المندوبة الأميركية لدى “الناتو” تشيد بالوحدة أمام روسيا وتكشف عن دولتين تبحثان الانضمام

 

نيويورك – عين اليمن الحر

أكدت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، جوليان سميث، أهمية التوحد الذي شهده الحلف قبل الاجتياح الروسي لأوكرانيا وإلى الآن، مشيرة إلى الدور الذي لعبته واشنطن في الضغط على موسكو وحجم المساعدات التي وفرتها لحكومة كييف، بالإضافة إلى “سياسة الأبواب المفتوحة”، التي تتيح انضمام أعضاء جدد للحلف.

وقالت سميث في مقابلة خاصة مع قناة “الحرة”: “ما رأيناه خلال الشهرين الماضيين هو مستوى ممتاز من الوحدة هنا في حلف شمال الأطلسي، الحلف توحد قبل دخول روسيا إلى أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير، واتخذ عدة خطوات لمحاولة حث روسيا على الامتناع عن خوض الحرب في أوكرانيا، إلا أن بوتين للأسف توجه لخيار مختلف”.

وذكرت سميث أن “الحلفاء في الناتو توحدوا لإنجاز ثلاثة أمور، العمل سويا للضغط على روسيا لوقف الحرب والنزاع، ثانيا: كل حليف على حدة يقدم مساعدة لأوكرانيا، أحيانا مساعدات إنسانية واقتصادية وأحيانا مساعدات أمنية، دول كثيرة تقدم الاثنين معا، وثالثا: بعد الرابع والعشرين من فبراير الحلفاء ضمن حلف شمال الأطلسي توحدوا ليدرسوا كيفية إرسال قوات من حلف شمال الأطلسي إلى أوروبا الشرقية لمواجهة التهديد الأمني الخطير التي تعيشه هذه الدول منذ اجتياح روسيا لأوكرانيا”.

وفي رد على سؤال حول حجم المساعدات التي قدمتها واشنطن لكييف، أشارت سميث إلى أن الولايات المتحدة مع دول حليفة أخرى قدمت مساعدات كبيرة لأوكرانيا، مضيفة “على المستوى الأمني فقط، وهذا ما أعرفه لأني أعمل ضمن حلف شمال الأطلسي، فإن أميركا قدمت 3.7 مليار دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا”، مؤكدة أنه منذ وصول الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الرئاسة “أصبح هذا الرقم 4.3 مليار دولار، وبالتالي هو التزام طويل الأمد لمساعدة أوكرانيا”.

وأضافت أن “ما يحصل الآن، وهو الأهم، هو أن إدارة الرئيس بايدن ستقدم طلبا جديدا للكونغرس، ربما رأى بعض المشاهدين رقم 330 مليون دولار، هذا ما تطلبه الإدارة من الكونغرس”.

ونوهت إلى أن “ثلث هذا المبلغ، أي 11 مليون دولار، ستخصص للمساعدات الغذائية وأنواع أخرى من المساعدات الإنسانية وبلا شك الأمنية”.

وشددت المندوبة الأميركية على الدور “الريادي” و”الأساسي” الذي تلعبه الولايات المتحدة في خلق الوحدة بين صفوف حلف شمال الأطلسي وتعزيزها، وأضافت أن الولايات المتحدة زودت “الناتو” بالطلبات الأوكرانية لتبحث كيف يمكن لكل دولة أن تقدم المساعدة.

وقالت إن واشنطن تود أن “تطمئن الأصدقاء والحلفاء في شرق أوروبا، الذين يشعرون أنهم في خطر الآن”.
وأشارت إلى أن أميركا ليست وحدها في تقديم المساعدة بين صفوف “الناتو”، بل “هي لاعب من بين لاعبين كثر ضمن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا وللضغط على روسيا”.

وفي رد على سؤال حول احتمال تفكير الناتو بضم دول من شرق أوروبا إليه في حال قدمت طلبا بذلك، أجابت سميث: “إنه أمر مثير للاهتمام، كانت روسيا تأتي لمقر حلف شمال الأطلسي، وفي اجتماع جلست روسيا مع الدول الأعضاء الثلاثين .. طلبت روسيا من الحلف أن يغير من سياسات الأبواب المفتوحة، روسيا كانت تود من الحلف أن يؤكد أنه لن يتوسع ضمن دول جديدة”.

وأضافت “طوال ذلك الوقت كان الحلفاء متفقين على أن الحلف لا يود أن يغير سياسة الأبواب المفتوحة، لذا تبقى أبواب حلف شمال الأطلسي مفتوحة، وهنا يبدو أن دولتين ربما السويد وفنلندا تتحدثان عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي”.

واستدركت “وطبعا هذا القرار، قرار سيادي وليس هناك من ضغط من الناتو للانضمام إليه، لكن نرى أن هذه الدول تفكر بطلب العضوية من الحف ما يبرهن أن أبواب الحلف ما زالت مفتوحة”.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وحلفاء آخرين ككندا ودول أخرى يعملون على تدريب القوات الأوكرانية منذ سنوات، وليس فقط منذ بداية الصراع الحالي، مشيدة بقدرات الجيش الأوكراني على ردع الهجوم الروسي، وأن ذلك التدريب كان جزءا أساسيا في ذلك.

ونوهت إلى أن أوكرانيا تعمل على الانتقال من تجهيزاتها العسكرية التي امتلكتها منذ العهد السوفيتي إلى العصر الحديث، مشيرة إلى أن “الناتو” سيوفر لأوكرانيا ما تحتاج إليه لفعل ذلك.

وفيما يخص أبرز التحديات التي تواجهها كامرأة في منصبها قال سميث: “أنا فخورة بأن أكون المندوبة الثالثة في حلف شمال الأطلسي، وهي مؤسسة متواجدة منذ 73 سنة، طبعا أرحب بوجود المزيد من النساء”.

وأشارت إلى أن هناك المزيد من السفيرات في حلف شمال الأطلسي، “لابد أن تكون هناك أفكار متنوعة، والمرأة تأتي بمنظور خاص”.

وقالت: “طبعا هناك أيضا تحديات، فهذه المؤسسة طوال تاريخها، إلى حد ما يسيطر عليها الرجال، ومع الوقت وجدنا سبيلا للتنويع في الأشخاص والأفكار، وهذا طبعا يعزز من قدرات حلف شمال الأطلسي”. معبرا عن أملها بتعيين المزيد من النساء في الدول الأعضاء بـ “الناتو”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى