اليونان تحصل على مقاتلات و فرقاطات فرنسية.. وإردوغان يحذر ماكرون لأول مرة


متابعة – رشادالخضر


أعلن رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، السبت، صفقات شراء أسلحة مع فرنسا وإصلاح شامل للجيش وسط توتر مع تركيا في شرق البحر المتوسط، في وقت حذر فيه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشكل مباشر لأول مرة.

وقال رئيس الوزراء في كلمة في مدينة سالونيك الشمالية “آن أوان تعزيز القوات المسلحة (…) هذه المبادرات تشكل برنامجا قويا سوف يتحول إلى درع وطني”.

وأضاف ميتسوتاكيس أن اليونان سوف تحصل على 18 طائرة رافال فرنسية وأربع فرقاطات متعددة المهام وأربع طائرات مروحية إضافة إلى تطويع 15 ألف جندي وضخ التمويل في قطاع صناعة الأسلحة الوطنية والدفاع ضد الهجمات السيبيرية.

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه سيتم تأمين أسلحة جديدة مضادة للدبابات وطوربيدات بحرية وصواريخ جوية.
وقال إن برنامج التسلح الذي وضعته الحكومة ويتضمن تحديث أربع فرقاطات أخرى موجودة، مصمم أيضا لخلق آلاف الوظائف.

وأفاد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس أنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل حول كلفة البرنامج ومشتريات الأسلحة في مؤتمر صحافي، الأحد.

ويسود اعتقاد أن، ميتسوتاكيس، هو الذي وضع البرنامج بعد محادثاته مع ماكرون، خلال قمة كورسيكا، هذا الأسبوع.

إردوغان يحذر ماكرون
حذّر الرئيس التركي نظيره الفرنسي، السبت، من “العبث” مع أنقرة في ظل تصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وقال إردوغان في كلمة متلفزة بإسطنبول في الذكرى الأربعين للانقلاب العسكري، عام 1980 “لا تعبث مع الشعب التركي، لا تعبث مع تركيا”.

وكان ماكرون انتقد أنقرة بشدة في مواجهتها مع اليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط على خلفية التنقيب عن موارد الطاقة.

وحض إردوغان اليونان على “الابتعاد عن تصرفات خاطئة” تدعمها دول مثل فرنسا في المياه المتنازع عليها بعدما أدت مناورات بحرية اجرتها كل من أثينا وانقرة في المنطقة الشهر الماضي، بباريس إلى تعزيز وجودها فيها.

وقال ماكرون الخميس إن على الأوروبيين أن “يكونوا واضحين وصارمين ليس مع الشعب التركي بل مع حكومة الرئيس إردوغان الذي قام بتحركات غير مقبولة”.

وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسي خلال قمة لمجموعة “ميد 7” في الاتحاد الأوروبي، لوحت بفرض عقوبات على تركيا بسبب تحركاتها هذه.

وجاء التوتر الأخير بعدما أرسلت تركيا سفينة تنقيب وسفنا حربية إلى المياه المتنازع عليها، في العاشر من أغسطس، ومددت هذه المهمة ثلاث مرات.

واتهم إردوغان، السبت، نظيره الفرنسي “بالافتقار إلى الاطلاع التاريخي”، وهدده قائلا “السيد ماكرون، ستواجه مشاكل أخرى معي”.

وكان هذا أول تعليق لإردوغان يستهدف ماكرون مباشرة.

وقال الرئيس التركي “سيد ماكرون سيكون لديك مزيد من المشاكل معي شخصيا”، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وأضاف أن فرنسا “لا يمكنها أن تعطي تركيا درسا في الإنسانية”، داعيا ماكرون إلى النظر إلى سجل فرنسا ولا سيما في الجزائر ودورها في مجازر رواندا، العام 1994.

وتابع إردوغان متوجها إلى ماكرون “لم يعد لديك متسع من الوقت”، في إشارة إلى دخول الرئيس الفرنسي السنتين الأخيرين من عهده، علما أن انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة ستجرى عام 2022.

تدهورت العلاقات بين تركيا وفرنسا بشأن شرق المتوسط، لكن البلدين العضوين في حلف الأطلسي يختلفان على ملفات أخرى بينها النزاع في كل من سوريا وليبيا.

وتبادل البلدان سابقا انتقادات حادة على خلفية لقاء مسؤولين فرنسيين، عام 2018، عددا من القادة السوريين الأكراد المرتبطين بفصيل مسلّح تدعمه الولايات المتحدة وتعتبره تركيا “إرهابيا”.

وفي ليبيا أيضا يقف البلدان على طرفي نقيض، إذ تدعم أنقرة حكومة الوفاق، المعترف بها من الأمم المتحدة، والتي شنّ المشير خلفية حفتر، عام 2019، هجوما للسيطرة على معقلها طرابلس.

في المقابل يسود اعتقاد بأن فرنسا تدعم حفتر، علما أن باريس تصر على حيادها في هذا النزاع.

واتهم إردوغان فرنسا بالتدخل في ليبيا “من أجل النفط” وفي أفريقيا “من أجل الألماس والذهب والنحاس”.

وتزامن الاتفاق مع زيارة يجريها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى قبرص للدعوة إلى التهدئة واتخاذ الحوار الدبلوماسي وسيلة للحفاظ على “الوحدة الأطلسية”.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى