الخلاف بين ترامب وماسك: هل يشكّل تهديداً تنظيمياً لإمبراطورية الملياردير؟

واشنطن – نيويورك – عين اليمن الحر – CNBC
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إلى إجراء مراجعة شاملة للدعم الحكومي المُقدَّم إلى شركات الملياردير إيلون ماسك، مما أثار مخاوف من تصعيد الرقابة التنظيمية على أنشطته المتنوعة في قطاعات النقل والطاقة والفضاء.
وفي ما يلي قائمة بالجهات الرقابية الأميركية التي تشرف على شركات ماسك، من بينها «تسلا» لصناعة السيارات الكهربائية، و«سبيس إكس» المتخصصة في إطلاق الصواريخ والأقمار الاصطناعية، وشركة زرع رقاقات الدماغ «نيورالينك»، ومنصة التواصل الاجتماعي «إكس»، وشركة الإنشاءات «ذا بورينغ كومباني».
الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة
تخضع شركة «تسلا» لرقابة صارمة من الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، خصوصاً فيما يتعلق بسلامة مركباتها عند استخدام أنظمة القيادة الذاتية المتقدّمة.
وفي الشهر الماضي، طلبت الإدارة من «تسلا» تقديم معلومات إضافية بعد مراجعتها لمقاطع فيديو نُشرت عبر الإنترنت، تُظهر روبوتاكسي يستخدم المسار الخاطئ، وآخر يتجاوز مركبة بدون سائق بسرعة مفرطة، وذلك بعد إطلاق الشركة خدمة اختبار محدودة لسيارات الأجرة ذاتية القيادة في أوستن، تكساس.
وتراجع الهيئة حالياً ردود الشركة على استفسارات متعددة تتعلق بسلامة هذه المركبات في ظروف الطقس السيئ، إلى جانب عدد من المخاوف الفنية الأخرى.
تواصل الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة تحقيقاتها بشأن حوادث اصطدام وقعت لسيارات «تسلا» المزودة بتقنية القيادة الذاتية الكاملة، لا سيما في ظروف ضعف الرؤية على الطرق. وقد بدأت التحقيقات منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي، وتشمل مراجعة أداء النظام في ظروف جوية صعبة.
لجنة الاتصالات الفدرالية
في أبريل نيسان الماضي، صوّتت لجنة الاتصالات الفدرالية الأميركية على فتح مراجعة لنظام تقاسم الطيف الترددي المُعتمد منذ عقود بين أنظمة الأقمار الصناعية، وهو النظام الذي تسعى «سبيس إكس» إلى تحديثه.
وترغب الشركة في الحصول على حصة أكبر من الطيف الترددي خلال السنوات المقبلة لتسريع نشر خدمات الإنترنت الفضائي عبر مشروع «ستارلينك». وتهدف المراجعة التي أطلقتها الجهة التنظيمية إلى تمكين استخدام أكثر كثافة للطيف في الأنشطة الفضائية، خصوصاً أن القيود الحالية، التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، تحدّ من القدرة على تحسين تغطية أنظمة مثل «ستارلينك».
إدارة الغذاء والدواء الأميركية
تشرف إدارة الغذاء والدواء الأميركية على التجارب السريرية التي تُجريها شركة «نيورالينك» المتخصصة في زراعة رقائق دماغية، وتقرّر ما إذا كانت هذه التجارب يمكن أن تُنفّذ، وكذلك ما إذا كان يُسمح بطرح هذه الأجهزة للاستخدام التجاري لاحقاً.
وقد وافقت الهيئة بالفعل على تنفيذ التجارب داخل الولايات المتحدة، فيما تسعى الشركة حالياً لتوسيع اختبارات الأجهزة إلى خارج البلاد، بما في ذلك في كندا.
أفادت وكالة رويترز في عام 2023 بأن إدارة الغذاء والدواء كانت قد رفضت في البداية طلب شركة «نيورالينك» للبدء في التجارب السريرية، مشيرة إلى وجود مخاطر تتعلق بالسلامة. إلا أن الإدارة عادت لاحقاً ومنحت الشركة الموافقة على إجراء التجارب، والتي لا تزال جارية حتى الآن.
وكالة حماية البيئة
تخضع عمليات شركة «سبيس إكس» لمتطلبات وكالة حماية البيئة الأميركية، التي تشرف على تصريف مياه الصرف الصناعي من موقع تشغيل الشركة في ولاية تكساس.
كما تُخضع العمليات الفضائية للشركة لمراجعات بيئية بموجب «قانون السياسة البيئية الوطنية»، وتشترك وكالات فدرالية عدّة، من بينها «خدمة الأسماك والحياة البرية»، في تقييم الأثر البيئي لإطلاق وهبوط الصواريخ على اليابسة والمسطحات المائية والنظم البيئية.
إدارة الطيران الفدرالية
وفي سبتمبر أيلول الماضي، اقترحت إدارة الطيران الفدرالية فرض غرامة بقيمة 633 ألف دولار على «سبيس إكس» بسبب عدم التزامها بمتطلبات الترخيص في عام 2023 قبيل تنفيذ عمليتي إطلاق. ولا تزال التحقيقات المتعلقة بهذه المخالفة مفتوحة حتى الآن.
ومن المرجّح أن تفرض الهيئة مزيداً من القيود أو ترفع مستوى الرقابة التنظيمية على الشركة، لا سيّما بعد سلسلة من الانفجارات التي وقعت خلال عمليات الإطلاق الأخيرة.
هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية
يواجه إيلون ماسك نزاعاً قانونياً مستمراً مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، على خلفية استحواذه على منصة «تويتر» (التي أعاد تسميتها لاحقاً إلى «إكس») في عام 2022. ومن المقرّر أن يقدّم ماسك رده الرسمي على تلك الاتهامات في وقت لاحق من هذا الشهر.
وكانت الهيئة قد فتحت أيضاً تحقيقاً في شركة «نيورالينك»، وفقاً لما ورد في رسالة قانونية من محامي ماسك نُشرت في ديسمبر كانون الأول عبر منصة «إكس».
لجنة التجارة الفدرالية
تُعد لجنة التجارة الفدرالية الجهة التنظيمية المعنية بحماية المستهلك في الولايات المتحدة، وتشرف على التزام شركات التكنولوجيا، بما في ذلك منصة «إكس»، بحماية خصوصية الأطفال وبيانات المستخدمين الأميركيين.
وفي سياق متصل، فتحت اللجنة مؤخراً تحقيقاً في التنسيق بين عدد من جماعات مراقبة الإعلام، وهي الجهات التي يتهمها ماسك بتدبير «مقاطعة إعلانية غير قانونية» ضد منصته الاجتماعية، في ما يعتبره حملة منظمة للإضرار بمنصة «إكس» تجارياً.
ويأتي ذلك وسط تزايد التدقيق من الجهات التنظيمية على أداء المنصة، لا سيما في ما يتعلّق بخوارزميات التوصية، وشفافية الإعلانات، والامتثال لقوانين مكافحة الاحتكار.