تقرير: سي آي أيه حذرت من وجود مدنيين قبل ثوان من ضربة كابل

 

نيويورك – عين اليمن الحر – الحرة

كشفت شبكة “سي أن أن” الإخبارية، السبت، أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية حذرت من احتمال وجود مدنيين وذلك قبل ثوان فقط من مقتل 10 أفغان بصاروخ أميركي الشهر الماضي.

ونقلت الشبكة عن ثلاثة مصادر مطلعة القول إن وكالة المخابرات المركزية أصدرت تحذيرا عاجلا مفاده أن “من المحتمل أن يكون هناك مدنيون في المنطقة، بما في ذلك أطفال داخل السيارة”.

وقالت هؤلاء إن التحذير صدر بعد أن أطلق الجيش الأميركي صاروخ من طراز “هيل فاير” استهدف سيارة من نوع تويوتا كورولا بيضاء يعتقد أنها كانت تشكل تهديدا وشيكا للقوات الأميركية التي تقود عملية الإجلاء في مطار كابول في حينه.

وتضيف الشبكة أن “الوقت كان قد فات، لأن التحذير جاء قبل ثوان من سقوط الصاروخ على السيارة، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين، بينهم سبعة أطفال.

كذلك تشير إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان الجيش الأميركي قد أبلغ مجتمع الاستخبارات، الذي يضم 16 وكالة حكومية فيدرالية أميركية منفصلة، بالهجوم.

وفقا لـ”سي أن أن” قد يطلب الجيش الأميركي في بعض الحالات من مجتمع الاستخبارات باستخدام طائرات من دون طيار لمراقبة سيارة معينة أو موقع معين.

وتضيف أن مجتمع الاستخبارات يقوم بمشاركة البيانات حول الأهداف مع وزارة الدفاع، وفي النهاية يكون قرار الاستهداف من عدمه بيد قائد القوة البرية المسؤولة عن المنطقة.

وتقول بعض المصادر إن سوء الفهم الذي جرى يسلط الضوء على ضرورة أن تحسم إدارة الرئيس جو بايدن قرارها في ما يتعلق بتوجيه ضربات مستقبلية في أفغانستان مع عدم وجود قوات أميركية على الأرض هناك، إما لصالح وزارة الدفاع أو وكالة المخابرات المركزية.

رفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على هذه المعلومات، فيما لم يرد متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية على طلب الشبكة للتعليق، وفقا لـ”سي أن أن”.

تنقل الشبكة الإخبارية عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين القول إن محاولة تقسيم المهمة بين جهتين تنطوي على مخاطرة كبيرة ويمكن أن تؤدي إلى تكرار ما جرى في كابل من قتل للمدنيين عن طريق الخطأ.

ودمرت الولايات المتحدة في 29 أغسطس سيارة بهجوم شنته طائرة أميركية مسيّرة لاعتقادها أنها “محملة بالمتفجرات”، وقال إنها أحبطت محاولة هجوم للفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية.

لكن غداة الضربة، أعلنت عائلة سائق السيارة إزمراي أحمدي لوكالة فرانس برس أنه كان يعمل لحساب منظمة غير حكومية وأن عشرة أشخاص قتلوا في الضربة معظمهم أطفال.

والجمعة، أقر الجيش الأميركي بمقتل عشرة مدنيين أفغان في “خطأ مأسوي” ارتكبه عندما شن ضربة على آلية ظن أنها محملة بالمتفجرات في نهاية أغسطس، وقدم وزير الدفاع لويد أوستن “اعتذاره” عن هذا الخطأ.

وقال الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي الجمعة إن الإدارة تدرس دفع تعويضات لأسر المدنيين الذين قتلوا بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأفادت وكالة أسوشييتد برس وغيرها من المؤسسات الإخبارية في كابل بعد الضربة أن سائق السيارة المستهدفة، زيمراي أحمدي، كان موظفا لفترة طويلة في منظمة إنسانية أميركية واستشهدت بغياب الأدلة لدعم تأكيد البنتاغون أن السيارة تحتوي على متفجرات.

وسقط الصاروخ بينما كانت السيارة تدخل في ساحة بيت العائلة وركض الأطفال لاستقبال زيمراي.

وجاءت الضربة بطائرة بدون طيار في أعقاب تفجير انتحاري مدمر من تنظيم “داعش” أسفر عن مقتل 169 أفغانيًا و 13 عسكريا أميركيا عند أحد بوابات مطار كابل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى