ضغوط روسية لتوريطها في أوكرانيا.. مواقف بيلاروسيا الأخيرة تثير القلق

نيويورك – عين اليمن الحر – متابعات

حتى الآن، قاوم رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، الانجرار مباشرة إلى الحرب، لكن يبدو أن الضغوط من موسكو تتزايد، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

ويثير تدفق القوات الروسية وزيادة النشاط العسكري في بيلاروسيا القلق من أن لوكاشينكو، قد يضطلع بدور أكثر مباشرة في حرب موسكو المتعثرة في أوكرانيا، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية، الأحد، أن قوات جوية هي جزء من نشر جديد للقوات الروسية بدأت في الوصول إلى البلاد، بعد يوم من بدء القوات البرية في التحرك.

وجاءت الوحدات الجديدة بعد أقل من أسبوع من اتفاق لوكاشينكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نشر مجموعة مشتركة من القوات بالقرب من الحدود مع أوكرانيا لمواجهة ما وصفه الزعيم البيلاروسي بأنه تهديد متزايد لبلاده من كييف والغرب.

وكان لوكاشينكو قد سمح في السابق لموسكو باستخدام بيلاروسيا كنقطة انطلاق للغزو الأوكراني. وتمركز عشرات الآلاف من القوات الروسية هناك، كما أقلعت الطائرات الحربية الروسية من القواعد البيلاروسية.

وتقول وول ستريت جورنال إن تعليقات لوكاشينكو العلنية أصبحت “أكثر قتالية” في الأيام الأخيرة أيضا.

وأشار الرئيس البيلاروسي إلى أن أوكرانيا تحاول جر بيلاروسيا إلى الصراع، متهما كييف بالتخطيط لهجوم مثل الانفجارات التي ضربت جسر مضيق كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، والتي ألقت روسيا باللوم فيها على أوكرانيا.

كما ألقى الزعيم البيلاروسي باللوم على الغرب في دفع كييف نحو حرب مع بيلاروسيا، في حين قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن لوكاشينكو يحاول خلق ذريعة لشن هجوم على بلاده.

وحث زيلينسكي مؤخرا مجموعة الدول السبع الغنية على توفير أنظمة دفاع جوي إضافية.

لكن محللين يقولون إن القيام بدور أكثر مباشرة في الحرب سيكون محفوفا بالمخاطر بالنسبة للوكاشينكو، على الرغم من تصريحاته العدوانية، وأنه من المرجح أن يقاوم الانجرار إلى مزيد من الأمور.

ويقولون إن اقتصاد بيلاروسيا هش وقاعدة إدارته ضعيفة في أحسن الأحوال.

وتظهر استطلاعات الرأي القليل من الرغبة في الانضمام إلى الصراع، كما قال أرتيوم شرايبمان، المحلل السياسي البيلاروسي، المقيم الآن في وارسو للصحيفة.

وأضاف إنه “أمر محفوف بالمخاطر السياسية للغاية بالنسبة له”.

وانضم مئات المتطوعين من بيلاروسيا إلى كتيبة بيلاروسية مخصصة للقتال مع القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب، مقتنعين بأن الطريق إلى الحرية السياسية في بيلاروسيا يأتي من خلال هزيمة الجيش الروسي أولا في أوكرانيا، وفقا للصحيفة.

وقال لوكاشينكو في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) الجمعة إن دور بيلاروسيا في الحملة العسكرية لموسكو محدود لكن بلاده تدعم روسيا “بكل طريقة ممكنة”.

وقال: “دعمنا يكمن في حقيقة أن حدودنا الغربية مع بولندا وليتوانيا لم تنتهك، لذلك لم يتم طعن القوات الروسية في الظهر عبر بيلاروسيا”.

وأكد مسؤولو الدفاع البيلاروسيون، الذين نشروا صورا للقوات الروسية وهي تستقبلها نساء يرتدين اللباس التقليدي وبالترحيب المعتاد بالخبز والملح، السبت أن مهمة القوات المشتركة كانت دفاعية فقط وتهدف إلى حماية حدود بيلاروسيا.

وأشاروا أيضا إلى الاتحاد الاقتصادي لبيلاروسيا مع روسيا، المعروف باسم دولة الاتحاد.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب لتأكيد نشر القوات الروسية وأعدادها وطبيعة مهمتها، وقال لوكاشينكو للصحفيين الروس الجمعة في قمة في كازاخستان إن جيش بيلاروسيا البالغ قوامه 70 ألف جندي سيشكل قاعدة للقوة المشتركة وأنه لن تكون هناك حاجة “لطلب 10 آلاف إلى 15 ألف شخص من روسيا”.

وشكك بعض المحللين الغربيين في عدد القوات البيلاروسية التي يقول لوكاشينكو إنها متاحة.

وكتب فاليري ريفينكو رئيس إدارة التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع البيلاروسية على تويتر يوم الأحد أن ما يقل قليلا عن 9000 جندي روسي سيكونون جزءا من التجمع الإقليمي للقوات وأن نقلهم سيستغرق عدة أيام.

ويجري جر بيلاروسيا أكثر إلى الصراع جزئيا بسبب الطريقة التي ساعد بها الكرملين في دعم رئاسة لوكاشينكو عندما واجه موجة من الاحتجاجات الجماهيرية في عام 2020، وفقا للصحيفة.

واندلعت المظاهرات بعد أن اتهم زعماء المعارضة لوكاشينكو بالتلاعب في الانتخابات الرئاسية. كما شككت الدول الغربية في مصداقية التصويت وأدانت الحملة اللاحقة على المعارضة.

وقال محللون للصحيفة إن لوكاشينكو مدين لبوتين الذي منحه الدعم المالي والعسكري في ذروة الاضطرابات في البلاد.

وفي نوفمبر الماضي نشرت روسيا قاذفات استراتيجية في المجال الجوي لبيلاروسيا في استعراض لدعم مينسك وسط تصاعد التوترات بين بيلاروسيا وبولندا بسبب زيادة عدد المهاجرين على حدودهما المشتركة وتمركز عدة آلاف من الجنود البولنديين على الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي.

وحتى إذا تم جر بيلاروسيا مباشرة إلى الصراع، فمن المرجح ألا يغير ذلك مسار الحرب بشكل جذري، وفقا لتقييمات المحللين العسكريين.

وقال محللون إن الجيش البيلاروسي ضعيف التجهيز وليس جاهزا للقتال لأنه لم يخض معركة خلال 31 عاما من استقلاله عن الاتحاد السوفيتي القديم.

لكن الاضطرار إلى شن حرب على جبهة أخرى قد يستنزف القوى العاملة والموارد الأوكرانية.

وقال محللون إن المنشآت العسكرية البيلاروسية ستصبح أيضا أهدافا مشروعة للصواريخ بعيدة المدى، وإن المكاسب التي تحققت ضد روسيا في جنوب وشرق أوكرانيا قد تتباطأ مع تحول الانتباه شمالا.

ولم يعلق حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر على احتمالات دخول بيلاروسيا الحرب مباشرة، لكن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، قال إن الحلفاء يتفقون على أن مينسك يجب أن “تتوقف عن العمل كشريك في غزو بوتين”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى