خطوات بايدن الأولى تجاه السعودية.. “رسم بعض الحدود”

متابعة – د / رلى حسون

 

قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يسعى إلى تحقيق توازن في العلاقات الأميركية-السعودية، تستطيع واشنطن من خلاله مراقبة الرياض، بدون إفساد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وذكر التقرير أن مراجعة واشنطن لعلاقتها مع السعودية، أوسع من نطاق التطورات الأخيرة مثل سحب الدعم الأميركي للسعودية في حرب اليمن، وإيقاف مبيعات الأسلحة للرياض، ليشمل أيضا تقييم محاسبة الرياض لقتلة الصحفي جمال خاشقجي، بجانب أمور أخرى.

وخلال حملته الرئاسية، وعد بايدن باتباع نهج مختلف تجاه السعودية، ووصفها بأنها “منبوذة”، وتعهد بالدفاع عن حقوق الإنسان ودعا إلى إعادة تقييم واسعة للعلاقة الأميركية السعودية.

لكن رغم ذلك، فقد تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عن السعودية أمام هجمات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، في نفس الوقت الذي تطالب فيه واشنطن بإنهاء الحرب السعودية على اليمن، التي انطلقت في عام 2015.

وأضاف تقرير “وول ستريت جورنال”، أنه “بينما توترت العلاقات بين واشنطن والرياض على مدار العقد الماضي، فإنهم يحتاجون لبعضهم على أكثر من جبهة، سواء في مواجهة إيران أو التصدي للإرهاب، أو سياسات الطاقة، بحسب مسؤولين أميركيين”

وقال دينيس روس، الذي شغل مناصب بارزة في الشرق الأوسط تحت رئاسة الجمهوريين والديمقراطيين، “إنه من الصعب تصور نوع الاستراتيجية في المنطقة التي يمكن أن تعمل في حال لم يكن السعوديون جزءا منها”.

ويجد روس في خطوات بايدن الأولى “جهدا لخلق توازن وإيصال رسالة مفادها أننا عازمون على رسم بعض الحدود (على السلوك السعودي)”.

من جانبهم، رد السعوديون على رسائل واشنطن، بإطلاق سراح الناشطة النسوية لجين الهذلول التي قضت عامين ونصف، بسبب مطالبتها بالسماح بقيادة النساء السعوديات، وهو الأمر الذي أكده مستشاران ملكيان، بحسب الصحيفة الأميركية.

كما أطلقت الرياض، الأسبوع الماضي، سراح اثنين من المواطنين السعوديين الحاملين للجنسية الأميركية، بعد رفض طلبات سابقة من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

النائب الأميركي، كريس ميرفي، الذي يعرف بأنه أحد كبار منتقدي حرب اليمن في الكونغرس، قال للصحيفة الأميركية، إن واشنطن لا تحتاج دعم الرياض لدخول في مفاوضات نووية مع إيران.

وأضاف ميرفي “يجب أن نتعاون مع السعوديين أينما كان هناك أهداف مشتركة، مثل مشاركة المعلومات المخابراتية بخصوص مكافحة الإرهاب، لكن هذا لا يعني أننا ندعم السعودية في كل خطوة في المنطقة، على حساب مصالح الأمن القومي الأميركي”.

يذكر أن كبار المشرعين الأميركيين دعوا المملكة المتحدة إلى الوفاء “بمسؤوليتها الأخلاقية” والمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن، في إشارة إلى الضغط الذي ستواجهه بريطانيا للانضمام إلى إدارة بايدن وإنهاء مبيعات الأسلحة إلى السعودية.

كان الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، تعليق “مبيعات الأسلحة” الأميركية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد المتمرّدين الحوثيين في جارتها الجنوبية، تلبية لتعهد حملته منذ فترة طويلة.

المصدر: الحرة / ترجمات – واشنطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى