سيناتور أميركي يبدي مخاوفه من “مشاركة” السعودية أسرار التكنولوجيا الأميركية مع روسيا

 

نيويورك – عين اليمن الحر – الحرة

بعد اقتراحه بتجميد مبيعات الأسلحة مع السعودية لمدة عام واحد، أثار عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، ريتشارد بلومنتال، مخاوف بشأن احتمال مشاركة المملكة، للتكنولوجيا الدفاعية الأميركية الحساسة مع روسيا، بعد قرار خفض إنتاج النفط، من خلال “أوبك بلاس” التي تقودهما الرياض وموسكو.

وكان بلومنتال، وهو أحد المشرعين الديمقراطيين البارزين، ومعه النائب في الكونغرس، رو خانا، قد أصدرا مشروع قانون لوقف مبيعات الأسلحة الأميركية إلى المملكة لمدة عام بعد قرار أوبك بلاس.

لكن السيناتور أكد في مقابلة مع صحيفة الغارديان، إنه سيبحث خلال مناقشاته مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) “المخاطر بشكل أعمق، بعد قرار السعودية الأخير بالوقوف إلى جانب موسكو بشأن مصالح الولايات المتحدة”.

وقال: “أريد بعض التأكيدات، على رأسها أنه إذا كانت هناك مخاطر، فإنه يمكننا تحديد ما يمكن فعله للتخفيف من هذه المخاطر على الفور”.

وفي حين أن الجمهوريين في الكونغرس كانوا أقل تنديدا بخطوة “أوبك بلاس”، قال بلومنتال إن مناقشاته مع زملائه أشارت إلى أنه سيكون هناك دعم من الحزبين لإجراءات حد لمبيعات الأسلحة إلى المملكة، وهي قضية من المرجح أن يتم تناولها رسميا الشهر المقبل.

واقترح بلومنتال أيضا أن أحد مجالات اهتمامه الأساسية، هو التأكد من أن روسيا لن تستفيد من التكنولوجيا الحساسة التي تمت مشاركتها مع شركاء الولايات المتحدة في الرياض.

وقال: “سوف نتشاور مع البنتاغون، ونتحدث إليهم بصراحة شديدة حول تقييمهم للمخاطر في نقل التكنولوجيا في أنظمة الأسلحة المتقدمة التي تم صنعها بالفعل”، مضيفا: “أنا لا أقفز إلى أي استنتاجات ولكن يجب أخذ ذلك في الاعتبار”.

كما قال بومنتال إنه يؤيد مقترح زميله مورفي بنقل الأنظمة الموجودة حاليا في السعودية وتلك التي لا تزال في طريقها إلى أوكرانيا.

واقترح كريس مورفي، العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تحويل شحنة من 280 صاروخ جو-جو مخصصة للسعودية إلى أوكرانيا ونقل أنظمة الدفاع الجوي الأميركية “باتريوت” في المملكة العربية السعودية إلى أوكرانيا.

وكتب مورفي على تويتر ” هذان التغييران الفوريان واللذين يمكن للولايات المتحدة تنفيذهما في سياستها مع السعودية من شأنهما أن يحدثا تغييرا قريبا فيما يخص الحرب على أوكرانيا”.

ويرى بعض المحللين أن نقل الأسلحة إلى أوكرانيا سيكون أمرا معقدا، وفقا لما نقلته “الغارديان” لأنها ستتطلب تشغيلها من قبل عناصر أميركية، وهو ما يمثل تصعيدا من خلال وجود أميركيين في أوكرانيا خلال الحرب.

لكن بلومنتال يقول إنه يمكن للأميركيين تدريب الأوكرانيين على استخدام تلك الأسلحة خارج أوكرانيا.

تأتي الدعوات بعد أن أعلن تحالف “أوبك بلاس”، الذي يضم منظمة أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، عن خطط خفض إنتاج الخام، الأسبوع الماضي، بمقدار مليوني برميل يوميا.

تظهر التعليقات عمق الخلاف الذي ظهر بين النظام الملكي السعودي والديمقراطيين خاصة في واشنطن، حيث يُنظر إلى قرار “أوبك بلاس”، في العاصمة الأميركية على أنه علامة على انحياز الرياض لروسيا في حربها مع أوكرانيا، وكمحاولة محتملة لإيذاء جو بايدن والديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي الحاسمة الشهر المقبل من خلال رفع سعر البنزين في المحطات.

وأعرب كل من بايدن وحلفائه الديمقراطيين في الكونغرس عن إحباطهم من هذه الخطوة ودعوا إلى إعادة تقييم العلاقات مع السعودية، حيث حذر الرئيس الأميركي من أن السعودية ستواجه “عواقب” لهذه الخطوة.

والأحد، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن الرئيس بايدن سيتصرف “بشكل منهجي” و”استراتيجي” في إعادة تقييم العلاقة.

وفيما يخص تبعات قرار “أوبك بلاس” بخفض الإنتاج ومطالبات المشرعين الأميركيين بالحد من مبيعات الأسلحة للمملكة، قال سوليفان: “هذه علاقة بنيت على مر عقود بناء على أساس بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)”.

وأضاف “وبالتالي، فإن الرئيس لن يتصرف بتعجّل، سيتصرف بصورة منهجية واستراتيجية”، مؤكدا أن بايدن “سيأخذ الوقت اللازم للتشاور مع أعضاء كلا الحزبين، بالإضافة إلى فرصة الجلوس مع الكونغرس لدى عودته حتى يتمكن من لقائهم شخصيا”.

من جهته أعرب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الأحد، عن “استغرابه” من اتهام المملكة بالوقوف مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا، بعد قرار خفض إنتاج النفط، الذي اتخذه تحالف أوبك بلس بقيادة المملكة.

وقال في تغريدة على حسابه على تويتر: “على الرغم من أن قرار أوبك، الذي اتخذ بالإجماع، كان لدوافع اقتصادية بحتة، فإن البعض اتهم المملكة بوقوفها إلى جانب روسيا”.

والمملكة، التي نظرت إلى الولايات المتحدة على مدى عقود على أنها الضامن الأمني لها، هي واحدة من أكبر مشتري الأسلحة الأميركية.

وبلغ الإنفاق العسكري المقدّر للمملكة العربية السعودية 55.6 مليار دولار في عام 2021.

وشكلت المملكة ما يقرب من ربع المبيعات الأمييكية خلال 2017 إلى 2021، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

 

لكن منذ أن تولى بايدن منصبه، كانت الشراكة الأمنية إحدى نقاط الاحتكاك الرئيسية في العلاقة. إذ غضبت الرياض عندما أوقف بايدن مبيعات الأسلحة الهجومية، وانتقد أيضا مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، على يد عملاء سعوديين في 2018؛ واعدا بإعادة تقييم العلاقة وعدم التعامل مع ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى