إلى روح أمي في عيد الأمهات …

 

✍️ صباح نور الصباح

إلى روح أمي في عيد الأمهات …

ألوب بين موت وموت !
لو أن الشمس لم تتبرج للصباح ذلك اليوم !
والأرض لم ترتد طقم الضوء
لو أن تقويم الدّهر سقط سهوا من يد الرب
فقطفنا من الأزل ساعة زمن

ساعة أخرى
ساعة فقط
أكون فيها معك
أضمك ،
أشمك ،
أقبلك على مهل
وأخبرك أنك أجمل الكائنات
ساعة أهمس لك فيها :
أنا آسفة
آسفةجدا
آسفة بحجم السماء
لأنني لم أحمّمك بماء العين
ولم أعطرك بأنفاس الصباح
ولم أقطف لك من أصائص عمري أجمل الباقات

لو أنّ الربّ أمهلك وأمهلني ساعة زمن
لأعتذرت عن كل ساعات الغياب
عن كل كؤوس الشاي التي لم نشربها معا
عن كل الحكايات التي لم نحكها لبعض
وعن رقصة السيرتاكي الأخيرة التي لم نرقصها سويا على تخوم العدم
وكلّ آثار خطانا التي لم يحملها الموج بعيدا
وكلّ الصدفات التي لم نجمعها معا
لو أن الرب أمهلنا ساعة زمن
لأقترفت في حبك كل الحسنات
وارتكبت أجمل القبل

يا الله !
لِمَ صار القمر عين السماء المفقوءة
والنجوم جوقةً للموت
لِمَ غدت الشمس كتلة من ثلج
وسقط الربيع من التقويم
وأصبح العمر شيخا ضريرا يلوب بين حزن وموت !
لم انتحر الفرح
وطمست عيون الضوء
ونما للظلام ألف فم
لم صار الليل غربيبا
والصباح غدا بلا نهد
يا الله !
كيف السبيل لنكون على قيد الحياة
وهناك على سرير أم تحتضر
تموت فينا نار الحياة
ويولد رماد العدم !
يا الله !
لم جعلت أمهاتنا جنتنا على الأرض وفي السماء
ثم تركتنا نعيش الجحيم دون حساب !!!
فنلوب…
نلوب …
نلوب…
بين موت وموت…
صباح نور الصباح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى