الشرق تحصل على ورقة عمل المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية: حل الدولتين هو الأساس

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين أمام وزارة الخارجية البريطانية في لندن ببريطانيا. 24 يوليو 2024 – REUTERS

 

عين اليمن الحر – رويترز- الشرق

إطار زمني وآليات دولية للتنفيذ والتزامات واضحة لكل الأطراف ورفض إعادة التفاوض من البداية

عين اليمن الحر – رويترز + الشرق

أظهرت ورقة المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية المزمع عقده في نيويورك بين 17و 20 يونيو، برئاسة السعودية وفرنسا، أن المؤتمر يعقد على أساس أن “حل الدولتين” هو المرجعية، وعلى ضرورة أن يكون التنفيذ مرتبطاً بإطار زمني محدد لا رجعة فيه، وتحديد التزامات عملية لكل الأطراف، ووضع آليات دولية لضمان الاستمرارية، مع التركيز على التنفيذ، ورفض احتمالية إعادة التفاوض.

وأفادت الورقة، التي حصلت “الشرق” على نسخة منها، أن تنفيذ حل الدولتين يجب أن يكون مستقلاً عن التطورات المحلية والإقليمية، ويضمن الاعتراف الكامل بدولة فلسطين كجزء من الحل السياسي، على أن يكفل احترام حقوق الشعوب ورغبتها في السلام والأمن.

يُعقد المؤتمر في لحظة حاسمة تاريخياً من أجل السلام في الشرق الأوسط، بعد عقود من تعمّق الاحتلال، وتصاعد العنف والإرهاب، وانهيار مفاوضات السلام.

وأشارت الورقة إلى أن هجمات 7 أكتوبر 2023 والحرب على غزة أسفرت عن تصعيد غير مسبوق في العنف وخسائر هائلة في الأرواح، وأزمة إنسانية هي الأسوأ على الإطلاق، ودمار واسع النطاق، ومعاناة كبيرة للمدنيين على الجانبين، بما في ذلك المحتجزين وعائلاتهم وسكّان غزة.

وأكدت الورقة أن الأنشطة الاستيطانية تهدد حل الدولتين، الذي يُعدّ الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة، الأمر الذي ينعكس سلباً على السلام والأمن والازدهار الإقليمي والدولي.

وأوضحت الورقة، أن المؤتمر يهدف إلى تغيير المسار عبر البناء على المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية، واعتماد تدابير ملموسة لتعزيز احترام القانون الدولي، ودفع عجلة السلام العادل والدائم والشامل الذي يضمن الأمن للجميع في المنطقة ويعزّز الاندماج الإقليمي.

ويشكّل المؤتمر تأكيداً على التزام المجتمع الدولي الثابت بالتسوية السلمية لقضية فلسطين وحل الدولتين، وعلى ضرورة التحرك العاجل لتحقيق هذين الهدفين.

 

حشد الجهود الدولية

ورقة العمل أوضحت أن المؤتمر يسعى إلى حشد جميع الجهود الدولية على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والأمنية لتنفيذ هذه الأهداف باعتبارها السبيل الوحيد لضمان السلام والأمن الإقليمي والدولي والمستقبل الأفضل لجميع شعوب المنطقة.

ولفتت إلى أن عملية السلام لم تنجح في الشرق الأوسط في الماضي في التوصّل إلى حل، بل تراجع الدعم لحل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على الرغم من كونه السبيل الوحيد إلى عيش الشعبين جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وبالتالي تحقيق الاستقرار في المنطقة، مشددة على ضرورة الانتقال من الأقوال إلى الأفعال.

وبحسب الورقة، فإن موجة العنف الأخيرة، وسقوط عدد غير مسبوق من الضحايا المدنيين، والدمار والتهجير القسري، شكلت أخطر الأزمات التي حلّت محل ما كان يُعرف بـ”عملية السلام”.

واعتبرت الورقة أن المجتمع الدولي، منذ اندلاع هذه الموجة، أعاد التأكيد على التزامه بإحياء “مسار سياسي” نحو حلّ الدولتين، ودعا إلى وقف فوريّ لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة فلسطينية واحدة.

وشددت الورقة على أن الإجماع الدولي على حلّ الدولتين لا يزال يحظى بدعم شبه كامل، لكونه السبيل الوحيد لتلبية تطلعات الطرفين وفقاً للقانون الدولي، ولإنهاء العنف والإرهاب وتهيئة الظروف للسلام والاستقرار الإقليميين.

وذكرت الورقة أن “الدعوات لتطبيق حل الدولتين تزايدت في ظل التهديدات المتصاعدة من استيطان غير قانوني، إلى خطاب كراهية وممارسات تهجير قسري”.

وأضافت: “أدى هذا الإلحاح إلى تأسيس التحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين في سبتمبر 2023، وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 ديسمبر 2023 قراراً بتنظيم مؤتمر دولي رفيع المستوى لهذا الغرض في يونيو 2025”.

حل النزاع

واعتبرت ورقة عمل المؤتمر أن المسؤولية الأساسية لحل النزاع تقع على عاتق الطرفين، لكن السنوات الأخيرة أثبتت أن غياب تصميم دولي قوي أدى إلى تفاقم الصراع.

وأضافت: “لذلك، قرر المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليته بدعم حل سياسي عادل ينهي الاحتلال وموجات العنف ويسهم في مكافحة التطرف” .

وذكرت الورقة أن أطرافاً إقليمية، مثل مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة، أدت دوراً مهماً في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، كما قدمت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة (الخطة العربية، 4 مارس 2025) تصب في تنفيذ حل الدولتين.

وأبانت الورقة أنه في هذه المرة، ثبت أنه لا يمكن منع تكرار الأزمات إلا من خلالم تنفيذ حل الدولتين ضمن إطار متعدد الأطراف، يستند إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والقانون الدولي، ومبادئ مدريد، ومبادرة السلام العربية.

يوفر المؤتمر منصة لتنسيق الخطوات العملية نحو إنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، والمبادرة المشتركة Peace Day Effort التي أطلقتها السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بالتعاون مع مصر والأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى