ضرب وتهديد واغتصاب جماعي.. طالبان تستمر في ملاحقة المثليين الأفغان

 

عين اليمن الحر – متابعة خاصة – الحرة

“حتى لو ذهبت إلى السماء، سنجدك”، تحت هذا العنوان أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرها حول أفراد مجتمع الميم في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم، وذلك بالاستناد لشهادات حية من حوالى 60 أفغانيا تعرضوا للاعتداء أو التهديد بسبب ميولهم الجنسي.

وقال ج.ليستر فيدر، زميل أول في منظمة “OutRight Action International”، التي شاركت في إعداد التقرير، إنه “تم الحديث مع الأفغان المثليين الذين تعرضوا للاغتصاب الجماعي، الضرب والتهديد بالقتل، أو حتى تعرضوا لمطاردة من قبل أفراد عائلاتهم الذين انضموا إلى طالبان، وليس لديهم أمل في أن تحميهم مؤسسات الدولة”.

وكشف أحد الأشخاص المثليين في كابل أن عناصر طالبان احتجزوه عند نقطة تفتيش، وضربوه واغتصبوه بشكل جماعي، وقالوا له: “من الآن فصاعدا في أي وقت نريد أن نتمكن من العثور عليك، وسنفعل ما نريده معك “.

وكذلك أفادت ريزا، مثلية الجنس، بأنه بعد استيلاء طالبان على السلطة، انضم أقاربها إلى الحركة المتطرفة وهددوها بقتلها بسبب معرفة أحدهم السابقة بميولها الجنسي.

وكانت أفغانستان مكانا خطيرا للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية قبل فترة طويلة من استعادة طالبان السيطرة الكاملة على البلاد في 15 أغسطس 2021.

وعام 2018، أصدرت حكومة الرئيس السابق للبلاد، أشرف غني، قانونا يجرم صراحة العلاقات الجنسية المثلية.

ومع ذلك، عندما استعادت طالبان، التي كانت في السلطة من عام 1996 إلى أواخر عام 2001، السيطرة على البلاد، ساء الوضع بشكل كبير، حيث أكدت الحركة مجددا تجريم العلاقات المثلية، وتعهد بعض قادتها باتخاذ موقف متشدد ضد حقوق المثليين.

على الرغم من تعهدات متكررة باحترام حقوق الإنسان، تورطت طالبان في انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان منذ استعادة السيطرة على البلاد، بما في ذلك القتل الانتقامي، والتمييز المنهجي ضد النساء والفتيات، والقيود الشديدة على حرية التعبير والإعلام، والاستيلاء على الأراضي، بحسب التقرير.

وكان متحدث باسم طالبان قد قال لرويترز، في أكتوبر 2021، إن “مجتمع الميم، مخالف للشريعة الإسلامية”.

وكذلك أكد قاض في طالبان لصحيفة بيلد الألمانية، قبل وقت قصير من سقوط كابل، أنه “بالنسبة للمثليين، لا يمكن أن يكون هناك سوى عقوبتين: إما الرجم، أو يجب أن يقف خلف جدار يسقط عليه”.

ونص دليل أصدرته وزارة الآداب العامة في طالبان في عام 2020 على أن الزعماء الدينيين يجب أن يحظروا العلاقات المثلية وأن “المزاعم القوية” بالمثلية الجنسية ستحال إلى مدير منطقة الوزارة للفصل فيها والعقاب.

وفي السياق نفسه، ذكر رامز س. إنه “بعد أسابيع قليلة من سيطرة طالبان على كابل، توجه إلى مكتبه السابق لتحصيل راتبه، وهو في الطريق اعترضه عناصر من طالبان، حيث قاموا بضربه في حلقه ولكمه في بطنه”.

وأضاف رامز: “وضعوني في سيارة وأخذوني إلى مكان مجهول، حيث جلدت أربعة جلدات، ثم تم اغتصابي بشكل جماعي لمدة ثماني ساعات”.

وبعد إطلاق سراحه وإعلامه بأنه سيتم العثور عليه مجددا، اقتحم عناصر الحركة منزل والدي رامز واحتلوه لمدة ثلاثة أيام، واستجوبوا أفراد الأسرة وضربوا إخوته لمعرفة مكان اختبائه.

“الفرار هو الملجأ الوحيد”
ويعتقد معظم الأشخاص الذين تمت مقابلتهم أن طريقهم الوحيد إلى الأمان هو اللجوء في بلد يوفر حماية أكبر لمجتمع الميم، لكن عددا قليلا جدا من المثليين الأفغان الهاربين من أفغانستان وصلوا إلى بلد آمن، بحسب التقرير.

وفي 31 أكتوبر الماضي، وصلت مجموعة من المثليين الأفغان، الذين فروا من وطنهم إلى بريطانيا، كدفعة أولى من أبناء مجتمع الميم في أفغانستان، تقول لندن إنها ستجليهم بعد تلقي مكالمات تحذر من اضطهاد حركة طالبان لهم.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية آنذاك إن “29 شخصا، بمن فيهم طلاب ونشطاء تحدثوا علنا عن حقوقهم في أفغانستان، هم أوائل من وصلوا إلى المملكة المتحدة”. ولم توضح بالتفصيل كيف تمكن هؤلاء من المغادرة.

من جهته، أكد فيدر أنه “بالنسبة لأولئك الأشخاص المثليين الذين يرغبون في الفرار من البلاد، هناك القليل من الخيارات، حيث تجرم الدول المجاورة لأفغانستان العلاقات المثلية”.

وكذلك شددت هيذر بار، المديرة المساعدة لحقوق المرأة في “هيومن رايتس ووتش” على أن “طالبان أعلنت صراحة بعدم رغبتها احترام حقوق المثليين الأفغان”.

ودعت بار “الحكومات المعنية إلى أن تضغط بشكل عاجل لاحترام حقوق مجتمع الميم، والاعتراف بأن المثليين الأفغان الذين يطلبون اللجوء يواجهون خطر الاضطهاد في أفغانستان والدول المجاورة”.

وفي تقرير آخر لمنظمة “هيومن رايتس”، قالت كيمهالي بوال، المديرة التنفيذية لمؤسسة “Rainbow Railroad”، التي تساعد في إجلاء أفراد مجتمع الميم من أفغانستان، إنه “يمكن للحكومات حماية المثليين بشكل أفضل أثناء النزاعات المسلحة وحالات الأزمات”.

واعتبرت بوال أن “حكومات الدول الكبرى بطيئة في التصرف بالرغم من تعهداتها بحماية الأفغان المثليين، ويجب أن تسمح لنا بإحالة الحالات لإعادة التوطين الفوري”.

وشددت على أن “الحكومات بحاجة إلى أن يكون لديها خطط استجابة استباقية للأزمات مع ممرات ذكية لحماية الأشخاص المثليين والمثليات المعرضين للخطر”، مطالبة بضرورة وضع حلول قبل وقوع الأزمات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى