرفاً، بل حكومة تمثل أطرافاً جميعهم يمثلون الشرعية، والخلافات بين الأطراف السياسية، والحكومة هي ضحية خلافاتهم، والمناطق المحررة واليمن كلها تدفع الثمن جرّاء ذلك.

وبسؤاله عن عدم انخراطه ضمن طاقم الحكومة الشرعية اليمنية، قال العميد طارق صالح: “هذه العناوين واحدة من الأخطاء التي تربك الشعب اليمني كما تربك الموقف الدولي، فالتشكيك المستمر بمواقف القوى المحاربة للحوثي على الأرض ومساءلتها الدائمة عن رأيها في الشرعية تجعل الحرب على الحوثي ومواجهته على الأرض وكأنها هامش لا ينتمي للشرعية، وهو ذاته المدخل الذي من خلاله تشكك الأطراف الفاسدة أو ذات الأجندة الخاصة بموقف التحالف العربي وأهدافه من الحرب المقدسة التي يخوضها دعماً لليمن في مواجهة إيران وذراعها المسلح، حيث تقدم هذه الأطراف التحالف والشرعية كأنهما طرفا نقيض في بعض الأحيان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى