الإسلام السياسي بعد 2020: مشروع متطرف في تراجع مستحق وردع أمريكي حاسم

صورة تعبيرية

 

نيويورك – هيثم جسار – عين اليمن الحر

لسنوات، حاولت جماعات الإسلام السياسي تصدير نفسها على أنها حركات إصلاحية ذات بعد شعبي، بينما كانت في جوهرها تحمل أجندات متطرفة، تمزج بين الدين والسلطة، وتُخفي وراء شعاراتها مشروعًا يسعى لتقويض الدولة الوطنية والانقضاض على مؤسساتها. ومع نهاية العقد الثاني من الألفية، بدأت هذه الجماعات تتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى. وبعد 2020، أصبح من الواضح أن المشروع السياسي لهذه الجماعات ليس فقط آيلًا للسقوط، بل بات مفضوحًا ومحاصرًا من الداخل والخارج.

حركات دينية بلباس سياسي… ولكن

الإسلام السياسي لم يكن في جوهره يومًا مشروعًا مدنيًا أو ديمقراطيًا، بل كان دائمًا يسعى للوصول إلى الحكم عبر الديمقراطية ثم الانقلاب عليها. استخدموا منابر المساجد ووسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية لترويج أفكارهم، لكن ممارساتهم في السلطة، كما رأينا في مصر وتونس وغزة والسودان، كشفت حقيقتهم: إقصائيون، غير مؤمنين بالشراكة، ومعادون لفكرة الدولة الحديثة.

انهيار متسلسل وخسارات متراكمة
• في مصر، كان سقوطهم مدوّيًا بعد أن حاولوا اختطاف مؤسسات الدولة وتحويلها إلى أدوات عقائدية.
• في تونس، انكشف فشلهم الذريع في إدارة الدولة، وتسببوا في سنوات من الانقسام السياسي والتدهور الاقتصادي.
• في السودان، دعمهم غير المباشر للجماعات المسلحة ساهم في تفجير الوضع الداخلي.

كل هذا أدى إلى رفض شعبي واسع، وتآكل ثقة الشعوب في هذه التيارات التي تتاجر بالدين ولا تخدمه.

دور الولايات المتحدة: موقف حازم في مواجهة التطرف

منذ سنوات، والولايات المتحدة تراقب وتدرس تأثير هذه الجماعات على الأمن الإقليمي والعالمي، وبعد تقييم شامل، تحوّل موقفها إلى سياسة واضحة:
• تصنيف بعض الجماعات كمنظمات إرهابية أو داعمة للتطرف.
• قطع الدعم عن منابر إعلامية وشبكات تمويل مرتبطة بالإسلام السياسي.
• دعم الدول الحليفة في مواجهة هذه التيارات سياسيًا وأمنيًا.
• التعاون مع الشركاء الإقليميين لضمان عدم عودة هذه الجماعات إلى الحكم.

لقد أدركت واشنطن أن الإسلام السياسي هو بوابة الفوضى، ومصدر خطر دائم على استقرار الشرق الأوسط، وبالتالي على المصالح الأمريكية نفسها.

الإسلام السياسي: مشروع ميت… لكن يحاول التمويه

رغم الضربات المتلاحقة، لا تزال بقايا هذه الجماعات تحاول التكيف بأساليب ناعمة: عبر العمل في منظمات المجتمع المدني، أو اختراق الخطاب الإعلامي، أو ترويج أفكارها بلغة مختلفة. لكن الوعي الشعبي، والتنسيق الدولي، والموقف الأمريكي الحازم، جعل عودتها إلى المشهد أصعب من أي وقت مضى.

أمريكا في مواجهة أفكار الظلام

الإسلام السياسي، في جوهره، هو مشروع ظلامي يسعى لتقويض الدولة، وتفتيت المجتمعات، وتصدير الفوضى تحت غطاء ديني. أما الولايات المتحدة، فهي القوة التي أدركت هذا الخطر، وتحركت، ولاتزال تتحرك، لحماية النظام العالمي، وضمان عدم السماح بعودة هذه التيارات إلى السلطة. في عالم اليوم، لا مكان للمشاريع المتطرفة، ولا تسامح مع من يحاول العبث باستقرار الشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى