بايدن يزور مقر وكالة الاستخبارات المركزية CIA تقديراً لدورها في أوكرانيا

 

نيويورك – عين اليمن الحر

وكالة المخابرات CIA تستضيف الرئيس بايدن في مقرها الاسبوع الماضي كجزاء من الاحتفال المستمر 75 عام من تاريخ الوكالة

احتفالاً بالذكرى السنوية الخامسة
والسبعين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة مقر الوكالة الرئيسي في فرجينيا.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن بايدن سيلتقي مع ضباط وموظفي الوكالة للثناء على عملهم المتعلق بالملف الأوكراني، والذي أعاد الوكالة إلى دائرة الضوء وضَمن لها إشادات واسعة.

علاقة بايدن بالوكالة يمكن وصفها بالتقليدية، وتأتي بعد فترة من الاضطراب في العلاقة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي لطالما شكك في المعلومات الاستخبارية ولطالما هاجم ما كان يزعم أنه “دولة عميقة” من المعارضين.

رغم ذلك، شهدت العلاقة التقليدية مع بايدن توترات العام الماضي بسبب الملف الأفغاني، مع توجيه أصابع الاتهام عبر الحكومة بسبب سقوط الحكومة الأفغانية المدعومة أمريكياً، واجتياح حركة طالبان كابول. إلا أن كشف الوكالة عن توقعاتها بأن تغزو روسيا أوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي أعطاها دفعة قوية أمام الانتقادات وفي وجه الضغوط لتقديم رؤى بشأن روسيا والصين.

حينها سمح بايدن، بشكل غير مسبوق، برفع السرية عن المعلومات المتعلقة بنوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن حرب جديدة، والتي ساهمت بحشد الدعم اللازم لفرض العقوبات التي شلت الاقتصاد الروسي، وزيادة الدعم العسكري لكييف.

يقول دوغلاس لندن، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية وناقد لتوجهات الوكالة في السنوات الأخيرة، إن الحرب أظهرت أن وكالة المخابرات المركزية في طريقها لتصبح “خدمة تجسس نخبوية مرة أخرى.. لقد سهّلت أوكرانيا طريقها
إلى الخلاص”.

لكن رغم صدق تنبؤات الوكالة بوقوع الحرب، أخفقت بتقدير قدرات أوكرانيا على المقاومة، وتوقعت أن حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ستسقط بغضون أسابيع.

دفع هذا التوقع الخاطئ مجدداً- بعد توقع خاطئ سابق في أفغانستان عندما اعتقدت الوكالة أن حكومة الرئيس أشرف غني ستصمد لأشهر إلا أن غني فرّ وكابول سقطت في أيدي طالبان- إلى مراجعة الوكالة كيفية تقييمها “لإرادة القتال” المتصورة لحكومة أجنبية.

قال السناتور أنغوس كينغ، وهو مستقل من ولاية مين وعضو في لجنتي المخابرات والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إنه دفع مسؤولي المخابرات لمراجعة سبب حدوث “انهيارين مهمين في عام واحد”، وقال كينغ في مقابلة أجريت معه مؤخراً: “كانت جودة الاستخبارات قبل الغزو ممتازة وذات مستوى عالمي. المشكلة تكمن في تقييم ما كان سيحدث بعد الغزو”.

ورغم رفع السرية عن توقعات الوكالة المتعلقة بإمكانية غزو روسيا لأوكرانيا، بقي معظم العمل الاستخباري سرياً. كشف مسؤولون أمريكيون أنهم يزودون أوكرانيا بمعلومات تستخدمها القوات الأوكرانية لضرب أهداف روسية عالية الأهمية، بما في ذلك الطراد الروسي موسكفا.

تحت ضغط من المشرعين في واشنطن، خففت إدارة بايدن قواعدها بشأن تبادل المعلومات الاستخبارية وتقدم الآن مزيداً من المعلومات للأوكرانيين، كما خصصت 7 مليارات دولار لأنظمة أسلحة وذخيرة ومساعدات عسكرية أخرى منذ بدء الحرب في شباط/ فبراير. كذلك تشارك في تعزيز الدفاعات الإلكترونية لأوكرانيا وحلفاء آخرين ضد قدرات روسيا على اختراق الأنظمة الرقمية والسرقة منها.

ومن المتوقع أن يكون للاستخبارات الأمريكية دور كبير في أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة.

كما تراقب الوكالة أيضاً احتمالات تدخل روسي للتأثير في الانتخابات الأمريكية، وسط توقعات من كبار المسؤولين بأن بوتين قد يستخدم الدعم الأمريكي لأوكرانيا كذريعة لشن حملة أخرى ضد الانتخابات الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى