الانتخابات الرئاسية الأمريكية: هل يمكن أن يخرج بايدن من السباق ويُستبدل بمرشح ديمقراطي آخر؟

 

نيويورك – عين اليمن الحر

بعد الأداء المخيب لجو بايدن خلال المناظرة الأولى أمام دونالد ترامب، ليل الخميس الجمعة في إطار حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ارتفعت العديد من الأصوات في المعسكر الديمقراطي للمطالبة باستبدال الرئيس المنتهية ولايته (المرشح لعهدة ثانية) بشخص آخر يتمتع بصحة عقلية وبدنية أفضل وقادر على تحقيق الفوز. لكن هل من الممكن القيام بهذه الخطوة قبل أشهر فقط من موعد الانتخابات المقررة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني؟

بعد الأداء المخيب الذي ظهر به الرئيس الديمقراطي جو بايدن خلال المناظرة أمام دونالد ترامب، دعا بعض أعضاء الحزب الديمقراطي مرشحهم بالتنحي من تلقاء نفسه والسماح لمرشح آخر يتمتع بصحة بدينة وعقلية أفضل بمواجهة منافسه الجمهوري.

وعلى الرغم من أن فارق السن بين المرشحين لا يتعدى  ثلاث سنوات، إلا أن دونالد ترامب (78 عاما) ظهر خلال المناظرة أكثر حيوية وفي لياقة بدينة جيدة مقارنة بمنافسه الديمقراطي (81 عاما).

وقد وصف أحد المشرعين في الحزب الديمقراطي في تصريح لوسائل إعلام أمريكية جو بايدن  بـ”الملاكم البطل الذي وصل إلى الحلبة بعد أن تجاوز ذروة شبابه ويحتاج إلى ركنه ليعلن الاستسلام”، مضيفا أنه كان يجب أن “يخرج من السباق”.

بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب

شعور بالصدمة

من ناحيته، قال ديفيد أكسلرود، أحد كبار مستشاري الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما لشبكة “سي إن إن” الإخبارية: “هناك شعور بالصدمة إزاء الطريقة التي ظهر بها في بداية هذه المناظرة، وكيف بدا صوته.. لقد بدا مرتبكا بعض الشيء. ستكون هناك مناقشات حول ما إذا كان ينبغي أن يستمر”، مضيفا “هو وحده من يستطيع أن يقرر ما إذا كان سيستمر أم لا”.

وتوقع أكسلرود أن بايدن لن يترك السباق الانتخابي، مشيرا إلى أن “هذا الرجل لديه الكثير من الفخر ويؤمن بنفسه”. لكن متخصصين في الشؤون الأمريكية صرحوا لشبكة “إيه بي سي نيوز” بأن الخيارات محدودة في حال رفض بايدن مغادرة السباق بمحض إرادته.

ففي هذه الحالة، ستكون إحدى الحلول المتبقية وفق نائب ديمقراطي لم تكشف القناة الأمريكية عن اسمه هو “تنظيم مؤتمر مفتوح في الحزب الديمقراطي واختيار مرشح جديد من هذا المؤتمر”.

لكن السؤال الذي يدور في الأذهان هل الوقت كافٍ للقيام بهذه الخطوة التي تتطلب إمكانيات تنظيمية كبيرة ووقتا طويلا في حين تفصلنا من الموعد الانتخابي خمسة أشهر على الأكثر.

أسماء لخلافة بايدن…لكن

جدير بالذكر أن سيناريو مماثلا وقع في العام 1968 عندما قرر الرئيس ليندون جونسون عدم الترشح لولاية ثانية بعدما تأكد بأن حظوظه قليلة بالفوز بالانتخابات.

أما السؤال الأخر المطروح هو حتى في حال تم تبديل بايدن بمرشح أخر، فلا يعرف أحد مدى حظوظ هذا المرشح الجديد في الفوز أمام ترامب، خاصة وأنه سيكون مرشحا غير معروف مثل بايدن ويجب عليه أن ينظم حملة انتخابية خاطفة غير محسومة مسبقا.

 

ووفق الإعلام الأمريكي المرشح الوحيد الي يمكن أن يخلفه هو الديمقراطي دين فيليبس من ولاية نيوهامبشير. لكن هذا الأخير لم يحصد في ولايته سوى 20 بالمائة من الأصوات خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في حين حصد جو بايدن أكثر من 60 بالمائة من الأصوات.

نفس الشيء في ولاية كارولينا الجنوبية حيث حصل بايدن على أكثر من 90 بالمائة من الأصوات.

انتفاضة سياسية داخل الحزب الديمقراطي؟

ويدور الحديث عن بدلاء محتملين في حال توفي بايدن قبل موعد الانتخابات أو أصبح غير قادر تماما على مواصلة المعركة الانتخابية.

من بينهم حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر وحاكم إلينوي جيه بي بريتزكر. بالإضافة إلى كامالا هاريس باعتبارها نائبة الرئيس الحالي. لكن معدلات تأييدها أصبحت ضعيفة.

ويبدو أن حظوظ الحزب الديمقراطي بالفوز بعهدة جديدة تتراجع مع ارتفاع المخاوف بشأن إمكانية قيادة بايدن الحملة الانتخابية إلى نهايتها بهدف الفوز على ترامب.

 

طاهر هاني/ وكالات + فرانس 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى