بعد كشف سر “المقبرة الجماعية” للجنود المصريين.. القاهرة تتحرك وإسرائيل تتجاوب

 

نيويورك – عين اليمن الحر – رويتزر- الحرة

أثار الكشف عن “مقبرة جماعية” عمرها 55 عاما لـ 20 جنديا مصريا قتلوا خلال حرب عام 1967، ضجة في الأوساط المصرية، ما دفع القاهرة للتعليق على الواقعة، فيما أكدت إسرائيل فحص القضية.

كانت البداية، عندما كشف مراسل موقع “واي نت” العبري، يوسي ميلمان، الجمعة، عن مقتل 20 جنديا مصريا حرقا خلال حرب عام 1967 ودفنهم في مقبرة جماعية لا تحمل أي علامات.

وفي أعقاب ذلك، نشرت صحيفتا “يديعوت أحرونوت” و”هاآرتس” روايات شهود تشير إلى “وجود مقبرة غير مميزة قرب اللطرون”، وهي منطقة بين القدس وتل أبيب حيث دارت معارك بين الجيش الإسرائيلي والجنود المصريين قبل عقود.

وفي مقابلات مع الصحيفتين قال سكان المنطقة إن “عشرات الجنود المصريين الذين قتلوا في المعركة ربما دفنوا هناك”.

القاهرة تعلق
بعد أثاره القضية، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد حافظ، إن القاهرة كلفت سفيرها بإسرائيل بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلاميا.

وأضاف في بيان نشر على الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية بموقع “فيسبوك”، أن السفير المصري سيطالب السلطات الإسرائيلية بـ”تحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة”.

وأشار البيان إلى أن السفارة المصرية في إسرائيل “تواصل متابعة هذا الموضوع”.

إسرائيل تتجاوب
وفي سياق متصل، أثار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال حديثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الأحد، قضية “المقبرة الجماعية”.

وقال لابيد إن مكتبه سيفحص تقارير عن “مقبرة جماعية في وسط إسرائيل تضم جثث جنود الصاعقة المصريين”، الذين قتلوا خلال حرب عام 1967، وفقا لبيان منشور على صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي على “فيسبوك”.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه أوعز إلى سكرتيره العسكري، اللواء أفي غيل، بـ”فحص القضية بشكل جذري وإطلاع الجهات المصرية على المستجدات المتعلقة بها”.

سر “المقبرة الجماعية”

القائد الإسرائيلي السابق يستعرض موقع الحادثة | Source: Twitter: @yossi_melman
القائد الإسرائيلي السابق يستعرض موقع الحادثة | Source: Twitter: @yossi_melman
  1. وفي سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”، قال ميلمان “بعد 55 عاما من الرقابة الشديدة، يمكنني أن أكشف أن ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا قد أحرقوا أحياء ودفنهم جيش الدفاع الإسرائيلي في مقبرة جماعية”، خلال حرب 1967 والتي تعرف بحرب الأيام الستة.2

وأشار في تغريداته إلى أن “عدم وضع علامات على المقبرة وعدم تحديد هوية الجنود المصريين ما يعد مخالفة لقوانين الحرب”، وفق تعبيره.

وأضاف ميلمان: “قبل أيام من الحرب وقع (الرئيس المصري الراحل جمال) عبدالناصر اتفاقية دفاع مع (العاهل الأردني الراحل) الملك حسين، ونشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من (منطقة) اللطرون … كانت مهمتهم هي مداهمة إسرائيل والاستيلاء على (منطقة) اللد والمطارات العسكرية القريبة”.

وقال إنه وبعد “تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون، هربت بعض القوات المصرية، ووقع البعض أسرى، وقاتل البعض بشجاعة”، مضيفا “عند نقطة معينة، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأدغال البرية في الصيف الجاف”.

وتابع: “قتل ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حريق الأدغال. انتشر الحريق سريعا في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لديهم فرصة للهروب”.

واستطرد: “في اليوم التالي جاء جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتربة”.

وأشار إلى أن الوثائق العسكرية الرسمية غير السرية تحذف مأساة اللطرون، مضيفا أن “الطرفين ارتكبا جرائم حرب في الصراع العربي الإسرائيلي”، على حد تعبيره.

وكانت حرب 1967، هي الثانية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ومنيت خلالها القوات العربية التي كان الجيش المصري جزءا رئيسيا منها بالهزيمة أمام إسرائيل.

وبعد خوضهما حربا أخرى عام 1973، وقعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام عام 1979، وكانت تلك أول مرة توقع فيها إسرائيل اتفاقية سلام مع دولة عربية وتعتبرها حجر الزاوية لأمنها، وفقا لـ”رويترز”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى