إيرلندا: تقرير صادم حول وفاة 9000 طفل “غير شرعي” في ملاجئ الكنيسة الكاثوليكية


متابعة – د / رلى حسون

سلطت لجنة تحقيق حول “منازل الأمهات العازبات” في إيرلندا الثلاثاء 12 كانون الثاني 2021 الضوء على وفيات مأساوية لأطفال بالآلاف في هذه المؤسسات التي تديرها الراهبات والكنيسة الكاثوليكية والدولة بسبب العداء ضد المواليد الذين يعتبرون غير شرعيين.

واعتبر رئيس الوزراء الإيرلندي ميشيل مارتن أن “المجتمع بأسره كان متواطئاً”، وذلك بعد نشر تقرير من 3000 صفحة بعد خمس سنوات من التحقيق. وأعلن أنه سيقدم “اعتذار” الدولة إلى البرلمان الأيرلندي. من جهته قال وزير الأطفال الإيرلندي رودريك أوجورمان إنه “من الصعب تخيل حجم المأساة ووجع القلب وراء هذا الرقم”.

وكشف التحقيق عن 9 آلاف حالة وفاة، أو 15٪ من أصل 57 ألف طفل مروا بهذه المؤسسات بين عامي 1922 و1998. وخلصت اللجنة في تقريرها إلى أنه قبل عام 1960، فإن هذه المنازل لم تكن فقط لا تنقذ حياة الأطفال غير الشرعيين، بل أسوء من ذلك حيث “يبدو أنها قللت بشكل كبير من احتمالات بقائهم على قيد الحياة” بسبب سوء المعاملة الشديد الذي كان الأطفال يتعرضون له بالإضافة إلى سوء التغذية.

وأضاف التقرير إن معدل الوفيات بين الأطفال “المرتفع للغاية” “كان معروفاً للسلطات المحلية والوطنية في ذلك الوقت وتم تسجيله في المنشورات الرسمية. وتعود معظم الوفيات لأسباب يمكن تتعلق بالتهابات الجهاز التنفسي والتهاب المعدة والأمعاء.

واستقبلت هذه البيوت الفتيات والشابات الذين رفضتهم أسرهن والذين لم يكن لديهن في الغالب “بديل”. ويعتبر الأطفال المولودين هناك غير شرعيين، وغالباً ما يتم فصلهم عن أمهاتهم ثم يتم تبنيهم مما يؤدي إلى قطع جميع الروابط مع عائلاتهم البيولوجية.

وتعتبر هذه القضية جزءاً من سلسلة الفضائح التي هزت الكنيسة الكاثوليكية ذات الحضور القوي في إيرلندا في السنوات الأخيرة والمتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال وبقضية “الملاجئ المجدلية” التي كانت تستقبل فتيات صغيرات يتم استغلالهن جنسياً وتشغيلهن مجاناً من قبل الراهبات.

وفُتح التحقيق الأخير في عام 2015 في أعقاب عمل للمؤرخة كاثرين كورلس التي زعمت أن ما يقرب من 800 طفل ولدوا في أحد مراكز الولادة هذه ودفنوا في مقبرة جماعية بين عامي 1925 و1961.

ويحمّل التقرير اللوم في المقام الأول على العائلات التي أرسلت النساء إلى هذه المرافق أو لم تترك لهن خياراً آخر بسبب نقص الدعم، ومن وراء ذلك يتهم التقرير بشكل غير معلن المجتمع الأيرلندي ككل.

وقال رئيس الوزراء ميشال مارتن إن الكتاب يصف “فصلاً مظلماً ومخزياً في التاريخ الأيرلندي الحديث” ويسلط الضوء على “ثقافة كراهية النساء” التي عرفتها البلاد “لعدة عقود” ولا سيما “التمييز الخطير والممنهج ضد النساء ولا سيما اللواتي ولدن خارج إطار الزواج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى