تحذير أممي قاتم: نصف أطفال اليمن يواجهون سوء تغذية حادًا… وخطر الوفاة يقفز 9–12 مرة

FYE – Alkhader

 

نيويورك – هيثم جسار – الأمم المتحدة

حذّرت الأمم المتحدة مجلسَ الأمن من أن نصف الأطفال دون الخامسة في اليمن يعانون سوء تغذية حادًا، وأن نسبةً تقارب النصف تعاني التقزّم، ما يضاعف احتمالات الوفاة من أمراض شائعة بين 9 و12 مرة بسبب ضعف المناعة وانهيار الخدمات الصحية. هذا النداء ليس رقمًا في تقرير؛ إنه إنذارٌ أخيرٌ لمنع مجاعةٍ صامتة تتشكّل على مرأى العالم.

جذور الأزمة: حرب طويلة، اقتصاد منهار، واستيراد غذاء يعتمد على الخارج

يعيش اليمن اليوم واحدةً من أعقد الأزمات الإنسانية؛ نحو 19.5 مليون إنسان يحتاجون إلى المساعدة والحماية، فيما تُظهر تحليلات IPC أن مستويات “الأزمة” و“الطوارئ” في انعدام الأمن الغذائي ما تزال مرتفعة على نطاق واسع. ويزداد الخطر لأن اليمن يستورد قرابة 90% من غذائه؛ أي أن أي خلل في سلاسل الإمداد أو ارتفاع في تكاليف الشحن يُترجم فورًا إلى نقصٍ وغلاءٍ على رفوف الأسواق.

عامل البحر الأحمر: عندما تتحول خطوط الملاحة إلى سلاح اقتصادي

منذ تصعيد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تضررت حرية الملاحة وارتفعت أقساط التأمين وتكاليف الشحن ومسافات الإبحار، ما انعكس مباشرةً على واردات الغذاء والوقود للبلد المعتمد على الاستيراد. تقديرات أممية مفتوحة المصدر تؤكد أن استمرار تهديد الملاحة سيُبقي كلفة الغذاء باهظة ويقوّض وصول المساعدات.

أين تدخل إيران في المعادلة؟

ليست الأزمة إنسانيةً صرفًا؛ إنها جيوسياسية أيضًا. تقارير أممية واستخباراتية علنية وثّقت شحنات أسلحة ومكوّنات إيرانية متجهةً إلى الحوثيين، بما فيها اعتراضات في البحر خلال 2024–2025. هذا الدعم عزّز قدرات الحركة على تهديد الملاحة وإطالة أمد الحرب، وكلما طال النزاع تقوّى “اقتصاد الحرب” وتفككت قدرة الدولة على توفير الغذاء والدواء.

لماذا يرتفع خطر وفاة الطفل 11–12 مرة؟

الطب يشرح ذلك ببساطة قاسية: سوء التغذية الحاد الوخيم (SAM) ينهك الجهاز المناعي ويجعل نزلات البرد أو الإسهال قاتلة. تقديرات اليونيسف تُظهر أن طفلًا مصابًا بـSAM أكثر عرضةً للوفاة بنحو 11 مرة مقارنةً بنظيره السليم، وهي النسبة ذاتها التي تحيل إليها إحاطات أممية في مجلس الأمن (9–12 مرة وفق تقدير OCHA).

قيود الوصول الإنساني داخل مناطق الحوثيين

إلى جانب اختناق الواردات، تتحدث تقارير حقوقية عن قيودٍ واعتقالاتٍ وإجراءاتٍ بيروقراطية تُعرقل عمل المنظمات وتحد من قدرتها على تقديم الغذاء والعلاج، ما يضاعف كلفة الاستجابة ويطيل زمنها في سباقٍ تُقاس دقائقه بأرواح الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى